دام برس:

في محاولة لصرف الأنظار عما يحدث في سوريا قد يعمد الأسد إلى إشعال حريق في الدول المجاورةـ في هذا الإطار قد يركز على إسرائيل وتشجيع حدوث مواجهة مقلصة مع حزب الله وهجمات من سيناء وغزة.

في أعقاب التمرد السوري نظام الأسد يواجه ضغطا دوليا ثقيلا سياسيا واقتصاديا وعسكريا أيضا على ضوء الدعم المقدم للمتمردين.

وردا على ذلك الأسد قادر على القيام بمحاولة لإشعال حريق في الدول من حوله وهي خطوة قد تؤثر على إسرائيل أيضا.

بهذه الإستراتيجية السورية يمكن أن تكون عدة أهداف:

1- صرف الأنظار عن الأسد وهو ما يساعده على قمع أو على الأقل تقليص حجم التمرد وتقليص الضغط الذي يمارس على سوريا وكذلك كرد انتقامي.

في لبنان دولة مصطنعة منقسمة ضد سوريا يسود التوتر بين الموالين للأسد ومعارضيه وقد وقعت عدة صدامات عنيفة بينهما.

علاوة على ذلك حزب الله يتدخل أكثر فأكثر في الحرب داخل سوريا وهو ما ولدغليانا في لبنان.الأسد قد يقوض شيئا فشيئا الاستقرار الهش في لبنان.

الأحداث في لبنان لن تكون بنفس الحجم في سوريا لكن الجائز أنها قد توجه جزءامن الاهتمام الدولي إليها.

نظام الأسد قد يتطلع إلى صفقة غير رسمية مع الغرب فبمقتضاها وفي مقابلالإحجام عن التآمر في لبنان أن يتراجع أعداءه عن الضغط عليه.

وعلى ضوء تلك الأسباب أو كبديل لاستئناف الحرب الأهلية في لبنان سوريا قدتركز على إسرائيل.

نظام الأسد سيكون حذرا من الدخول في مواجهة مباشرة وشاملة مع إسرائيل، هذاعلى ضوء التدني العسكري لسوريا مقارنة بجيش الدفاع الإسرائيلي.

ومع ذلك حزب الله الذي يدعم سوريا كما أسلفنا يمكنه أن يشعل احتكاكا مع إسرائيل من لبنان بتشجيع من سوريا، وليس عبثا أن يحذر مسؤولون في إسرائيل حزب الله من الإقدام على مثل هذه الخطوة.

في المقابل إيران الوصي على حزب الله قد تفضل السماح لحزب الله باختبار أهمبالنسبة لها، هذه المواجهة بينها وبين إسرائيل لا تعرض الأسد للخطر.

إيران ليست معنية بدفع إسرائيل إلى مهاجمتها، مع ذلك ومن أجل إنقاذ نظامالأسد إيران تتوصل إلى حل وسط مع حزب الله.

مواجهة محدودة بين إسرائيل وحزب الله مواجهة أكثر جلبة وضوضاء من أجل خدمةالمصالح السورية ولكن ليس مواجهة شاملة وقاتلة إلى حد قد يدفع إسرائيل إلى القيام بحملة تدمير حزب الله.

مثل هذه المواجهة قد تتصاعد خلافا لرغبة جزء بل جميع المشتركين فيه.

خيار آخر أمام سوريا وبمساعدة إيرانية هو تشجيع شن هجمات ضدإسرائيل من داخل قطاع غزة أو من داخل سيناء عن طريق منظمات محسوبةعلى إيران مثل الجهاد الإسلامي.

الهدف سيكون استدراج طرف قوي في قطاع غزة إلى الحريق مثل حركة حماس التي تحجم الآن عن الاحتكاك مع إسرائيل.

العلاقات بين حماس وسوريا وإيران يسودها الفتور بعد أن رفضت حماس دعم نظام الأسد، حماس قد تكبح الجهاد الإسلامي.

وبالنسبة لسيناء فإن الهجمات من هناك ضد إسرائيل من قبل منظمات مثل الجهادالإسلامي وحزب الله تخلق توتر بينها وبين مصر.

وعلى الرغم من معارضة الرئيس المصري نفسه لاستمرار نظام الأسد ولأية خطوة لمساعدته فإن أزمة إسرائيلية مصرية قد تنشب.

مثل هذا التطور قد يصرف الاهتمام عن الأسد بينما سيمنح الفرصة الفوز بتنازل اتمن ناحية الغرب.

في مقابل ذلك الأسد وفي الحقيقة إيران سيحجمان عن خلق تصعيد في سيناء أوفي قطاع غزة.

نظام الأسد ساهم في الماضي في نسف الاستقرار لدى جيرانه، وإن كان فيظروف أخرى عندما دعم المتمردين في العراق قبل عدة سنوات عندما كانت الولايات المتحدة تعمل على استقرار الدولة خلال فترة ما بعد صدام حسين.

و النظام العراقي الذي نجح في البقاء يدعم الآن نظام الأسد عن طريقغض البصر عن رحلات الإمدادات القادمة من إيران إلى سوريا.

في العراق هناك عدم استقرار وتوتر بين الشيعة والسنة ويشك في أن يكون الأسديريد بل يمكنه أن يشعل حريقا في العراق.

لكن إذا ما اندلع مثل هذا الحريق فإنه لن يؤثر على الفوضى في سوريا لكنسيكون بمقدوره اجتذاب الاهتمام الدولي الموجه إلى سوريا.

سوريا قد تلحق الضرر بجيران آخرين الأردن وتركيا، وهما الدولتين اللتين يتهمهما بمساعدة المتمردين.

وفيما عدا الأسباب المعروفة لصرف الاهتمام الدولي فإن سوريا ستطمح إلىمعاقبة وردع الأردن وتركيا بسبب سياستهما ضد نظام الأسد والتعاون معالغرب.

الأردن لديه قابلية وبشكل خاص للضرر على ضوء الأزمة الاقتصادية الطويلة واحتمال أن تصل الاضطرابات في العالم العربي إليه، هناك حوالي نصف مليونلاجئ سوري موجودون في الأردن وهم لا يساهمون في الاستقرار.

في كل الأحوال النظام السوري قد يهدد وينفذ وبشكل رسمي أو سريسواء بالتعاون مع دول كإيران ومنظمات كحزب الله خطوات عدائية وتآمرية ضد جيران سوريا طالما أن هذا يخدم المصلحة العليا للأسد وهي إنقاذ نظامه.
 

ترجمة مركز شتات الاستخباري - فلسطين

الباحث في الشؤون العسكرية  د إيهود عيلام- ، ، في تقدير موقف لمجلة جيش الدفاع الإسرائيلية.