دام برس :
قصص البطولة لا تنتهي لأن سورية هي ارض البطولة والفداء ومهما تحدثنا عن مناقب الشهداء تبقى الحقيقة أكبر اليوم ننقل لكم قصة الشهيد يحتار كلما رآه ماذا يقول له لأنه طفل في سنة التخرج الأخيرة من أكاديمية التحضيري .
وينوي للدراسات العليا الابتدائية طفل رقيق كما لو أنك ترى سمكة صغيرة بألف لون ..مغنجة ...مدللة .بحوض السمك كان يزور أهله مقدام باسل من بواسل قواتنا المسلحة فهو صديق العائلة أحد الأيام زارهم على عجل ...وقال بشرب قهوة وبشوف ولاد خيي دخل البيت بلباسه الميداني الكامل والطفل جن جنونه وتعلق به وصار صديقه الوحيد فبوجود هذا الباسل لا تستطيع العائلة التحدث معه لأن الوقت كله صار ملكاً للطفل...
والباسل المقدام يبتسم للطفل ويداعبه يتطفل الطفل أكثر ويريد أن يعرف تفاصيل الكلاشينكوف والقنبلة وكيف تتم محاربة الإرهابيين كان الطفل قد حفظ من أهله الجيش يحارب الإسرائيليين
تعلق الطفل وصار بدو حكايات الأبطال قال المقاتل:
يا حبيبي أنا بلبس بالمعركة طاقية كمان وما حدا بيشوفني وبطير وبلقط ( يلي ما كويسين ويلي عم يشعلو حريق ...ويعيطو عل أطفال ...ويلي ما بحبو الله....ومنكبون بعيد
حفظها الطفل ..وصار بدو الطاقية استشهد المقدام البطل....عقيل علي لكن الطفل مازال يبحث ويسأل عن غياب البطل بعد تفكير يشبه التفكير بتفاحة نيوتن
أحضر الأب ( طاقية ) وعلقها بخيط في السقف وقال له .:
هي عمو لابس الطاقية بس ما فيك تشوفو كل يوم يستيقظ الطفل وقبل كل شيئ
يفتح الغرفة وقد لبس صدريته الزهرية وحقيبته المعلقة في ظهره والتي تظهر أنها تتسع له
وبكل قوة يفتح الباب ويقف وراءه صف العائلة ..
.يقدم التحية بقوة وكأنه قد تخرج حالاً من دورة صاعقة ويغني حماة الديار عليكم سلام
الأهل وراءه يرددون بخشوع وبدموع لم يراها الطفل ... وعندما التفت وراءه وهاله مشهد دموع أبويه... قال لهم بغضب : هي عمو لابس البدلة والطاقية...ليش عم تبكو ؟؟؟
قالت الأم : انت شايف عمو
قال لها : والله ماما هي عمو لابس تياب الأبطال ومعو بارودة وبإيدو وردة
انهمر الأب بالبكاء وأدرك أنه لم يكذب على ابنه
أما الشهيد البطل بقي زائراً للبيت في عيون الجميع وقد اعتلت هامته الطاقية الربانية
أحياء عند ربهم يرزقون.