دام برس :
شهدت الساعات القليلة الماضية تكثيفا في الاتصالات التي تجريها الإدارة الأمريكية مع عدد من الأنظمة العميلة لدفعها إلى تشديد الضغط على المقاومة الفلسطينية لوقف إطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة من خلال إبرام تهدئة مع الكيان الصهيوني، ، اليوم وبسبب الدعم السوري الواضح استطاعت المقاومة الفلسطينية في فرض معادلة جديدة، ستكون لها تأثيراتها على كل الساحة الإقليمية، معادلة ستفرض نفسها أيضا على جهود انجاز المصالحة، ومفتاح تغيير قواعد اللعبة بات في يد المقاومة التي ترد على العدوان البربري على غزة الذي أراد نتنياهو وباراك من ورائه توظيف الدم الفلسطيني في اللعبة الانتخابية الإسرائيلية.
إن صمود المقاومة وصواريخها التي طالت نرافق حيوية صهيونية ومستوطنات محصنة، هو الرد الحقيقي على الربيع الأطلسي الذي يستهدف الأمة العربية، وإذلالها تحت شعارات زائفة، ربيع أطلسي الغرض منه ضرب محور المقاومة وتحويل المنطقة العربية إلى دويلات متناحرة تحت السيادة الصهيونية، لكن، نتنياهو و داعموه في السر والعلن سقطوا في الوحل الذي انزلق إليه نتنياهو مع وزير دفاعه.
لقد أعتقد الكيان الصهيوني، بأن خضوع حركة حماس للوصاية القطرية ومع الضربات الاستباقية الأولى ضد قطاع غزة والحركات المقاومة بأن كل ذلك سيؤدي إلى تعطيل العمل المقاوم، إن نجاح فصائل المقاومة المسلحة باستهداف مناطق وسط الكيان الصهيوني وفي تل أبيب والقدس المحتلة، ادخل القيادة التي تدير العدوان على القطاع في دوامة خطيرة، قد تغرق "نجوم" هذه الحملة العسكرية، وبالتحديد باراك ونتنياهو، وتمنعهما حتى من تحقيق الأهداف "المعقولة" التي تم الإعلان عنها مع بدء العدوان.
مع تسجيل الانتصار تلو الآخر لمحور المقاومة الممتد من طهران إلى دمشق ومع حركات المقاومة ما تزال دول الاعتلال العربي تقوم منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة بمساع لوقف القتال بناء على تعليمات من الإدارة الأمريكية، تحت غطاء النصح والتحذير وتقديم الدعم الإنساني، وكل ذلك مجرد وعود كاذبة وهذا ما تدركه المقاومة التي تصر هذه المرة على تهدئة حقيقية، يأخذ فيها الجانب الإسرائيلي المطالب الفلسطينية بالحسبان، وهي تدرك أيضا، أن هذه المساعي العربية تهدف إلى قطف انتصارات المقاومة لصالح إسرائيل، وإعادة القضية الفلسطينية إلى الدرجة الأخيرة من سلم الأولويات لصالح إنجاح المخطط الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة، والذي يتمثل بخدعة الربيع العربي.
أما الشكل الآخر للضغوط الممارسة على المقاومة الفلسطينية، فهو القادم من حكام قطر الذين يسعون إلى تفتيت الفصائل المقاومة، لتتحول إلى مجرد أداة لحماية القيادة السياسية باتجاه صياغة حلول سياسية هي في النهاية لصالح إسرائيل وبتنسيق معها، وحكام قطر هرعوا منذ اللحظة الأولى للعدوان على غزة، للضغط على المقاومة لتثبت لأمريكا بأنها ما زالت قادرة على اللعب والعبث في الساحات العربية وتخريبها.
إن النصر الحاصل اليوم في غزة هاشم هو بفضل الدعم السوري لحركات المقاومة والتحرر، وهنا يتساءل المراقبون عن غدر حركة حماس وعلى رأسها المدعو خالد مشعل وكيف قلبوا ظهر المجن لمن دعم حركتهم ومدهم بالسلاح النوعي، والسؤال اليوم هل ستعود حماس وقيادتها إلى محور المقاومة ؟
من جهة أخرى ومع تصاعد الأحداث على الساحة السورية وارتفاع وتيرة الأعمال الإرهابية الممولة من مشيخات النفط والغاز ظهر علينا ملوك الطوائف الجدد ليهددوا ويتوعدوا وليقدموا كل الدعم المالي والعسكري للعصابات السلفية الصهيونية فتحولت الجامعة العربية ومجلس الأمن إلى أداة طيعة بيدهم والهدف من وراء كل ذلك إسقاط الجمهورية العربية السورية وتقسيمها، اليوم وأمام العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة يلتزم هؤولاء الملوك الصمت ويواصلون حربهم ضد العروبة في سورية، والسؤال الذي توجه به أحد المتابعين للشأن السوري لماذا لم يسم ثوار الناتو في سورية جمعتهم باسم " نصرة غزة " أو " الحرية لغزة " بل لماذا لم يطالبوا هم وأسيادهم بتأمين ممرات إنسانية أو إقامة مناطق عازلة، والأهم من كل ذلك أين غاب سلطان سفينة مرمرة عن هذه المعمعة السياسية وعلى الرغم من الدعم الكبير للإخوان المسلمون وإيصالهم إلى مراكز الحكم في العديد من الدول العربية فقد تخلى هؤولاء عن حماس ومشعلها وباركوا اغتيال الشهيد أحمد الجعبري، اليوم باتت الحقيقة واضحة فلا مكان في أمتنا العربية إلا للمقاومين الشرفاء تحت راية السيد الرئيس بشار الأسد.