دام برس – متابعة اياد الجاجة
لو صحت التسريبات الحالية بأن السيد العربي سيكون هو المرشح التوافقي لرئاسة مصر فسيكون بمثابة الزوج المحلل للمناصب التي ينشأ حولها خلاف، فبعد شهور قليلة من اختياره فجأة بالتوافق أمينا عاما للجامعة العربية، مع أنه لم يكن مطروحا على الإطلاق حتى بعد بدء جلسة الانتخاب الذي رشحت له مصر الدكتور مصطفى الفقي يظهر اسمه الآن كمرشح تتوافق عليه جميع القوى السياسية الإسلامية والليبرالية واليسارية وائتلافات الثورة.
في الفيلم السينمائي القديم "زوج تحت الطلب" عرض فؤاد المهندس على عادل إمام وظيفة لا تستغرق سوى الليل ثم يطلق عروسه في الصباحية لتعود لزوجها الذي طلقها طلقة ثالثة لا تجوز له بعدها إلا بمحلل!
ورغم أنه لا يجوز شرعا فقد ارتاحت ضمائر الأزواج المطلقين لهذا السيناريو ووجدها عادل إمام في دوره بالفيلم طبعا.. وظيفة تدر عليه دخلا معتبرا.
لكن عندما جاء الدور على ليلى علوي لم يستطع أن يطلقها وتمسك بها رغم التهديدات التي مارسها الزوج الأصلي الذي كان يحلم بعودتها إليه بعد أن تمر مرور الكرام على الزوج المحلل.
نبيل العربي اللاعب المخضرم الذي لعب دورا كبيرا في كسب مصر قضية التحكيم في شريط طابا ابتعدت عنه مناصب صناعة القرار المهمة رغم أنه يستحقها، ثم أقبلت عليه أخيرا فصار فارس أحلامها في سبعينيات عمره تقبل عليه فاتحة أحضانها.
من وزير خارجية الدولة العربية الكبرى بعد ثورة 25 يناير، إلى منصب أمين عام الجامعة العربية الذي لم نعرف انه مرشح له وظل الجميع يتابع منافسة حامية بين المرشح القطري والفقي مرشح مصر.
والأخير حكى بنفسه في برنامج تليفزيوني أنه جلس في بيته ينتظر خبر عقد قرانه على المنصب العربي الكبير خلفا لعمرو موسى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، لكن ابنته فاجأته بما لم يخطر على باله أو على بالنا. فالعروس ذهبت طائعة مختالة إلى حضن الدكتور نبيل العربي!
في نفس ذلك اليوم قابل الفقي المشير محمد حسين طنطاوي وخرج من عنده مطمئنا على حفل عرسه في المساء في جلسة انتخاب أمين عام الجامعة، ولم يخبره بأن المنصب سيذهب لمرشح توافقي هو الدكتور نبيل العربي ستسحب قطر من أجله مرشحها.
منذ أيام قليلة فوجئ جميع المرشحين المحتملين للرئاسة، وأولهم عمرو موسي صديق العربي وسلفه في منصب الأمين العام للجامعة العربية وثالث أسلافه في منصب وزير خارجية مصر بأن اسمه مطروح بقوة كمرشح توافقي للرئاسة، خصوصا بين القوتين الفاعلتين؛ المجلس الأعلى للقوات المسلحة وجماعة الإخوان المسلمين.
والمدهش انه كما توافقت عليه الدول العربية في جلسة انتخاب الأمين العام تظهر الآن توافقات القوى السياسية المصرية التي اختلفت منذ سقوط نظام مبارك في كل القضايا ولم تتفق سوى على نبيل العربي رئيسا للجمهورية.
ولا تقنعني بأن الشعب سيختار بنفسه ولن يعطي أذنه للتوافق، فأكثرية أصوات الناخبين من الأقاليم ومناطق ريفية وأميين تنقصهم المعرفة السياسية بالمرشحين وسيخضعون بسهولة للإملاءات من أول شيخ الغفر والعمدة إلى أعضاء مجلس الشعب الممثلين للقوى السياسية أو المستقلين ومعهم المجلس العسكري.