دام برس:
عــنــدمـا تـُـشهــر إســـرائيــل عـقــد زواجـهـا مِـنْ القـاعــدة عـلـى لســان ســفـيرهـا فـي واشــنطـن , الـذي قـالهـا صـراحـة وبــدون لـف ودوران , إنَ بـلاده تـرغـب فــي أنْ يـطـاح بـالرئيس بشــار الأســد فـي ســوريـه حـتـى لـوكـان عـلـى ايــدي مـعـارضـيـن مــرتبطيـن او مـتحـالفيـن مــع القـاعــدة حـســب تـعـبيــره , فمـا بهــذا الأمـر غـرابـة ولا تفـاجـيء لكـل مـطـلـع علـى تـاريـخ قـاعـده الارهـابوضـرورات نشــوءهـا مـن جهـة , وعلـى مـُسـلمــات الســـيـاسـة الصهيـو امـريكيــة و اهــداف اســتـراتيجيـاتهــا المـرحليـة والمـسـتقبليــة فـي تســييـر عـجلــة بـقــاء اســرائيــل واســتمـراريــة هــيمنتهـا واحــتـواءهــا لــمنطقــة الشــرق الاوســط جمعـا ودول مـواجـهـتهـا تـحـديــــدا مِـنْ الجهــة الآخـرى , فـالقـاعـدة وبكـل بســاطــة , ما هــي إلا نـتـاج لمعـادلة شــيطـانيــة تفاعـل فيهـا عنصــر خـبـث العقـل الصهيـو امـريكـي مععنـاصـر ظـلاميــة الفكـر الاسـلامـي المتشـدد و غـايـات المـال البتـرو دولاري السعـودي الخـليجـي المتـرهـل , لــكـن أنْ تـعـلـن اســرائيــل وبكــل وقـاحــه , إنَ الاطـاحــة بـالرئيس الأســد ســتضـعف التحـالف مـع ايــران وحــزب الله , إي إنــه بمثـابــة تـفـتيـت لحـلقـات محـور المقـاومــة وتــفكيكهـا, وبـالطـريقــة التـي تســاعـد اســرائيـل وحـلفـاءهــا الاســتفـراد بكـل حلقــة علـى حــده والقضــاء عليهــا , إنمـا يــدحـض تـقـولات التـافهيــن الـذيـن يجـتـرون اسهــالاتهـم ويــرددون الاكـاذيـب تلـو الطـرهـات عـن مـا يسمــوهالتحـالف ( الصهيـومـاسـوني الفـارسـي الصفـوي الامـريكـي ) والـتي ازكمـت نـتـانتهـا الانــوف , ومـع هـــذا نجــد مـع الاسـف هنـاك مـَنْ يســتشهـد بهـا ويـنقـاد وراءهـا , ويعتـبـرهـا مِـنْ خـلاصـات عبقـريـاتــه الفكـريـة , وتــؤكــد فـي نـفس الـوقـت مـا هـيــة الدور الـذي لـعبتـــه وتـلعبــه تـل ابـيب واجهـزة اســتخـباراتهـا فـي تــفعيـل الأزمـة الســوريـة , ومـد مـا يســمـى بـالمعـارضــة بشـكليهـا الســيـاسـي والمـسـلـح بكـل اشكــال الـدعـم العســكري والاســتخبـاراتــي واللـوجـيســتـي والتســـليحــي المبـاشــر منــه , او الغيـر مبـاشـر عـبر وكـلاءهـا الـذيـن دخـلـوا الاراضـي الســوريـة عبـر تـركيـا والاردن تحـت مظـلات المنظمـات الانســانيـة وجهـود الاغـاثــة الدوليــة ,هــذا الـدعـم الـذي يـعـتـرف بــه المـســلحيـن بمخـتلفمـسـميـاتهـم ومنـاهـل اجـرامهـم وارهـابهـم .
المشكـلـة فـي البعـض الـذي يعـرف الحـقائـق ويتنكــر لهـا , و يـدعـي تمـامـا عـكسهـا, مـُـرددا بكـل دنـاءه هـزليــة ( إنَ النظـام الســياســي فـي دمشــق حـليفـا الـى اســرائيـل وامـريكـا ) , ويـصـف الحـرب التي تتعـرض لهـا ســوريـة بالمسـرحيـة المـُـتـفق عليهـا , ويـتـرك لعنـان اوهـامـه الطـرف سائبـا , مـُـعـزيـا اسبـاب تــراجـع الضـربـة الامـريكيـةعلـى ســوريـة الـى هــذا التحـالف الســري المـزعـوم , بـلذهـب الـى ابعــد مـِنْ ذلـك فـي افـلاسه الادعـائـي واسهـالات افكـاره , مـُدعـيا وبكـل ســذاجــه , إنَ هنـاك اتفـاقيـة ســلام ســوريـة اســرائيليــة ســريـة مـوقعــة منـذ عـام 1973 , متجـاهـلا مـا تعـتـرف بـه اســرائيـل , وتـثـقف بــه وتعمـل علـى اســاسـه , وتـرســم ســيـاسـاتهـا الداخليـة والخـارجيـة , ووجهــة تحـالفاتهـا وفقـا لــه ,بـتـأكيـدهـا وعلـى لســان جميـع مســؤوليهـا , مِـنْ اقصـىيمينهـم المتطـرف الـى معـتدلهـم البراغمـاتــي , إنَ الخطـر الأعظـم علـى مصيـر كيـانهـم الاسـرائيـلـي ومســتقبـل دولتهـم العبـريـة المنشــوده , هـو القـوس الاســتراتيجـي الممـتد مـِنْ طـهـران الـى دمـشـق وبيـروت , وإنَ نظـام الأســد حـسب قـولهـم , إنمـا هـو حجــر الـزاويــة فـي هــذا القــوس .
al_asadi@aol.com