دام برس:
لـيسَ مـنـا مـَـنْ يــتـاجـر بــصـور المـوتـى مــِنْ الاطــفــال , ويــتـرزق عـلـى هــتــك الاعـــراض, ويــذرف دمــوع الـتمـاســــيـح لــلإســــتجــداء , فــأرواح شــهـدائنــا رايــات عـاليــه نـفتخــر بهــا , واعـراض نـســائنــا مـُصــانــة نـقــدسهــــا , والمـوت إنْ جــاء لـنـا ابـتسـمنـا لــه مـا دمـنـا مـلاقـيــن الله عـلــى حـــقـــه , ومهمــا فـعلـوا وغـــدروا ومـثــلـوا بـاجســاد مــوتـانــا , وتـفـننـوا فـي قــتلنـــا لــن نجـــزع , وثــأرنــا لــن نـأخــذة إلا مـِنْ عــدونـا ,وفــي ســاحـات لقــاءه بنــا إنْ كـان يمـتلـك رجــولــة مـلاقـاة الـرجــال بـالرجـــال , فــ (صـــبـرا يــا آل يــاســـــر مــوعـــدكــم الـجـنـــــه ) .
الــبـعض ولـلأســــف يـــأخـــذ عــلـيـنــا إنــنــا لـــم نــعط اهــتمـامـا زائــــدا لـلمجـــازر البشــعـة والجبـانـــة الـتي ارتـكـبت بحـــق اهــلنـا واطـفـالنــا واخــواتـنـا وامهـاتنـــا فــي ريــــف الــلاذقـــيـــــة , ومــأخــذهــم هـــذا فــيـــه مــِـنْ الـحــق الكـثيــر فــي اطــــره الخــاصــــة , ولــكـننـا يــاســـادة الـمتـاجــره بـالدمــاء لـيس ثــوبنــا , والـمـزايــــدة عـلـى الارواح لـيس مـِـنْ خـصـالنـــا , والخـصـومــة عــنـدنـا لهـا شـــرف , والـحـرب عـلـى الابــريـــاء والانتقــام عـلـى هــويــــة المـذهــب لا تـزيــدنـا شـــرفـا , بـل تـضعـنـا فـي ســـلــةغــدر اعــداءنــا , وحــاشــى أنْ نــرتضــي ذلــك عـلـى انـفســــنـا .
إنَ مـعـركـتنــا اكـبــر واشــمـل مـِـنْ الثــأر لـطـائفــة ومــذهـب , لأنـهــا بـالنسبــــة لنــاتحـــدي وجــود وطــن , ودفــاع شــعـب عــن ارض وتـاريـخ وحـضـــارة , ومــَـنْ يــعـتقــد إنـــه قــادرا عـلـى حـرف اتجــاه بــوصلــة بــنـدقـيـتنـــا عــن اهــدافــنــا المصــيـريــة , ويــشـــتــت قــوتنـــا ويــتـلاعــب بـثــوابــت مــبـادئـنــا والــتـزامـاتـنـا الـوطنيـــة والقـــومـيــة والاخـــلاقـيـــة , فهـــو اكـثــر مــِنْ واهـــم , بــل غـــبـــي يحـاول الــتـذاكـــي عـلـى نــفســــه .
دمـائـنـا ليســت رخــيصــة , وارواح شـــهـدائنــا وإنْ كـانـت فـي عــلييـن فــإنَ إزاهـاقهــا لــن يــذهــب ســدى , واعــراضنــا إنْ انــتـهكــت غـــدرا هـنـــا او هــنـاك فهـــذا لايــقـلل مـِنْ ســـمـو شــــرفـنــا , بــل يــفضــح معــدن انحــراف وســـقــوط خــُـلـق واخـــلاق عـــدونـــا ,لــكـن الاســتهـداف المـذهــبـي لمكـون بعينــه حـيـن واسـتهـداف آخـر فـي حـيـن آخـر , الـذي تـلجــيء اليـــه الجمـاعـات التكفيــريـة الاجــراميــة بـأوامـــر مــِنْ اســـيـادهـاالصهـايـنــة والامـريكــان والظــلامييـن العـربـان , ســواء كـان الاســتهـداف فـــي لــبنــان او ســـوريــة والعـــراق , يــجــب أنْ لا ننجـــر وراء غــايـــتــه ونـفــوت الفــرصـة عــلى اصحـابــه , ونـجـعـل مـمـا يســـعـون اليــــه مـِـنْ فــتــن وضــغـائـن , جــســور التقـــاء وحــوار حــقيقـــي لإســـقـاط المشـروع الذي يســتهــدف نســـيجـنـا المجتمعــي ويـفــتت وحــدتنــا الـوطنـيــة , بــدلا مـِنْ اللهـاث وراء الثــأر الاعمــى والتعـصـب الغيـر محـســوب النـتائــج , وهــذا ليس ضعفــا منـا بـل أنــه القــوة والشجـاعـة التي لا يمتلكهـا عـدونـا ,الذي لا يـعـرف ســـوى لغـــة الارهـاب والغـــدر , وجـبـن المـلاقـاة فـي ســاحـات المعـارك والشــرف , ويتـحـرك كـخـفافيش الليـل فـي الظـــلام .
al_asadi@aol.com
الصورة من الأرشيف