Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 17 حزيران 2024   الساعة 02:10:15
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
داعش يفوز بالانتخابات التركية

دام برس :

أن يصدر تنظيم داعش تسجيل فيديو يدعو فيه الإتراك للانتفاضة ضد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان قبل الانتخابات بأيام قليلة، أمر يعتبر دعاية انتخابية لحزب العدالة والتنمية في مرحلة كانت تشير فيها كل استطلاعات الرأي إلى أن الحزب الذي سيعمل على تبديل الدستور التركي بما يتوافق وتوجهات أردوغان المحافظ على الهدوء نسبيا مع التنظيم لأسباب عقائدية وسياسية، فالتنظيم هو الضمان الوحيد بالنسبة لأردوغان لكي لا يخلق كيان كردي مستقل، ناهيك عن كون التنظيم من خلال مهاجمته للمناطق الكردية في الشمال السوري يعد عامل استنزاف للقوة العسكرية للأحزاب الكردية، خاصة حزبي العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي.

وقد يكون من غير المتوقع أن يصل حزب أردوغان إلى هذه النسبة من الأصوات في الانتخابات التي سعى إليه من خلال التعمد في إفشال مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي بعيد الانتخابات التركية السابقة، والرغبة عند حزب العدالة والتنمية بالوصول إلى الأغلبية المطلقة في البرلمان بما يضمن تشكيل حكومة منفردة ومن ثم العمل على تعديل الدستور، يأتي للذهاب بتركيا نحو إعادة السلطانة العثمانية وإن بشكل مقنع من خلال نظام رئاسي مطلق، عمل أدروغان خلال سنوات طويلة على تهيئة الظروف الداخلية في تركيا بما يتلائم وانفراده بالسلطة، من خلال تدجين المؤسسة العسكرية التي قدرت في وقت سابق على إسقاط القوى الإسلامية المتطرفة من خلال الإطاحة بحكم حزب الرفاه الإسلامي الذي كان يتزعمه نجم الدين أربكان الذي يعد الأب الروحي لكل من أردوغان ورئيس حكومته أحمد داوود أوغلو.

ولعب أردوغان بورقة أساسية في دعايته الانتخابية من خلال حرب مفترضة ضد الإرهاب بدءها من بعيد تفجيرات سروج التي استهدفت تجمعات ﻷحزاب كردية معارضة لأردوغان، ليساوي الديكتاتور التركي بين حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش، ما أحيا الصراع مع الحزب الكردي الذي استمرت الهدنة معه مدة طويلة، وبرغم إن الكردستاني أعلن تهدأة من طرف واحد إلا أن النظام التركي استمر بعملياته المستهدفة لمواقع الكردستاني في تركيا والعراق، بعد أن التزامت أنقرة بطلب أمريكي بألا تقوم بحرب منفردة ضد داعش، وكان أمريكا من خلق المبرر لأردوغان بوقف حربه ضد التنظيم ليستمر بمحاربة الكردستاني وحده، ومن خلال هذا إحياء هذا الصراع لفت أردوغان أنظار الإسلاميين إلى ضرورة إسقاط القوى المعارضة له في الانتخابات، فعملت القوى الإسلامية بما في ذلك الكردية منها على دعم حزب العدالة والتنمية ما أفقد حزب الشعوب الديمقراطي نسبة من الأصوات التي حصدها في الانتخابات الماضية، كما إن أردوغان عمل في الوقت نفسه على ضرب القوميين الترك من خلال تسريب معلومات عن مشاركتهم في المعارك داخل سوريا، الأمر الذي لا يرضى عنه الأتراك بكونه استجرار للمشاكل إلى جمهوريتهم التي كانت قبل الأزمة السورية تحافظ على "الصفر مشاكل" كسياسية عامة للدولة في تعامله الخارجية، غير إن حزب العدالة والتنمية هو من كسر هذه القاعدة من خلال تدخله في الملف السوري، وملفات أخرى دعما للإخوان المسلمين.

ومن الطبيعي القول إن داعش هو من كسب الانتخابات البرلمانية التركية، لأن بقاء حزب العدالة والتنمية في سدة الحكم، سيعني استمرارية العلاقة بين التنظيم وأنقرة، والتي تشمل ملفات هامة للتنظيم من أهمها استمرارية تدفق النفط المنهوب من مقدرات الدولتين السورية والعراقية إلى ميناء جيهان عبر تجار السوق السوداء، ومنه إلى اﻷسواق العالمية ليشرعن النظام التركي هذه التجارة التي تغدق على التنظيم أرقام مهولة من الدولارات الأمريكية، الضامنة في الوقت نفسه بقاء التنظيم قادرا على استقطاب الجهاديين من كل دول العالم، واستقدام شحنات الأسلحة الضخمة التي يمكن أن تصل إلى أكثر أنواع اﻷسلحة الأمريكية تطوراً، فالقول إن التنظيم يتسلح مما يسيطر عليه من معاركه ضد الجيش العراقي والجيش السوري، كذبة سمجة يروجها الدول المؤيدة لبقاء الفوضى في الشرق الأوسط.

ولا تعتبر مباركة الميليشيات المسلحة السورية في بيان وقعت عليه كل من "أحرار الشام وجيش الإسلام، والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وأنصار الشام، وأجناد الشام في حماة، واللواء العاشر"، مسألة غريبة على أردوغان وممارساته في الملف السوري، فالنظام التركي متورط حتى النخاع في الأزمة السورية، وبالتالي هل يمكن نفي التقارير الإعلامية التي تحدثت عن مشاركة سوريين في الانتخابات التركية من خلال منحهم هويات تركية مؤقتة، بعد الادعاء بأنهم ينحدرون من أصول تركمانية، وهي الكذبة التي تشكلت من خلالها عدد من الميليشيات كميليشيات "السلطان مراد، والسلطان عبد الحميد"، وغيرها من الميليشيات، وكانت المبرر لإدخال الأسلحة والذخائر إلى الأراضي التركية بحجة تقديم مساعدات إغاثية للأقلية التركمانية في سوريا.

نجح أردوغان في الانتخابات، ولن يكون هناك تحولا في مسارات السياسية الداخلية والخارجية في تركيا، ولعل الذهاب نحو تعديل الدستور لن يحتاج إلى وقت طويل ليظهر إلى العلن، والمراهنة على تغير في الداخل التركي لن يقدم أي جديد لمسار الملفات الإقليمية التي تتدخل فيها تركيا، ومسألة إسقاط أردوغان تحتاج إلى إعادة هيكلة للقوى السياسية في تركيا، وهذا الأمر لن يحدث في الوقت الحالي لكون حزب العدالة والتنمية مازال قادر على تحكم بأموال طائلة تغدق عليه من خلال التعامل مع تنظيم داعش وبقية الميليشيات في سوريا، لنهب المقدرات السورية وتهريبها إلى الأسواق العالمية.

عربي برس - محمود عبد اللطيف

الوسوم (Tags)

داعش   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz