دام برس :

إنفجر الموقف بين شقي تنظيم القاعدة في سوريا، جبهة النصرة التي تمثل الفرع الرسمي وحركة أحرار الشام التي تمثل الفرع الثانوي، وذلك على خلفية إتفاق الهدنة الذي وقّع مع السلطات السورية بوساطة إيرانية – تركية والذي يشمل وقف إطلاق النار وإخراج المدنيين والجرحى من الزبداني بريف دمشق الجنوبي ومدينتي الفوعة وكفريا بريف إدلب الشمالي.

وتفيد المعلومات الواردة، ان الأمور إنفجرت اليوم الثلاثاء من خلال إشتباكات وصفت بالعنيفة جداً وقعت بين عناصر من “النصرة” و “أحرار الشام” في قرى الدانا وسرمدا واللج بريف إدلب.

وتشير المعلومات، ان عشرات القتلى والجرحى سقطوا في المعارك بين حليفين مفترضين ضمن ما يسمى ميليشيات جيش الفتح، في وقتٍ افيد عن مقتل أحد مسؤولي جبهة النصرة في المعارك المشار عليها.

وبحسب متابعة “الحدث نيوز” ومعلومات مصادرها، فإن احد أهم أسباب إندلاع الاشتباكات هذه بين حليفين على مستوى النصرة – أحرار الشام، تأتي من خلفية الإختلاف حول إتفاق الهدنة الذي وقّع مع السلطات السورية أخيراً وقضى بإخراج الفوعة – كفريا من دائرة القتال وفك الحصار عنهما وإخراج المدنيين والجرحى، وذلك على مسافة أيام قليلة من إنخراط “النصرة” في الهجوم الاخير الذي ذهب ضحيته 6 إنتحاريين لم يفلحوا بإختراق دفاعات المدينة.

وظهر في الأيام الماضية إختلاف واضح بين النصرة – أحرار الشام، بحيث ان النصرة وحلفائها الذين تشاركوا معها في الهجوم على الفوعة وهم الحزب الاسلامي التركستاني، كتيبة الأوزبيك، وجيش المهاجرين، رفضوا الصيغة التي نصّ عليها الإتفاق، وما زاد من رفضهم لها هو رفض مئات الاهالي من سكان قرى محيطة لم يشملها الإتفاق، هؤلاء خرجوا، خاصة من مدينة سراقب، محاولين قطع الطريق على تطبيق الإتفاق وعدم السماح للاهالي من الخروج من الفوعة وكفريا مهددين بـ “تفخيخ الطريق” في حال حصل ذلك.

التدهور هذا لم يستطع القاضي الشرعي لـ “جيش الفتح” الشيخ عبدالله المحيسني كبحه وسحب فتيل التوتر من بين الجماعات المسلحة بعد ان إعتبر ان إتفاق الهدنة هو “نصر” للمسلحين و “إرضاخاً لإيران التي لجأت إلى طاولة المفاوضات من أجل تحقيق مبدأ فك الحصار عن الفوعة – كفريا” كما قال. التوتر الذي ساد قبل أيام، نتج عنه اليوم الإشتباكات تلك التي تعمل أطراف من “جيش الفتح” على محاولة إحتوائه بهدف منع تمدده إلى مناطق إدلب المحيطة التي تشهد نفس القدر من الإحتقان.