Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 22 حزيران 2024   الساعة 13:09:35
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
عاصفة الجنوب .. العاصفة التي ذُبحت

دام برس :

أن تعلن قوة محاربة أنها تخلت عن مشروع اقتحام أو هجوم وتجاهر بذلك، فهذا لايجب أن يمر دون توقف وقراءة .. وأن تقرر أن تعلن عن خسائرها مع إعلان نهاية المعركة فهذا يستدعي التحليل العاقل البعيد عن قواعد الحرب النفسية ..

فعلى غير عادتها أعلنت إحدى القوى الرئيسية المحاربة في جنوب سورية، أنها أوقفت مشروع الهجوم على درعا أو اقتحام هذه المدينة حتى إشعار آخر .. بعد أن أقرت أنها فشلت في إحراز أي نجاح أو تقدم إثر خمس هجمات متتالية نفذتها موجات بشرية متتالية من المسلحين .. المسلحون يلتقطون الصور الاستعراضية في الشمال في إدلب ومطار أبو الظهور ولكنهم يصدرون بياناً مقتضباً عن انتهاء عملية اقتحام درعا بفشل ذريع والحاجة إلى إجراء مراجعات ميدانية جذرية .. تناقض يستدعي التأني في النظر والبحث عن الحقيقة ..

الاضطرار إلى الإعلان يراه البعض مناورة وخدعة لاستغلال احتمال الاسترخاء العسكري جنوباً بعد هذا الاعلان، بعد أن تبين أن شدة يقظة الجنود السوريين والاستعداد والعناد في القتال كانت عاملاً قوياً جعل المهاجمين يحسون أنهم يناطحون الصخر برؤوسهم .. وهذا الاحتمال بوجود خدعة ممكن ولايفوت على القيادة العكسرية التي لاتنخدع بهذه المناورات .. ولكن معلوماتنا اليقينية عن فداحة الخسارة وجسامتها تجعلنا نميل إلى أن في الإعلان بعض الحقيقة وسببه الحاجة لتهدئة الغضب بين المسلحين الذين يحسون أنهم دفع بهم إلى موت سريع دون مبرر ودون أدنى مراعاة لحجم الثمن الذي يدفع .. كما أن حجم الموت الذي تذوّقه المهاجمون والذي وثقناه بالإحصاء والمراقبة العيانية لاشك يفسر سبب هذا الاعلان بنهاية عاصفة الجنوب ولو مؤقتاً .. فلا يمكن لأية قوة عسكرية تعرضت لإبادة جزئية لايمكن إنكارها أن تناور بالكلام وتتجاهل أنها قضمت وتعرضت للبتر وتعتقد أنها قادرة على النهوض بسرعة دون إعادة ترميم وتعمير ..والدليل هو اضطرار المسلحين للإعلان رسمياً عن قتلاهم وجرحاهم الذين خرجوا من المعركة مؤقتاً أو نهائياً لإصابتهم إصابات مقعدة .. فارتفاع عدد الإصابات بشكل لافت في الحروب والتذمر من حجم الخسائر بين المقاتلين وجمهورهم هو الذي يدفع القيادات العسكرية دوماً إلى الإعلان عن أرقام الضحايا ولو بشكل جزئي لإشاعة نوع من الهدوء والاطمئنان بدل الجزع وانتشار الشائعات والمبالغات .. خاصة إن كانت أرقام الضحايا كبيرة وملفتة للنظر، ولايمكن أن توارى خلف الستائر .. ويبدو من الحاجة للإقرار بعدد القتلى في الجنوب أن الرقم الحقيقي فاق توقعات المسلحين كثيراً، وتسبب بحالة من البلبلة والحرج للقيادات الميدانية التي قادت الهجمات الخمس ونجمت عن ارتفاع عدد المصابين حالة من الخيبة وفقدان الأمل وتأثر المعنويات وارتفاع حالات الاعتراض على الأوامر والتشكيك بجدية الخطط العسكرية ونجاعتها ..

لوحظ أن الرقم الذي أقر به المسلحون في عاصفة الجنوب متواضع جداً قياساً لما لدينا من معلومات عن عدد المهاجمين في كل مرة وعن طبيعة الجغرافيا المكشوفة نسبياً في تلك المنطقة التي كشفت أن المنطق الاحصائي يجب أن يتناسب مع أعداد المقاتلين الذين دفع بهم في خمس موجات بشرية .. ويجب أن بتناسب مع حقول الألغام وعدد الألغام التي انفجرت والتي فتكت بأعداد كبيرة في مناطق زرعت فيها مئات الألغام .. وكذلك فإن عدد الغارات الجوية التي نفذت على بقعة صغيرة نسبياً، يعني أن الخسائر البشرية فادحة ولايمكن أن تكون مجرد مئة مسلح الذين يمكن أن يموتوا في تدافع على مباراة كرة قدم وليس في جبهة انفجرت فيها مئات الألغام، ونصبت فيها عشرات الكمائن المحكمة، وكان الطيران يصول ويجول ويضرب مسترشداً برصد كثيف تقوم به الطائرات من غير طيار التي لم تغادر سماء المنطقة..

إن الرقم الذي اعترف به المسلحون هو نتيجة معركة واحدة فقط .. ولدى الاستطلاع السوري وقيادات المخابرات التي تتزود بالأخبار معلومات يقينية من داخل صفوف المسلحين أن عدد القتلى فاق الـ 800 قتيل في عاصفة الجنوب، وأن الجرحى فاق عددهم عدة مئات من مختلف الإصابات .. لأن معركة درعا أريد بها أن تكون أهم خسارة يتعرض لها الجيش السوري وتهزه لأنها - بعكس المعارك في الشمال - ستجعل دمشق مباشرة تحت التهديد وتطلق البدء بعملية فك الحصار عن الجبهات المحاصرة في الزبداني والقلمون والغوطة لإعادة الساعة العسكرية إلى الوراء سنتين بضربة واحدة .. وهذه المعركة هي التي كانت ستجعل دمشق تتصبب عرقاً ..ولذلك فقد كان هناك سخاء في الحشد والسلاح ..

نتيجة المعركة هي أن القوة التي كانت تريد اقتحام درعا كانت من عدة آلاف من المسلحين تم الدفع بألفين من أفضل المقاتلين للقيام عبر تكتيك موجات بشرية بعملية فتح الثغرة الأولى تساندهم 30 دبابة وأكثر من أربعين راجمة صواريخ لتتبعهم بقية القوات التي تنتظر لتثبيت النقاط المقتحمة .. وقد أبيد نصف المجموعة المهاجمة في المعارك .. ويمكن القول انه تم إجراء جراحة عسكرية بالسلاح لإنقاص حجم ووزن القوة البشرية التي كانت موكلة باقتحام درعا وجنوب دمشق ..

فكرة الهجوم في الجنوب لم تلغ ولكن الإعلان عن توقفها سببه الحاجة لتهدئة نفوس المسلحين المتوترين الذين أبدوا مواقف تذمر وتمرد .. بانتظار موارد بشرية تعوض الثغرة الهائلة في الجسم المسلح ومقاتلي النخبة من القاعدة .. الذين سيجدون طريق الموت المحتم في الجنوب ..

الجنوب كان هو الطريق إلى السماء الذي ازدحم عليه المسلحون .. وصعدت معهم إلى السماء .. روح العاصفة .. عاصفة الجنوب .. وبقي من تلك العاصفة التي كانت تناطح الصخر جسدها المحطم ورأسها المشطور ودمها الذي ملأ سهل حوران .. وهاهم الجنود السوريون الأشاوس في درعا يذرون عليه التراب ويستعدون لذبح عاصفة جديدة وتعليق رأسها على أبواب درعا .. وهناك مدن في الشمال تنتظر أن تعلق رؤوس العواصف على أبوابها .. أيضا .. ونحن على موعد مع ذلك .. كما اليقين ..

نارام سرجون

الوسوم (Tags)

المسلحين   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-09-12 16:11:56   هيهات منا الذله
ايقاف غرف العمليات ممكن ان يكون بسبب النقص والاختلاف على الغنائم
فايز  
  2015-09-12 16:09:46   اعتراف
الحرب خدعه ولن تمر علينا ستكون نتائج العواصف القادمه مثل السابقه
جمال  
  2015-09-12 16:08:07   سوريا
جيشنا الباسل وشعبنا الابي بنتظار عواصف جديده ستهزمون ستهزمون
غاليه  
  2015-09-12 16:06:54   درعا
درعا عصيه عليكم مهما كانت رياح عواصفكم قويه
حامد  
  2015-09-12 16:05:52   سوريا
القياده السوريه تعمل بذكاء خارق ولا يهمها اعترافات الغرف السوداء
الهام  
  2015-09-12 16:04:31   عاصفة
كل عواصفهم كانت خاسره بالجنوب تحديدا اعتراف مبطن
هدى  
  2015-09-12 16:03:14   درعا
البدايه كانت بدرعا والظاهر انها النهايه بدرعا من وراء هذا الاعتراف
بشار  
  2015-09-12 13:58:35   ومايدرينا !!!
ومايدرينا بأن هؤلاء الأوباش كذابون , ويخططون لمرحلة اخرى اشد لؤماً , فغرفة عمليات المؤامرات في الأردن ومافيها من طيف المخابراتية من الموساد والأردن وقطر وأمريكا ووووو, فهل بهذه البساطة يتركون الجبهة الجنوبية منتصرة ... علينا الحذر , بئساً لملك الأردن الخانع وأبناء بن سلول وصهيونية الماسون العالمية !!!
يوسف شيخ يوسف  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz