دام برس :

يمتزج ضجيج الحرب مع أصوات مرتفعة تطالب بتسوية، عواء لأبناء آوى هنا، وصراخ نجدة لشراذم حملة السلاح الوهابي هناك، كثرة الأعداء لميليشيا جيش الإسلام، من داعش وغيرها، وضعها في موقف لا تُحسد عليه، فضلاً عن وجود حالة احتقان بين أبناء مدينة دوما المكلومين بسبب الممارسات التعسفية التي يرتكبها صبي السعودية زهران علوش ورجاله، ومع ذلك فإن كل ما ذُكر لم يكن ليغير المشهد الدوماني ، لكن التاريخ يقول دوماً ان للسياسة فعلها الأكثر أثراً في كل العصور.

على الرغم من نفي بعض قيادات ميليشيا جيش الإسلام قبول زهران علوش لهدنة مع الجيش العربي السوري بإيعاز من السعودية، فإن الحركة السياسية النشطة في منطقة الخليج، لا سيما تلك التي يقوم بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى قطر، تبدو السبب الرئيسي في الطلب السعودي من صبيها علوش تهدئةً مع الجيش السوري.

يدعم ذلك حضور وزير الخارجية السعودية عادل الجبير إلى الدوحة للقاء الوزير لافروف بوجود الوزير الأمريكي جون كيري، والتفاهم على عدة ملفات حساسة، اقتصادية في مجال الطاقة، وأمنية لجهة تطمين أنظمة الخليج من توقيع الاتفاق النووي مع إيران، فضلاً عن تباحث مواجهة الإرهاب في المنطقة.

الحديث أيضاً عن بدء كل من موسكو وواشنطن الشروع في تشكيل جبهة لمواجهة داعش، انطلاقاً من مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم عندما قال وقتها انه يجب تشكيل حلف "سوري ، سعوديـ تركي ، أردني" لمواجهة الإرهاب، المعلم وصفه بالأمر الذي يتطلب معجزة، لكن ما يحدث في الدوحة الآن قد يشي بنوع من بدء التحضير لتلك المعجزة، بالتالي فمن غير المستبعد أن يكون السعوديون قد أوعزا لزهران علوش تهدئةً على ذلك المبدأ.

صحيح أن بعض قيادات عصابة جيش الإسلام نفوا قبولهم ببدء مرحلة الحوار السياسي مع الدولة السورية، لكنهم لم ينفوا زيارة شخصية استخباراتية سعودية إلى دوما قبل بدء لافروف زيارته للدوحة، يدعم ذلك تأكيد تنسيقيات مدينة دوما أن هناك طلباً سعودياً لتهدئة مع الدولة السورية، وهذا دليل آخر على أن ما يحدث من لقاءات سياسية على مستوى رفيع في الدوحة هو سبب لما يحدث الآن من ضجيج في دوما، بالتالي هل سنرى العنب الدوماني على موائد السوريني مجدداً؟ الثابت أن أمريكا ضغطت على الرياض من أجل لعب دور على الساحة السورية دفعاً للمساعي الروسية المتفق عليها مع واشنطن من أجل محاربة الإرهاب وبدء التسوية بعد توقيع الاتفاق مع إيران، وهو الأمر الذي ترجمته السعودية من خلال إرسالها شخصية استخباراتية إلى دوما طلباً للتهدئة