دام برس :

تمكن الجيش السوري بعد ايامٍ من المعارك، من دحر تنظيم “داعش” الارهابي على الاماكن التي سيطر عليها داخل مدينة تدمر الاثارية السورية في البادية.

وأتت إستعادة الجيش لزمام المبادرة بعد هجماتٍ عنيفة شنها على تجمعات “داعش” مستخدماً سلاح الطيران بعد او وصلت تعزيزات من قوات سورية عبر مدينة حمص، وايضاً من مقاتلي حزب البعث العربي الاشتراكي وقوات الدفاع الوطني التي حضرت بقوة في المعارك.

ورأى المقاتلون كما القيادة السورية ان سيطرة “داعش” على مدينة تدمر لا تشكل خطراً على حقبة تاريخة تمثلها المدينة فقط، بل على منطقة حمص بشكل مباشر التي تقع المدينة في خاصرتها الريفية.

بالعودة إلى الميدان، فقط نجح سابقاً “داعش” من السيطرة على بلدة السخنة التي تبعد 80 كيلومتراً من تدمر الاستراتيجية وإرتكب فيها مجزرة بحق المدنيين بعد ان اقدم على ذبح اكثر من 20 شخصاً منهم بتهمة “التعامل مع النظام”، ومنها حاول التمدّد نحو تدمر من ثلاث محاور هي “المحور الشمالي الشرقي” والمحور “الشمالي الغربي” ناجحاً في المرة الاولى من الوصول إلى الاحياء الشمالية من تدمر لكنه عاد وتراجع لاحقاً بعد وصول تعزيزات الجيش السوري، وايضاً نجح بخرق المحور الشمالي الغربي والوصول إلى مؤسسات حيوية تابعة للدولة والسيطرة عليها.

الإنتفاضة السورية التي اتت في الوقت المناسب، ادت إلى وقف تمدد “داعش” داخل المدنية ومنع وصوله إلى المدينة الاثارية حيث زحفت القوات وشنت هجمات قاسية على “الدواعش” ادت لتراجعهم من المناطق التي سيطروا عليها.

وعلمت “الحدث نيوز” من مصادر ميدانية، ان “داعش إستطاع خلال هجومه السيطرة على برج سيرياتيل (هاتف محمول) بالاضافة إلى تلة الاذاعية والتلفزيون التي تحوي هوائيات البث والتي تقع في الجزء الغربي بالاضافة إلى مبنى مديرية البلدية في الجزء الشمالي، لكن اخطر ما حاول “داعش” السيطرة عليه هو حاجز المدينة الاثارية الذي شهد معارك عنيفة. وإستطاع الجيش من سياق المعارك تأمين القلعة كلياً وتعزيز نقاط الحماية.

وأدت إنتفاضة الجيش وشنه الهجمات تلك إلى إستعادة المواقع آنفة الذكر بالاضافة إلى طرد المسلحين صباح اليوم الاحد من كافة الاجزاء التي دخلوا إليها في المدينة. وقد إعترف المرصد السوري المعارضة بمقتل أكثر من 100 مسلح في عملية دحر التنظيم، فيما رصد عشرات القتلى في سيارات رباعية الدفع محترقة مع من في داخلها، وهذا يدل على إستهداف الطيران الحربي لها.

وكان الجيش السوري قد بدأ هجومه بحشدٍ عسكريٍ واسع مهاجماً تدمر من خمسة محاور ناجحاً اليوم بطرد داعش وتأمين السيطرة عليها لا بل تعزيزها.

وفي اول تعليق رسمي، صرح محافظ حمص طلال البرازي ان “الجيش العربي السوري استطاع أن يصد الهجوم الذي استهدف المنطقة الشرقية الشمالية والشمالية الغربية، واستطاع أن يدحر كافة المجاميع المسلحة التي جاءت من محور السحنة – تدمر”.

وأضاف “الجيش يتابع بشكل دقيق ومستمر فلول داعش في المنطقة الشرقية الشمالية والغربية، فيما يقوم الطيران العسكري والمدفعية بتوجيه الضربات لعناصر داعش المتواجدين في منطقة التلة ومقابل منطقة الإذاعة والتلفزيون”.

وكانت وكالات أنباء أفادت بتجدد الأحد 17 أيار/مايو المعارك العنيفة على مشارف مدينة تدمر بسوريا بين الجيش ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية غداة سيطرة التنظيم على مساحة كبيرة من الجزء الشمالي للمدينة التاريخية.

وذكر محافظ حمص لوكالة الصحافية الفرنسية ان “تم افشال هجوم التنظيم واقصاؤه من الاطراف التي كانوا يتواجدون فيها في شمال وشرق مدينة تدمر” اثر سيطرتهم عليها يوم السبت.

واضاف ان القوات السورية “تمكنت كذلك من استعادة التلة المطلة على المدينة وبرج الاذاعة والتلفزيون في شمال غرب المدينة بالإضافة الى حاجز الست عند مدخل المدينة” مشيرا الى ان “الامور بخير الان في المدينة ومحيطها”.

ونقلت وكالة اسوشييتد برس عن البرازي قوله ان “الأمور تحت السيطرة”، وأكد نشطاء أن المسلحين انسحبوا من المباني الحكومية، بينما تستمر الاشتباكات بين الجانبين.

وكان تنظيم الدولة الاسلامية تمكن من التقدم والسيطرة على معظم الاحياء الواقعة في الجزء الشمالي من مدينة تدمر حيث دارت اشتباكات ضارية بين الطرفين اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 29 عنصراً من التنظيم المتطرف ومقتل وجرح ما لا يقل عن 47 عنصراً من قوات النظام وقوات الدفاع الموالية لها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

واشار المحافظ الى ان “العملية التي استمرت منذ يوم امس ولغاية اليوم اسفرت عن مقتل ما يزيد عن 130 إرهابياً” من التنظيم.

ولفت المحافظ الى ان الجيش “لا يزال يعمل على تطهير المنطقة مستخدما الطيران كما يقوم بتمشيط الطرق من العبوات من اجل اعادة الحركة” اليها مشيرا الى ان “الطريق الواصل بين حمص وتدمر يعمل بشكل طبيعي”.