Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 22 حزيران 2024   الساعة 01:43:26
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
زنوبيا تُحارب داعش .. التاريخ يُعيد نفسه

دام برس :

في وقت سابق، كبا رئيس النظام التركي عن فرس كان يحاول أن يمتطيه، حيث قام الفرس الذي لم يستسيغ على مايبدو أن يمتطيه من لايملك صفات الفارس، بجرّه قليلاً بعد "إسقاطه" حتى تمكنت المرافقة من إنقاذه قبل أن يدوس هذا الفرس الغاضب على رأس «أردوغان".

الإشارة السابقة، تُشبه إلى حد قريب السقوط الذي مني به هذا "العثماني المريض" في سوريا، ويشبه ماينتظره مستقبلاً، فسوريا تشبه ذلك الفرس الذي اعتاد على الفرسان الذين يجيدون "الترويض" و"التحليق فوق الحواجز"، ويجيدون المناورة بأصعب "مضامير" السباقات "السياسية منها والعسكرية"، خاصة وأن معظم الفرسان "السوريين" الذين امتطو صهوة القيادة السورية، اعتمدوا في نجاحاتهم على الانسجام والليونة نوعاً ما، في خوض غمار المصاعب التي واجهت هذا البلد منذ نشأته وحتى اليوم.

منذ عدّة أسابيع أدخل «أردوغان» بتمويل سعودي – قطري، آلاف المقاتلين الأجانب إلى مدينة إدلب ومن ثم جسر الشغور، وقبل المدينتين، حاول "الوالي العثماني" أن يتمدد باتجاه حلب في محاولة منه لاسترجاع إمبراطوريته العثمانية وفشل، فشل في التمدد باتجاه حلب كما فشل في التمدد إلى إدلب واللاذقية المتاخمتين لحدود بلاده. منذ يومين، أعطى «أردوغان» أوامره بعد التشاور مع السعودية وقطر، وبالتزامن مع قمة "كامب ديفيد" بين "أُجراء الدول الخليجية" وزعيمهم الأميركي «أوباما»، أعطي أوامره لتنظيم "داعش" بالبدء باقتحام مدينة تدمر الأثرية ذات الموقع الاستراتيجي على كل المستويات وأهمها العسكري، فدخل قُطعان "داعش" القادمين من أطراف دير الزور من جهة، والفارين من الهزيمة في جبل الشاعر والقلمون من جهة أخرى، بهدف فتح الطريق الصحراوي الذي يصل حمص بدير الزور – الرقة، فسيطروا على بلدة السخنة بشكل مباشر بعد أن اقتحمها مايقارب الـ1800 إرهابي، بينما تولت باقي مجموعات التنظيم التركي – الخليجي مهاجمة باقي حواجز الجيش العربي السوري في محيط المدينة الأثرية، حيث دارت معارك كر وفر لم ينتج عنها أي سيطرة ذات أهمية للتنظيم باستثناء "بلدة السخنة"، بينما استعادت وحدات الجيش التي استقدمت تعزيزاتها بسرعة قياسية مبادرتها، وشنت هجوم معاكس على مواقع التنظيم يهدف إلى منع التنظيم من "التثبيت" في مناطق سيطرته ومن ثم استعادة ماتم فقدانه في الساعات الأولى للهجوم، وبالفعل هذا ماحصل وفق الخطة العسكرية، حيث استعادت وحدات الجيش النقاط التي انسحب منها الجنود أما العدد الهائل من المهاجمين وتم تأمين محيط تدمر بمسافة 1 كلم، شمل طوق الأمان إفراغ الحي الشرقي من المدينة من أي تواجد للإرهابيين بعد طردهم من عدة كتل سيطروا عليها لساعات قليلة وفروا بعدها أمام هجوم الجيش، كما تم استعادة برج "الإشارة" الذي شهد محيطه مجزرة حقيقية نفذتها وحدات الجيش بمقاتلي التنظيم الذين سيطروا عليه لوقت قصير، بينما عمل سلاح الجو والمجموعات المدرعة وحامية مستودعات الأسلحة والمناطق النفطية والغازية، على تأمين تلك المناطق منعاً لمحاولة داعش السيطرة عليها، وقد نجحت الحامية بضبط إيقاع الاشتباكات في محيطها وعزلها بشكل شبه كامل عن الهجوم التتري الذي نفذته الميليشيات التركية السعودية المتطرفة.

حتى اللحظة لم تستطيع الهجمة الداعشية أن تحقق مرادها ميدانياً أو جغرافياً، وسط حذر وترقب من وحدات الجيش من استقدام التنظيم للمزيد من مقاتليها وتكرار الهجوم بهدف تحقيق أي سيطرة يغسل بها النظامين السعودي والتركي بشكل خاص، وجههما قبل انتهاء جنيف3 الذي بدء منذ أيام حول الأزمة السورية. وبالتالي فإن هزيمة المشروع التركي السعودي في تدمر، سيكون ضربة ثانية يتلقاها كلا الداعمين لتلك الميليشيات بعد جسر الشغور، الذي مازال يشكل حتى اللحظة شوكة تُغرز في خاصرة «أدوغان» الذي كان على موعد مع انتصار يمهّد له "كسر عظم" الدولة السورية فيها، إلا أن السرعة في التعامل مع المتسجدات العسكرية واستعادة الجيش السوري زمام المبادرة قلب المعادلة الدولية، وبات النظام التركي – الخليجي على موعد "كسر عظم" حقيقي يعد له الجيش العدة اللازمة في شمال سوريا، ستكون الضربة الأولى والأقوى في جسر الشغور ..

معركة تدمر لازالت مستمرة وسط محاولات داعش التثبت في مناطق دخوله. يتزامن ذلك مع استقدام الجيش الدعم لتغطية كافة المناطق الساخنة وتحصينها، وخلق هالة نارية تمنع التنظيم الذي يعتمد في هجماته على السيارات المفخخة بالدرجة الأولى وهذا ما استطاع الجيش إفقاده إياها منذ البداية، إضافة إلى الكثافة النارية والبشرية، وهذا مايجري التعامل معه مرحلة – مرحلة ... فتدمر التي نشأت على يد الملكة «زنوبيا» لم تعرف يوماً الهزيمة ... وهذا ما أكده أهلها الذين حملوا السلاح إلى جانب الجيش بشكل طوعي لحماية مدينتهم الأثرية من عبث "تتر العصر الحديث" بتاريخها الثمين.

عربي برس - ماهر خليل

الوسوم (Tags)

المسلحين   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-05-16 10:54:48   تدمر
انقذوا تدمر !!!!1
سها  
  2015-05-16 06:40:33   تدمر
تدمر لن تدمر !!
امل منصور  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz