دام برس :

إنفجرت المعارك العنيفة بين الجيش السوري من جهة، وتكتل ميليشيات تكفيرية، من جهة ثانية، شرقي دمشق أمس الثلاثاء، وسط تقدم وتراجع متبادل بين المتحاربين.

تنظيم “القاعدة” نجح بـ “رص صفوف” سبع تنظيمات مسلحة تحت عملية عسكرية واحدة حملت الاسم إنافاً، إمتدت من جوبر شرق العاصمة، حتى محاور وخطوط تماس في الغوطة الشرقية، حاولت عبرها الجماعات المسلحة تعديل خطوط القتال بينها وبين الجيش.

“جند العاصمة، فيلق الرحمن، جيش الإسلام، أجناد الشام، الاصالة والتنمية، لواء القعقاع، وطبعاً جبهة النصرة” المحرك الرئيس للعملية تكتلوا تحت اسمٍ واحد، هاجم مناطق سيطرة الجيش السوري في محيط منطقة “طيبة” الهامة في حي جوبر التي كان الجيش قد إستعادها وثبّت مواقعه فيها مع سيطرة على كتلٍ سكنية هامة قبل أشهر، ادت لحصر المسلحين في اجزاء محددو في الحي بينها الجزئين الشمالي والشرقي.

وبحسب معلومات “الحدث نيوز”، هاجم مسلحون مواقع ونقاطاً عسكريةً تابعة للجش السوري في قطاع “طيبة” وكتل سكنية ومبانٍ محيطة، بعنف وعبر تسلل مجموعات مسلحة تحت غطاء قصف بقذائف الهاون وتمشيط واسع مغ إحصاء عبور إنغماسيان وإشتباكهم في نقاط قريبة مع عناصر الجيش محاولين فتح ثغراتٍ للعبور. الهدف من العملية تلخصه مصادر “الحدث نيوز” بـ “تعديل خطوط التماس في منطقة طيبة لجهة المسلحين والوصول إلى مسجد طيبة، وبالتالي إرجاع قوات الجيش السوري إلى الخلف”.

وتسعى المجموعات المسلحة عبر ذلك، من تحرير نفسها من الطوق المفروض والذي حدّ من نشاطها والزمه في المناطق الشمالية والجنوبية، وتعزيز خطوط التماس هذه عبر التمدد نحو قطاع “طيبة” سيفرض معادلة جديدة تسعى المجموعات المسلحة عبرها إلى شن هجوم يفقد الجيش السوري مواقعه في هذه المنطقة المحورية وسط الحي، وايضاً يضرب محاولات الجيش إستكمال السيطرة على ما تبقى من جوبر”، بحسب المصادر الخاصة.

إلى ان هذا الهجوم الذي قاده “إنغماسيون” من جبهة النصرة، لم يستطع لحد الان الوصول إلى منطقة “طيبة” بعد ان اجبرتهم قوات الجيش على الدخول بمعارك شوارع عنيفة وواسعة، وسط ضربات مدفعية مركزة وطلعات جوية عبر المقاتلات التي نفذت غارات على خطوط المسلحين الخلفية بهدف شل قدرة هجومهم.

في هذا الوقت، حاول المسلحون ايضاً إشغال جبهات أخرى من جوبر بهدف تشتيت قوات الجيش، وذلك عبر هجماتٍ شُنت على محور “زملكا – المتحلق” المتصل بجوبر، ومحاولات للتقدم هناك، لكنها صدت من قبل وحدات الجيش.

الجيش لم يكتفِ بهذا القدر من الرد، بل عمل على تسخين جبهات هامة للمسلحين في الغوطة الشرقية. وفي عمليةٍ مباغتة، عزّز الجيش من حضوره على خطوط تماس بلدة “زبدين” الواقعة إلى الجنوب من المليحة” منطلقاً بعملية من هذا المحور، متمكناً من التقدم داخل زبدين والسيطرة على محاور واسعة معززاً من خطوط الإشتباك مع تراجع ملحوظ للمسلحين، فيما يعمل على محاولة التقدم نحو محاور اخرى قريبة من وسط البلدة، في ظل عملية تثبيت نقاط لقواته في الاجزاء التي إستعادها ظهراً.

المسلحون صدموا من رد الجيش في زبدين، فإندفعوا مهاجمين نقاطاً تابعة له واقعة بين بلدتي “بالا” و “حتيتة الجرش” إنطلاقاً من “بالا”، محاولين السيطرة على نقاطٍ عسكرية هناك، ما ادى لدخولهم بمعارك عنيفة مع الجيش المرابط على حدود “حتيتة الجرش” مستمرة حتى هذا الوقت، وسط عمليات قصف عنيفة تقوم بها المدفعية السورية. توزازياً، شن مسلحون ايضاً هجوماً على الجيش في أطراف عين ترما من جهة الوادي، ما أسفر عن مقتل وإصابة عددٍ منهم.

وفي هذا السياق، افادت وكالة “سانا” السورية للانباء، أن وحدة من الجيش رصدت آليات محملة بأسلحة وذخيرة بين قريتي بالا وزبدين ودمرتها بالأسلحة المناسبة ما أدى إلى مقتل الإرهابي ساري الشمري وأحمد ولد شعيلة وسعيد طيفور ولؤي الدالاتي وعبد السميع الكسواني وسالم عوكر، في حين وجهت وحدات أخرى من الجيش ضربات مركزة على خطوط تنقل للإرهابيين بين دير العصافير وزبدين وأوقعت بينهم العديد من القتلى والمصابين.

كما أسفرت عمليات الجيش عن تدمير 3 آليات لـ«لواء الإسلام» شرق وحدة المياه في عربين إضافة إلى القضاء على الإرهابي الإماراتي فوزي العسيري والليبي الهادي الدربازي وجهاد قضماني وعزيز السيد وغياث التلي ودياب الفوال ونعمان الموسى.

إلى ذلك سقطت نحو 80 قذيفة هاون على العاصمة السورية دمشق تم إطلاقها من جوبر صباحاً، توازياً مع هجوم المسلحين في الحي سقطت في “العباسيين، العدوي، القصاع” ومناطق محيطة في العاصمة وصولاً إلى حي “القابون” شمال شرق دمشق، بالاضافة إلى أخرى سقطت في “حرستا” اطلقت من الغوطة الشرقية، حيث نتج عن هذه القذائف سقوط إصابات بصفوف المدنيين بينها خطيرة.

الحدث نيوز - علياء الأحمد