Logo Dampress

آخر تحديث : الأحد 16 حزيران 2024   الساعة 00:12:50
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
لماذا جبهة الجنوب السوري الآن وماذا تعني؟

دام برس :

«جيش لحد» السوري قد لا يُكتَبُ له البقاء طويلا كسلفه اللبناني، اذا توالت التطورات الميدانية في الجنوب السوري خلال اليومين الماضيين على المنوال ذاته. واذا لم يكن ما يجري في مثلث درعا والقنيطرة وريف دمشق الغربي، بداية العد العكسي للصراع الذي يرى كثيرون أن درعا كانت شرارته قبل اربعة اعوام، فإن التقدير الأكثر «اعتدالاً» للمواجهات الحالية، يشير الى منازلة مفصلية لتكريس معاني الانتصار والهزيمة لطرفَي الاشتباك.
وبينما تراقب اسرائيل بقلق التطورات المتسارعة في الجنوب السوري واحتمال انهيار مشروعها لـ «المنطقة الحدودية» العازلة، يبدو الخيار الأمثل امام الفصائل المسلحة في الجنوب كردّ على التقدم القوي للجيش السوري و «حزب الله»، تحويل قواها المتناثرة في ريف درعا لبلورة هجوم على بلدة خربة غزالة التي استردها الجيش قبل نحو عامين، محكماً قبضته على مواقع تتحكم بالطريق الدولي الذي يربط بين دمشق والحدود الأردنية.
وليست صدفة الانتقادات السورية للأدوار التي تمارسها كل من الاردن والسعودية، خصوصاً في الجبهة الجنوبية، سواء في مقابلة الرئيس بشار الاسد أمس، او في تصريحات وزير الخارجية وليد المعلم، مع تواصل إعلان عمان عن تكثيف مهماتها العسكرية جوياً لضرب تنظيم «داعش» في كل من العراق وسوريا، واستمرار الاحتضان الحدودي للوجه الآخر للتكفيريين، أي «جبهة النصرة»، التنظيم الذي ربطه الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، باسم «جيش لحد» السوري.
وبهذا المعنى، فإن العملية العسكرية الواسعة التي أطلقها «محور المقاومة» منذ يومين في ريفَي القنيطرة ودرعا، تخلط العديد من الأوراق، وتستبق كما يبدو هجوماً واسعاً كانت الفصائل المسلحة تُعدّ له باتجاه العاصمة دمشق.
وقد أشارت آخر المعلومات الى أن الجيش السوري بسط سيطرته على قرية دير العدس في ريف درعا بعد إجبار المسلحين على الانسحاب باتجاه بلدة كفرناسج. وكان الجيش تمكّن في وقت سابق من السيطرة على تل المصيح المشرف على دير العدس لتصبح تحت سيطرته النارية. كما تقدّم الجيش ليطوّق دير ماكر وأحكم السيطرة على قرية الدناجي، بعدما كان سيطر أيضاً على تل مرعي الاستراتيجي.
وفي الخلاصات الاولية لما جرى خلال اليومين الماضيين، فإن للهجوم ثلاثة اهداف مباشرة، اولها تأمين الدفاع عن العاصمة دمشق من جهة الغوطة الغربية، وقطع الطريق بين درعا والجولان بما يُعزّز قدرات الجيش السوري في معركة درعا نفسها، وثالثاً وضع الاردن امام تحدي الخيارات، أي فضح الازدواجية في التعامل مع حالتي «داعش» و «النصرة».
اما في التوقيت السياسي، كما يقول مصدر مطلع على تطوّرات المشهد في الجنوب السوري، فإن من الضرورة التنبّه الى لحظة الذروة في مسار المفاوضات الاميركية - الإيرانية، ومخاض الانتخابات الاسرائيلية التي حاول خلالها بنيامين نتنياهو إدخال «العنصر الأمني» فيها بتركيز الحديث عن «الخطر القادم من الشمال»، وزيارة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الى دمشق، ورابعاً ان روزنامة الاولويات لحلف المقاومة تلحظ من الاساس التعامل مع المخاطر المتأتية من جبهة الجنوب.
ولهذا لم يكن غريباً أن القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي تحدثت، امس، عن ان اسرائيل تنظر باهتمام كبير الى معركة الجيش السوري في الجنوب، مشيرة الى ان الهجوم في ريف القنيطرة «له هدف أكثر طموحاً وهو إعادة السيطرة على خط الحدود... وما اذا كان الايرانيون سيحوّلون الحدود في الجولان الى جبهة مفتوحة».

وفي هذا السياق يقول المصدر لـ «السفير» إن معركة الجنوب تتحدّد على مساحتها قواعد الاشتباك المقبلة بين «محور المقاومة» وبين اسرائيل، ومن يصنع المعادلات ومن يتلقفها، مضيفاً أن اسرائيل تدرك منذ ما قبل الهجوم الحالي للجيش السوري أن «أولوية محور المقاومة الحاق الهزيمة بذراع اسرائيل في الجنوب»، وهو ما أشار اليه السيد نصرالله في خطابه الاخير، طارحاً بشكل ضمني وجود «فعل مضاد» لإسقاط تلك الذراع، خصوصاً بعد عملية الاغتيال ضد قادة المقاومة في القنيطرة.
واوضح المصدر أن «الضربة اليائسة» التي وجهتها اسرائيل في القنيطرة مردها الإدراك بان «محور المقاومة» كان يؤسس وبحركة علنية يراها الاسرائيلي بأم العين، لتحضيرات ضرب «جيش لحد» في الجنوب، من درعا والسويداء الى القنيطرة، مشيراً الى أنه لولا رد المقاومة في شبعا والعملية العسكرية المشتركة الآن في الجنوب السوري، «لكنّا رأينا حالة متكررة وفعلاً يومياً ضد الجيش السوري وحزب الله».

ويساهم الهجوم الكبير للجيش في تقطيع أوصال المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في ريف القنيطرة، وإغلاق الطريق التي قد يستخدمونها للانتقال إلى ريف دمشق.
وفي محاولة للتخفيف من الهجوم الذي يشنه الجيش، أطلقت مجموعات مسلحة في درعا معركة أُطلِق عليها اسم «وأخرجوهم من حيث أخرجوكم» بهدف السيطرة على بلدات نامر وقرفا وضرب تل الخضر وتل عرار والملعب البلدي وكتيبة المدفعية، وهي جميعها نقاط عسكرية تحيط ببلدة خربة غزالة الاستراتيجية والمطلة على الطريق السريع.
ويعتبر مصدر ميداني معارض أن «المواجهات الأخيرة تهدف إلى تأمين طوق يضم بلدات دير العدس والطيحة في حوران ومسحرة، التي يخوض فيها الجيش معارك عنيفة في القنيطرة ودير ماكر التي تصل الريف الحوراني بمدخل ريف دمشق الغربي»، موضحاً أن من شأن هذا الطوق من البلدات المتصلة خنق المجموعات المسلحة في الغوطة الغربية، قبل التقدم للسيطرة على الحميدية في الجولان والحارة في درعا التي تتعرض لغارات متواصلة.

السفير - خليل حرب

الوسوم (Tags)

السوري   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz