دام برس- أحمد صارم :
عندما قام قادة المعارضة باستقدام داعش إلى مطار منغ العسكري لاحتلاله لم يكونوا يدرون أنهم قد أحضروا الدب إلى كرمهم ، و خلال عامين فقدت عصابات الجيش الحر على اختلاف تسمياتها و تبعياتها الكثير من مناطق سيطرتها لصالح داعش و أخرى استعادها الجيش الذي لم يتوقف عن طرد أصحاب اللحى العفنة من البلدات و القرى السورية.
تقدم موسوعة ويكيبيديا الإنكليزية خريطة محدثة كل بضعة أيام حول أماكن السيطرة في سورية اعتماداً على مصادرها الخاصة التي تعتبرها موثوقة ، و بغض النظر عن التحيز السياسي في المعلومات النصية إلا أن الخرائط تعطي فكرة عامة عما يحصل على الأرض و انعكاساته على الإعلام الغربي.
و منذ بداية الأزمة حتى العام الماضي ، لم تكن داعش على خلاف حقيقي مع بقية العصابات المدعومة من قطر و السعودية و تركيا و غيرها لذلك كان يتم اعتبارها مجرد جناح لما يسمى الجيش الحر يأخذ ذات اللون و التسمية على الخريطة ، و بعد بداية الخلافات بين النصرة و داعش و احتلال الأخيرة للكثير من مواقع الجيش الحر و النصرة أصبحت الحسابات مختلفة و كذلك الألوان!
و بالنظر إلى تحديثات الخريطة منذ العام 2013 حتى الآن ، نلاحظ زيادة اللون الأحمر على حساب الأخضر الذي كان طاغياً في الخرائط الأولى منذ عامين ، و هو يمنح بالعادة للقوى الخيرة عكس الأحمر الذي حددوا به مناطق سيطرة الجيش ، و لكن مع الوقت تم تعديل صفة الحكومة من "متنازع عليها" إلى "حكومة وائل نادر الحلقي" و الإعتراف بشرعية الرئيس الأسد بدون ملاحظات أو هوامش سخيفة. و من الملاحظات الجديدة هي التخلي عن تسمية "الجيش الحر" و إطلاق صفة "متمردون آخرون" عليهم.
من المؤكد أن موسوعة ويكيبيديا ليست سعيدة بهذه التغيرات كما كانت بموضوع ضم القرم إلى روسيا ، و لكن صمود الجيش العربي السوري لمدة تزيد عن ثلاث سنوات و استعادته للكثير من المناطق بدأت بنقل ما يسمى الجيش الحر إلى صفحات التاريخ.