دام برس :
محاولات تنظيم داعش لخلق تبدل في الواقع الميداني داخل مدينة دير الزور مستمرة، إلا أن الكمائن المتقدمة للجيش السوري داخل كتل المباني المواجهة للأحياء التي يتواجد فيها التنظيم كان حاضرة اليوم لصد محاولة جديدة للتنظيم الذي يعمد في الآونة الأخيرة إلى استخدام الالتحام المباشر لتحييد سلاح الطيران عن المعارك.
مصدر خاص لموقع عربي برس أكد إن وحدات الكمائن انتقلت سريعاً إلى الهجوم حال رصد تحركات لمجموعات من انغماسيي التنظين على محاور أحياء "الحويقة - الرشدية - الجبيلة"، وبالاشتباك من مسافة قريبة، تمكنت القوات السورية من إيقاع معظم المهاجمين بين قتيل وجريح، في حين ركز سلاح الجو على استهداف محاولات الإمداد التي حاول داعش أن ينفذها سريعا لعناصره الانغماسيين، في حين قام نيران قناصة الجيش السوري المتمركز في المناطق المواجهة لخطوط التماس بتصيد عدد من الفارين من المعركة.
عملية الهجوم على المجموعات الانغماسية التي نفذها الجيش العربي قبل ظهر اليوم، أدت إلى سقوط نحو 40 من عناصر التنظيم بين قتيل وجريح، أهمهم قائد الهجوم المدعو "أبو طالب العراقي"، وهو من أصول كردية، كما قتل أيضاً "أبو سعد التونسي" الواصل حديثا إلى دير الزور، وهو من المدربين ضمن ما يعرف بـ "جيش العسرة" وهي مجموعات ممن يسمهم تنظيم داعش بـ "القوات الخاصة".
المصدر لفت إلى أن العمليات الجوية السورية تركز في الآونة الأخيرة على محاولات تنظيم داعش نقل إمدادات إلى داخل المدينة تحضيرا لعملية كبيرة باتجاه الأحياء الآمنة، الأمر الذي مازالت تحبطه المقاتلات السورية والروسية من خلال استهدافها المتواصل للأرتال داعش في محيط "جسر السياسية"، قادمة من الريف الشمالي لدير الزور، موضحاً إن الجيش كان قد عطب الجسر خلال شهر أيلول/ سبتمر من العام الماضي، ما تسبب لتتنظيم بمرحلة من الشلل النسبي في عمليات داخل المدينة، إلى أن أعاد ترميمه مرة أخرى.
إلى ذلك، استهدفت العمليات الجوية السورية عدة مقرات للتنظيم في الريف الشمالي لمحافظة دير الزور، حيث دمرت المقاتلات السورية معملا لتصنيع القذائف والعبوات الناسفة في قرية حطلة فوقاني التي تقع على بعد 2 كم شمالا، في حين قام سلاح المدفعية باستهداف رتلا لمسلحي التنظيم في قرية الحصان الواقعة على الضفة الشمالية لنهر الفرات، وكان آخر هذه الاستهدافات مساء اليوم الثلاثاء، حيث دمر مقرا للتنظيم بالكامل من خلال صلية صاروخية أطلقت من مقر اللواء 137 التابع للجيش العربي السوري، في حين استهدفت صلية صاروخية أخرى مقرات للتنظيم في قرية الحسينية، حيث علم عربي برس من مصادر أهلية إن الاستهداف طال "تصوينة الكويتي" وهي مزرعة كبيرة في قرية الحسينية وتعد من أهم معاقل التنظيم.
مصدر أهلي أكد لموقع عربي برس أن الطيران الحربي كثف من عملياته في الريف الشرقي في الآونة الأخيرة، مشيرا إلى أن التنظيم لم يعد يقدر على الاعتماد على التنقل ليلاً بسبب كثافة العمليات الجوية الليلية، وكنتيجة طبيعية لأن التنظيم يفرض حظر تجوال ليلا في الريف الشرقي، فإن أي تحرك يتم رصده ليلاً يستهدف من قبل المقاتلات السورية والروسية في الوقت نفسه، وهذا ما أدى لخسائر كبيرة في صفوف التنظيم في قرى "الجفرة - حويجة صكر - المريعية - الموحسن"، وعلى الطرق الواصلة إلى مدن "الميادين - البوكمال - البصيرة"، كما استهدف الطيران الحربي محيط معمل غاز كونيكو، ومقرات التنظيم بداخله بعدة غارات ليلة خلال الـ 48، وتشير المصادر الخاصة بموقع عربي برس إلى الاستهدافات التي ركزت على معمل الغاز أو على الحقول النفطية اتسمت بدقتها في تحديد الهدف لتجنب حدوث كواراث اقتصادية وبيئية في هذه المنشآت، لكونها مازالت قيد التشغيل من قبل التنظيم الذي يعتمد عليها لإسهامها في تمويل عملياته.
عربي برس - محمود عبد اللطيف