دام برس :
هجرة ثانية لنضال ولعائلته خلال عامين من القريتين إلى حمص. 70 كيلو متراً فصلت بين طريق النزوح والمعاناة وبين سكاكين داعش. ويقول نضال، أحد النازحين من بلدة القريتين" كنا نتوقع أن داعش ستدخل البلد في أي لحظة. حصل إطلاق النار وقذائف. إختبأنا داخل القبو. كنا أكثر من 50 شخصاً. المسيحيون ما في أي فكرة عنهن أو شو مصيرون. الأمور كلها غامضة. خلال خروجي من البلد لم أر أي مظاهر المسلحة". في حين تصف والدة نضال ما حدث "كنا قاعدين مع جيراننا المسلمين نحتسي القهوة. صار إطلاق نار وصراخ فجأة. نزلنا إلى الملجأ وأقفلنا الأبواب. بقينا في مكاننا حتى الصباح فركبنا في سيارتنا وهربنا. صار الناس يقولون "اخذوا اختك وبنت اخوك وعيلتك وصاروا يختارون المسيحيين. ويقولون لنا ليش ما بتتحجبوا". ما زال نضال يبحث في حاسوبه بمرارة عن صوره القديمة في القرية أما أخته فتكتفي بالبكاء على ما حل بهم. واستطاعت عائلة نضال أن تنجو بحياتها من سكاكين داعش لكن مصير عشرات الأشخاص الآخرين لا يزال مجهولاً، وسْط مخاوف من أن يواجهوا مصيراً مشابهاً لكل المدنيين في أماكن وطئتها داعش من قتل وسلب وتشريد. وكان داعش قد دخل منطقة القريتين قبل أيام عدة بحسب ما بثه من صور على الإنترنت، معتمداً على علامته الفارقة بالسيارات المفخخة قبل اقتحام القرية من عدة محاور. ويقول مطران حمص وحماه للسريان الارثوذكس، سلوانس نعمة إن داعش منذ أيام عدة للقريتين. هذا أدى لهروب ونزوح أهالي القريتين من مسلمين ومسيحيين. والذين لم يتمكنوا من الهروب احتجزوا البعض في بيوتهم أو تحت مظلة داعش ولا نعرف عنهم أي شيء. وجهنا اليوم نداء استغاثة لفك أسرهم وعودتهم لبيوتهم اتهموا أنهم موالون للدولة أو الجيش، وهم أناس عزل بسطاء". ويقطن القريتين نحو مئة ألف مدني بعدما استقبلت آلاف النازحين. المنطقة التي تعكس انتماء ابناء المكونات السورية وتعايشهم بمن فيهم من العائلات السريانية لا يزال مصير معظم سكانها مجهولاً. القرية التي دفعت ضريبة موقعها الاستراتيجي بسبب قربها من خطوط الغاز يرجح حدوث عملية عسكرية قريبة لاستعادتها بحسب مراقبين.
الميادين