دام برس :
أكدت صحيفة "شيكاغو تريبيون" الأمريكية في افتتاحيتها أن تنظيم داعش لن يتوقف عن أفعاله الهمجية حتى يأتي يوم الحساب، مشيرةً إلى ضرورة أن يعمل الكونغرس على تقريب هذا اليوم من خلال إعطاء الرئيس الأمريكي سلطة قانونية جديدة تخول له تدمير هذا العدو القاتل.
ورأت الصحيفة أن الغرب لن يتمكن من تدمير داعش دون معرفة دوافعه وأفكاره والسر وراء سفر الكثير من الشباب، بما في ذلك الغربيين، إلى الصحراء للقتال والموت في صفوف هذه الجماعة.
وأشارت الافتتاحية إلى ما جاء في مقال الكاتب السياسي "جرايم وود" الذي نشرته مجلة "ذا أتلانتيك" حول ما تريده داعش حقاً، حيث يقول "إن داعش ليست جماعة ترتكز أفكارها على الموت وتشويه الإسلام في محاولتها للوصول إلى السلطة السياسية، وإنما هي حركة دينية متعصبة جامدة ترتكز على تعاليم وتقاليد الإسلام الذي ظهر في القرن السابع، والذي تنفذه بحَرْفية شديدة وخطيرة".
وأكدت "شيكاغو تريبيون" أن هذا التمييز مهم لأنه يساعدنا على تفسير وحشية داعش وتوقع تحركاتها المقبلة، فداعش تؤمن فقط بالفرع السلفي المتزمت من الإسلام السنّي، أما بقية الناس، بما فيهم المسلمون الملتزمون، فهم كفار يتوجب عليهم الخضوع أو القتل، وهي تضع على قائمة اغتيالاتها كلاً من المسلمين الشيعة البالغ عددهم 200 مليون وأي شخص لا يلتزم بتطبيق الشريعة تطبيقاً صارماً وأي شخص يعترف بأي حكومة غير خلافتهم.
إيديولوجية داعش
وأوضحت "شيكاغو تريبيون" أن معظم المسلمين البالغ عددهم 1.6 مليار يرفضون إيديولوجية داعش، ويصفونها بأنها نسخة غير إسلامية، وهناك رسالة مفتوحة موقعة من قِبَل أكثر من 100 من قادة المسلمين يدينون فيها سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها داعش بينما يحظرها الدين الإسلامي، بدءاً من قتل الأبرياء وحتى إعلان الخلافة دون توافق من جميع المسلمين.
ولفتت الصحيفة إلى أن إدانة المسلمين لأفعال داعش لا تُبطل فرضية "جرايموود" بأن داعش تسعى من وراء قتل أعداد كبيرة من الناس إلى الاستعداد لمعركة "نهاية العالم" في منطقة الشرق الأوسط، وهذه الرؤية أمر حاسم لهويتها.
نقطة ضعف
وترى "شيكاغو تريبيون" أن التعصب المتزمت لداعش هو نقطة ضعفها، حيث تستمد شرعيتها من الاستيلاء والسيطرة على الأراضي، فسيتوجب عليها أن تتقدم دون مفاوضات وستسعى للتوسع حتى يقع منها ضحايا أكثر من جيش منظم ووقتها ستنهار.
وأشارت الصحيفة إلى جبهة ثانية لقتال داعش وهي المعركة الإيديولوجية، مشيرة إلى أن هزيمة تلك الجماعة لن تتم عن طريق القوة فحسب، وإنما "عبر تعزيز العدالة"، حسبما أفاد نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، مضيفاً أن "الترياق المضاد لداعش يتمثل في العدالة والإنصاف والديمقراطية والحرية".
ودعت افتتاحية الصحيفة الكونغرس إلى الموافقة على منح الرئيس صلاحيات واسعة لضرب داعش دون استبعاد "العمليات القتالية البرية الهجومية"، وعدم تقييد أي رئيس قادم بأي شروط قد تعوقه عن ردع هذا التنظيم.