دام برس:
اللاذقية ريفاً ومدينة أرض للبطولة والشهامة والكرامة , نحن لا نبالغ في قولنا وسورية مصنع الرجال , هذه المقدمة البسيطة تأتي متأخرة قليلا ومهما تحدثنا عن تضحيات السوريين نبقى مقصرين.
بين ليلة وضحاها أطلق المرتزقة العنان لإجرامهم الحاقد تحت عنوان " معركة الساحل " ومابين معركة الساحل ومجزرة الريف الشمالي يبقى الحزن ولكن بنكهة الانتصار فدماء الشهداء كانت قربان النصر.
مجزرة ذهب ضحيتها أكثر من مائتي شهيد منهم الأطفال والنساء والشيوخ وعلى الرغم من ذلك بقي أهل اللاذقية من الجبل إلى الساحل صامدون مصممون على النصر لأنهم يتقنون قراءة التاريخ ويعطون الدروس بالتضحية والفداء.
بعد أن نفذ حماة الديار من قوات للدفاع الوطني والجيش العربي السوري عملية تطهير الريف الشمالي للاذقية تم اكتشاف مقبرة جماعية ضمت رفات أبطال سقطوا على يد الإجرام والغدر.
تلك المجزرة التي ارتكبت بقرار إقليمي كان الهدف من ورائها ضرب النسيج الوطني لسورية ومن نفذ تلك المجزرة لا يعلم بأن السوريين قادرين على الصمود في وجه المحن وهم قد اجتازوا كل أمراض المجتمع من طائفية و عشائرية ومناطقية.
أي مواطن في سورية تسأله عن مذهبه فيجيبك أنا سوري وإذا سألته عن دينه يجيبك أنا سوري حتى إذا سألته من أي محافظة أو مدينة أنت يجيبك حازماً أنا سوري .
مع بدء المؤامرة على سورية كان لابد من خلق جو طائفي في بعض المناطق لكن وعي الشعب السوري كان درعا حصينا في وجه هذا النوع من الاستهداف.
نحن نود أن نقول بأن سورية كانت وستبقى أرضاً للتسامح وقلعة للمقاومة , ففي سورية لا يوجد أديان ومذاهب وطوائف ولا حتى مناطق , وفي سورية شعب سوري مقاوم.
هذا الشعب العظيم قادر على النهوض بواقعه من جديد وإعادة بناء كل ما تهدم صحيح أننا فقدنا الكثيرين لكن شهادتهم كانت ثمن الدفاع عن سوريتنا ومعتقدنا وقضيتنا.
ومهما حاولت قوى الشر أن تستهدف وطننا إلا أن وحدتنا الوطنية هي المعادلة الصعبة التي لن يعرف أي من قوى التآمر حلها.
سورية قيادة وجيشا وشعبا ومؤسسات وإلى جانبها كل القوى الوطنية المقاومة الشريفة قادرة على صنع النصر والانتصار.