دام برس :
في كل عام تحتفي سورية بمختلف مكوناتها بعيد الفصح المجيد حيث يحمل هذا العيد المجيد مفهوم الانتقال من الموت إلى الحياة، ولم نفاجئ كمواطنين أن يحضر السيد رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الأسد إلى مدينة معلولا وبشكل عفوي بعيدا عن البرتوكول الرسمي المتعارف عليه فقد عرفناه دائما متواصلا مع الجماهير، مهتما بقضاياهم الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية.
وهذا يؤكد وجود علاقة ترابط وثيقة بين القائد والجماهير، لم تمنع الظروف الأمنية ومخاطرها السيد الرئيس من الحضور شخصيا ليتفقد مدينة معلولا التي عاثت بها يد الإرهاب إن زيارة السيد الرئيس تأتي اليوم لتكون مؤشراً على أن سورية مازالت وستبقى بخير، رغم مراهنات جميع المتشدقين على حصار القيادة السياسية وسورية ضمن حدود جغرافية ضيقة لا تتعدى الأحياء في مدينة دمشق.
وليعلموا أننا في سورية قيادة وشعبا قد تجاوزنا الفضاء في مساحاته الشاسعة لأننا نملك فكرا تنويريا على عكس خفافيش الظلام من أعداء سورية الذين يتلطون في الزواريب المظلمة ويختبئون في جحور ضمن أنفاق تحت الأرض.
لقد تلقى المواطن العربي السوري نبأ زيارة السيد الرئيس بشار الأسد بفرح أدخل الطمأنينة إلى نفسه، وعلى المقلب الآخر نقلت بعض وسائل الإعلام الفضائية الناطقة بالعربية منها نبأ هذه المشاركة وكأن أمرا استثنائيا قد حدث.
ونتمنى عليهم أن يرون سورية بصورتها الحقيقية وأن يسعوا لتوصيف دقيق للعلاقة التي تربط المواطنين السوريين بالسيد الرئيس الدكتور بشار الأسد المواطن أولا ورئيس الجمهورية العربية السورية ثانيا.
فمنذ الأيام الأولى لتوليه مسؤولياته السياسية خاطبهم بشفافية ومصداقية، حديث من القلب إلى القلب وعاهدهم أن يكون واحد منهم يتحسس آلامهم وآمالهم، وأن يكون مسؤولا عن قضية كل فرد منهم، عهد قطعه على نفسه في خطاب القسم الأول ولم يحنث به أبداً.
هذا الفارس المتسربل براية الوطن كان شجاعاً في مواقف عدة كانت قد غابت عن البعض فيها الشجاعة يقر بالخطأ إذا ارتكب من جهات الدولة سعيا لتصوبيه، صراحته في مواقف تحتاج إلى الجرأة كانت أكبر بكثير من الارتدادات الناجمة عن تلك المواقف، ترفع عن معنى المنصب وشكليته فعرف المسؤولية تكليف وليس تشريف هذا هو رجل الدولة في سورية وقائد شعبها.
وهذه هي سورية وهذا سبب صمودها، قلبها نابض بالحب تحمل رسالة التسامح والتعايش، شامخة شموخ سمائها وراسخة متمسكة بالأرض كجبالها ترنوا بعيون شهدائها لمستقبل فيه الخير كل الخير لأبنائها.