دام برس:
أن ماجرى بألامس حدث يندى له الجبين ,,وخصوصآ انه جرى بين شقيقتين تربطهما اواصر الدم والدين والهويه والتاريخ المشترك ,,فسوريا والاردن لطالما كانت تجمع بينهما هذه الاواصر وستبقى ,,وكان الاردن ممثلآ بسلطته السياسيه ومازال يؤمن بأن الحل للازمه السوريه يجب أن لايتعدى الحل السلمي المبني على دبلوماسيه تقرب وجهات النظر بين المعارضه المفترضه والدوله السوريه ,,فالحد ث بطبيعته وتوقيته وطريقة أيصال الرسائل بين البلدين وبقرأه موضوعيه لهذا الحدث ,,نلاحظ أنه جاء على بعد أيام قليله من الانتخابات السوريه وللجاليه السوريه بالاردن وقد حا ول بعض المغرضين بل الكثير من السفهاء وانتهازيو الاعلام ربط حدث ابعاد السيد بهجت سليمان عن الاردن بهذا الموضوع مع العلم أن الدوله الاردنيه ,,قد أعطت بعض المبررات المقبوله لطريقة تعاطي الدوله الاردنيه مع ما تسميه تجاوزت السفير السوري السيد بهجت سليمان بحق الاردن وسلطته الرسميه وتدخله ببعض ملفات تخص السيا ده الوطنيه الاردنيه ,,
فقد قدمت الدوله الاردنيه مبررات قد تقنع البعض لاسلوب تعاطي الدوله الاردنيه مع هذا الحدث مع العلم أنها قد حذرت السيد بهجت سليمان مرارآ وتكرارآ من التدخل بمواضيع تمس السياده الوطنيه للدوله الاردنيه ,,,وبشق أخر فقد برر السيد بهجت سليمان تدخله سابقآ وحاليآ ببعض ملفات تخص السياده الوطنيه للدوله الاردنيه بأنه من باب الحرص على وطنه سوريا وقدم كل ذلك تحت يافطة تد خل الاردن ببعض ملفات بالداخل السوري وخصوصآ بدعم ما يسمى "المجاميع المسلحه "بالجنوب السوري وفق روأيته الخاصه ,,وهذا ما نفته الدوله الاردنيه وتحدثت أنها تلتزم الحياد وما زالت مصره على ايجاد حل سلمي للأزمه السوريه ,,الان الفعل وردة الفعل وكثرة الحديث واللغو الفارغ لاتنفع كلا الجانبين ,,فالدوله الاردنيه لاتريد أن تكون بجانب العداء للدوله السوريه ,,وكذلك الدوله السوريه لاتريد أن تفتح باب العداء مع دول الجوار ,,فكلا الدولتين لايريدان ان يتبادلا العداء ,,فالدوله الاردنيه قدمت مبررات للحد ث ,, والدوله السوريه كذلك ردة على هذا الحد ث بطريقتها الخاصه ,,مع العلم أننا لازلنا نتحدث عن تغيير شخوص لاتغيير مواقف ,,فالدوله الاردنيه لم تغلق السفاره السوريه ولن تغلقها ,,وما زالت متمسكه بموقفها للحل السلمي للازمه السوريه ,,
وكذلك الدوله السوريه مازالت تؤمن بأن الدور الرسمي للاردن والمعلن والظاهر للعيان مازال فعلآ يتحدث بنفس هذا الاطار بعيدآ عن حروب الاعلام والاقلام السوداء للبعض الاخر ,,وبحدث كهذا يجب ان تبرز الى الواجهه الدبلوماسيه ولتكن الدبلوماسيه هي الطريق لتقريب وجهات نظر البلدين بعيدآ عن التسرع بأخذ المواقف ,,كفعل وردة فعل ,,الاولى اليوم بالجانيين أن يبتعدا عن هذا الاسلوب غير العقلاني بالتعاطي مع الحدث ,,مع العلم انه منذ انتشار هذا الخبر بوسائل الاعلام رأينا حمله مسعوره يقودها بعض الانتهازيين هنا وهناك والهدف هو احداث نوع من الفوضى بين الجانبيين وابعاد الحدث عن سياقه العام ,,وتبرير كل ذلك بأنه طريقه لتعاطي مختلف للدوله الاردنيه مع الملف السوري ,,فبرزت الى الواجهه الاقلام السوداء التي ربطت بين تدريبات عسكريه شبه سنويه تجري بالاردن وبين هذا الموقف ,,وبدأت الاحاديت تحكى والبعض ينسج من خياله قصص وروايات للمستقبل القريب بل والبعض تحدث عن قطيعه بين الجانيين وعن عمل عسكري ما ضد سوريو سينطلق من الاردن ووو,,الخ ,,,فكثر الحديث وكثر الاشاعات والاعلام العربي بني على الاشاعات ,,
ويضخ هذا الاعلام هذه الاشاعات الى عقول المجتمعات العربيه ,,وتكثر الاحاديث وتكثر التاؤيلات ,,ولهذا فبهذه المرحله المطلوب ان تحكم العلاقه بين البلدين أسس واضحه تحكم علاقة الشقيقتين بأطار عام يشمل الحفاظ على السياده لكل دوله وعدم التدخل بالشؤؤن الخاصه لكل منهما ,,بما ينتج حاله من الالتقاء الدبلوماسي الذي يعبر عنه بحالة وعي لحقيقة المرحله ,,وصعوبتها على كلا البلدين فكما تعيش سورية تحدي الارهاب والفوضى الداخليه ,,فالاردن هو أيضآ يعيش تبعات ما يجري بسورية فاليوم على ارض الاردن هناك ما يقارب 1.350000لاجئ سوري فالاردن رغم امكانته الاقتصاديه والخدميه المحدوده استطاع ان يحتوي ويستوعب هذه الاعداد الكبيره من الاخوه الاجئين السوريين ,,رغم حجم الازمات التي يعيشها الاردن اليوم داخليآ وخارجيآ فموجات اللجوء العربي الى الاردن منذ ما يقارب السبعة عقود أثرت على كل مناحي الحياه للمواطن الاردني ومع ذلك فمازال الاردن يقوم بدوره العروبي هذا أيمانآ منه ان هذا واجب عليه كبلد عربي وليس منه منه على احد ,,
فالدوله الاردنيه بكل اركانها تعي حقيقة الواقع السوري اليوم وتعرف ان مايجري بسورية هو لايتعدى كونه حالة فوضى سببتها بعض الايادي الخارجيه والداخليه بهدف ضرب منظومة الدوله السوريه بكل اركانها ,,ولذلك فالمرحله صعبه وعلى كلا الدولتين التعامل بعقلانيه وبخطوات مدروسه بما يخص المستقبل القريب والبعيد ونوع العلاقه بينهما بما يخدم كلا الشعبين ,,وبالنهايه فأن مرحله عابره كهذه بغض النظر عن أسبابها ونتائجها لن تكون الا زوبعه بفنجان وعلى الجميع ان يقتنع بأن الاردن وسورية بكل اركان الدولتين ما يجمع بينهما أكبر من ما يفرقهما ,,فالاردن وطني الحبيب والدم الذي يسري بعروقي ,,وسوريا معشوقتي الازليه وهي الهواء الذي اتنفسه وهذا حال اغلب ابناء البلدين ,,فلافرق بين اردني ولاسوري فكلنا عروبيين والعروبه تجمعنا وحفظ الله كلا البلدين ورزق اهلهما الامن والامأن .
*كاتب وناشط سياسي –الاردن.
hesham.awamleh@yahoo.com