دام برس- أحمد صارم :
لم يكن العرعور ليصاب بأي ضرر و هو يتنقل بين بيوت زوجاته و مقر قناته الفضائية في الرياض ، و لا مانع لديه أن يكون مصدر رزقه هو ثمن دماء عشرات الآلاف من السوريين الذين لم ينالوا منه سوى بعضاً من دموع التماسيح.
إنه "الأب الروحي للثورة " كما يعرّفه بعض المعارضين ، و رغم أن كثيراً منهم لا يحبونه حالياً (بسبب اتضاح كذبه مثل صفوت الزيات و غيره) إلا أن أحداً لا يستطيع نكران دوره الرئيسي في إشعال نار الفتنة بين أبناء المجتمع السوري ، فلم تكن تمر حلقة قبل الأزمة دون أن يقوم بالتحريض في سورية و لبنان و العراق و البحرين ذاكراً أسماء طوائفها في الوقت الذي كان ذلك أمراً غريباً و دخيلاً على السوريين.
و على خلاف الإخوان في مصر و تونس الذين ركبوا الثورة بعد نجاحها، كان للعرعور دورٌ كبيرٌ في إشعال الأزمة في سورية كونه من أوائل المحرضين و مشعلي الفتنة ، و كانت النتيجة هي انخراط المزيد و المزيد من المتطرفين في صفوف الإحتجاجات التي ساهم في تسليحها و خسرانها لتأييد أبناء الأقليات الدينية و العلمانيين و كل هذا خلال فترة قصيرة أدت إلى تكوين ثورة معاقة لا تحوي في صفوفها سوى المتطرفين و المأجورين و "الزعران" أو كما سماهم البعض اختصاراً: "عراعير"..
و بعد أن تحولت الثورة إلى وهابية 100% مدعومة من قبل المخابرات الدولية (التي دعمت طالبان ضد روسيا في الثمانينات بتمويل و دعم من مشيخات الخليج) أصبحت النتيجة المحتومة هي الفشل لأن ما يحصل ليس ثورة من الأساس ، فالثورة كلمة سياسية و لا تتضمن استيراد الثوار من الخارج!
و رغم أن سلاح التطرف قوي و مؤثر إلا أنه ذو حدين ، و كما انقلبت طالبان على أولياء نعمتها ها هم أتباع العرعور ينقلبون عليه ، فبعد أن كان يدعو العرب إلى الجهاد في سورية ها هو ينتقد "داعش" على قناة "شدا" و يطالب بإحالة أحد أمرائها إلى "المحكمة الشرعية" متهماً إياه بالسعي إلى التخلص من السعوديين ضمن صفوف "المجاهدين" عبر إرسالهم للقيام بعمليات محتومة الفشل دون تدريب و إرسال أصحاب الخبرات الطبية و الهندسية إلى الجبهات.
و رغم تراجع شعبيته بين صفوف المعارضين الذين كان يعدهم بالنصر القريب ، فإنه لا يزال يظهر كل عدة أيام و إن اختلفت أسماء قنواته ، و نشاهد دوماً شريطاً أسفل الشاشة يحوي أرقام هاتف سعودية للتواصل معها "لدعم الشعب السوري" ، و لا يزال العرعور يتاجر بدم السوريين حتى من مؤيديه مكدساً الملايين التي تأتيه من متابعيه المغفلين العرب و مساهماً في إطالة أمد الأزمة طالما أن أمواله في ازدياد..