دام برس:
نشرت صحيفة "الوطن" المصرية برقية سرية أرسلها السفير الأميركي فى أنقرة إلى وزارة الخارجية الأمريكية، يعلن فيها أن "أردوغان بدأ يخرج عن السيطرة وأن تسلطه صار خطراً يهدد بتفجير حزبه من الداخل، وأن الفساد الذي يضرب الحزب ورئيسه يمكن أن يفجر تركيا كلها في ما بعد".
وقالت الصحيفة المصرية أن إنذاراً مبكراً أطلقه السفير الأميركي فى البرقية السرية التى كشفت عنها تسريبات ويكيليكس ضمن ما كشفته فى نوفمبر 2010، وطالب بضرورة أن "تنتبه واشنطن ولا تراهن كثيراً على الحليف التركي الذى صنعته وصعدته، لأن هذا الحليف قد لا ينجح فى الحفاظ على نفسه طويلاً، لو استمر في الطريق الذي يسير فيه".
وبحسب البرقية، فقد كان أول ما لاحظته عين السفير الأميركي المفتوحة على "الأخ أردوغان" أنه أصيب بنوع من الجنون منذ وصوله إلى رئاسة الحكومة فى تركيا، وصار رجلاً بلا أصدقاء يثق فيهم، ولا حلفاء يثقون فيه.
ويقول السفير إدلمان، راصداً تصرفات أردوغان وسط رجاله فى حزب العدالة والتنمية: إن "أردوغان يعاني من حالة تعطش ونهم دائم للسلطة والسطوة والسيطرة.
وحتى فى قلب حزب العدالة والتنمية الذى يترأسه يشعر كل من فى الحزب بسلطوية أردوغان وتحكمه، والأهم أنهم يشعرون أن أردوغان يعاني من عدم ثقته فى أحد ممن حوله على الإطلاق، إلى درجة أن أحد الشيوخ المقربين منه ومن زوجته أمينة قال صراحة: إن رجب طيب بك يؤمن بالله، لكنه لا يثق فيه".
ويضيف السفير الأميركي: "لقد صمم أردوغان على أن يحيط نفسه بدائرة ضيقة وحديدية من المستشارين الذين يحترفون التملق والنفاق، ولا يسمعونه إلا ما يرغب فى سماعه. وبهذا عزل أردوغان نفسه تماماً عن أى مصدر للمعلومات الحقيقية والموثوقة التى يمكن أن تساعده فى تشكيل صورة حقيقية عما يجرى على الأرض".
والواقع أن تأثير المستشارين الذين وصفهم السفير الأميركي بـ"المخابيل" الذين يملكون أوهاماً كثيرة حول الإسلام، أصبح بمرور الوقت تأثيراً كارثياً على أردوغان.
وتتابع برقية السفارة الأميركية: "قال لنا وزير الدفاع التركي وجدي جونول، وهو بالمناسبة مسلم متدين ومعتدل، إن تأثير وزير الخارجية التركي المتطرف أحمد داود أوغلو على أردوغان تأثير شديد الخطورة".
بينما قال أعضاء من قلب حزب أردوغان نفسه، من وزراء في الحكومة ونواب برلمان ومفكرين في الحزب، إنهم ينظرون بعين الاحتقار إلى دائرة المستشارين الذين يحيط بهم أردوغان نفسه، وهم: جنيد زابسو، وإيجيمين باجيز، وعمر جيليك، ومجاهد أرسلان، وكذلك رئيس الديوان حكمت بولدوك، لأنهم رجال معدومو الكفاءة، لا صلة لهم بالواقع، إضافة إلى أنهم فاسدون بكل المقاييس.
وبحسب البرقية، "لقد كان التضليل الإعلامي والتقارير الإخبارية المفبركة إحدى أبرز الوسائل التى يعتمد عليها أردوغان لنشر سياساته وإنجازاته المفبركة داخل وخارج تركيا، وما تفعله وكالة إخبارية تابعة له مثل الأناضول، من قلب وفبركة وتزييف حقائق خاصة بمصر لا يختلف أبداً عما تفعله وسائل الإعلام التركية التابعة له منذ أن تولى منصب رئاسة الوزراء".
وتكشف برقية السفارة الأمريكية عن أن "أردوغان يلعب على بساطة وجهل العامة وعدم وعيهم، والأهم أنه يعتمد على التضليل الإعلامي الذي تمارسه وسائل دعايته من صحف وقنوات تليفزيونية. ثم إن خلفيته، كونه قادماً من جماعة الإخوان، تجعله ضيق الأفق فى نظرته وتعامله مع العالم".