دام برس
أكد بشار الجعفري مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة أن الوطنية السورية ترفض التدخل الخارجي وتشدد على أن سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها خط أحمر وتؤكد على الوقوف صفا واحدا في وجه الفتنة والفرقة ونبذ العنف وعدم الاحتكام إلى السلاح في معرض المطالبة بالإصلاح.
وقال الجعفري في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الأوضاع في سورية إن الأوطان تبنى من قبل أبنائها وأمامنا كسوريين فرصة سانحة للحوار الوطني الصادق ولتسريع وتيرة الإصلاح وكل ذلك بهدف قيام شراكة وطنية حقيقية تحفظ أمن الوطن والمواطن كسبيل وحيد للخروج من هذه الأزمة وتحقيق كل مطالب الشعب السوري المحقة من دون التفريط بالوطن إذ أن الأجيال القادمة ستحاسب كل من فوت هذه الفرصة.
سورية تمر بتحديات فاصلة في تاريخها ونحن نريد لهذه المرحلة بالذات أن تكون بإرادة شعبنا لا بإرادة أحد آخر
وقال الجعفري إن سورية تمر اليوم بتحديات فاصلة في تاريخها ونحن نريد لهذه المرحلة بالذات أن تكون بإرادة شعبنا لا بإرادة أحد آخر ونقطة تصميم على الأمل بتلبية تطلعات الشعب السوري المحقة.
وأضاف الجعفري إن هذه الأحداث وإن أدمت قلب كل سوري فإنها تفرض على أبناء سورية جميعا مهما كانت اتجاهاتهم وانتماءاتهم أن يختاروا سبيل الحكمة وان يستنيروا بإحساسهم الوطني الواعي كي ينتصر الوطن كل الوطن وليس جزءا منه.
وأوضح الجعفري أن الشعب السوري الذي قدم للعالم أول أبجدية تعود على رائحة ياسمين الشام ولن يألف في يوم من الأيام رائحة الدم وهو كان قادرا على حل أزماته ومشاكله الداخلية بنفسه على مر العصور ولن يقبل يوما بأي شكل من أشكال التدخل الخارجي في وطنه سورية وبقي شامخا يرفض المساس بإرثه الحضاري ورصيده الوطني.
وأشار الجعفري إلى أن هذا الشعب سيعيد الكرة من خلال مشاركة جميع السوريين في الخروج من الأزمة والإسهام في مسيرة البناء الوطني معا واضعين نصب أعينهم مصلحة الوطن العليا فقط وليس مصلحة أحد آخر وذلك في جو من المصالحة بين الجميع.
وقال الجعفري إن الوطن ملك للجميع ولكل أبنائه وفي سورية لا يوجد أغلبية وأقلية بل يوجد سوريون فقط وهو أمانة في أعناقهم حتى ولو تم التغرير ببعضهم وخرج البعض الآخر عن جادة الصواب.
النزعة الجامحة لبعض الدول الغربية للتدخل في شؤون سورية ليست جديدة أو طارئة بل هي نهج مستمر ومنتظم منذ سايكس بيكو ووعد بلفور
وأكد أن سورية ترفض أي قرار خارج إطار خطة العمل العربية التي وافقت عليها والبروتوكول الموقع بينها وبين الجامعة العربية وتعتبر القرار الذي صدر عن اجتماع مجلس الجامعة الأخير انتهاكا لسيادتها الوطنية وتدخلا سافرا في شؤونها الداخلية وخرقا فاضحا للأهداف التي أنشئت من أجلها الجامعة العربية وانتهاكا للمادة الثامنة من ميثاق الجامعة.
وقال الجعفري إن المفارقة العجيبة هي أن الجامعة العربية قد طلبت من الحكومة السورية تمديد مهمة المراقبين العرب لشهر آخر وقد وافقت دمشق على ذلك فورا غير أن الجامعة سرعان ما ناقضت نفسها عندما تجاهلت نتائج تقرير البعثة التي أوفدتها وعملت على نقل أزمة في بلد عربي إلى مجلس الأمن وأوقفت عمل بعثة المراقبين لاحقا.
وأوضح الجعفري أن النزعة الجامحة لدى بعض الدول الغربية للتدخل في شؤوننا الداخلية والخارجية بشتى الطرق ليست بالنزعة الجديدة أو الطارئة بل هي نهج مستمر ومنتظم منذ اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 ووعد بلفور عام 1917 مرورا بالدعم اللامحدود الذي تقدمه لإسرائيل في سياساتها العدوانية واحتلالها للأراضي العربية.