دام برس:
البديهي أن لبنان من غير وجود حزب الله و مقاتليه الأشاوس و في مقدمتهم الشيخ حسن نصر الله لم يكن يعني للأميركيين و مخابراتهم و أتباعهم في شيء فهذه السواعد و القبضات الواقفة كالسد المنيع في وجه إسرائيل يشكل أصحابها المحور الأساسي للحياة السياسية و غير السياسية في هذا البلد الفريد , فمن يريد أن يظهر ميوله لأميركا ليس عليه أكثر من الإساءة لحزب الله ولو ببضع كلمات لتفتح له فوراً كل أبواب واشنطن ناهيك عن خزائن آل سعود و ذهبهم المتعدد الألوان.
العقل الأميركي المشهود له بالذكاء و الفطنة و الدهاء يصر على الوصول إلى أهدافه بكل الأحوال و الظروف لهذه الأسباب نجده لا يضيع الوقت أو الفرص.
لذلك و ضعت المخابرات الأميركية دورات متعددة المراحل و المستويات لا يخضع لها إلا الموثوق بهم بالنسبة لها.
من هذه الدورات " الصيد " و " الحراسة " مستفيدة من التجارب على الكلاب و نتائجها المضمونة.
فقد ترى ملكاً لهذه الدولة أو تلك لا يكون بالنسبة للأميركيين أكثر من كلب
" مدرب " لحراسة مصالحهم .. أو أميراً يحكم هذه الإمارة أو تلك الدويلة لا ترى فيه أميركا أكثر من كونه كلب " مدرب " لصيد أحد الأهداف الصعبة الوصول إليه بشكل مباشر.
و ما بين كلاب أميركا المدربين جيداً في العالم العربي و مصالحها لا تصحوا الشعوب العربية من كارثة حتى تقع بواحدة أكبر و أصعب منها.
فيبدو للمتتبع عن كثب أنه لم يبقى في هذا العالم العربي سوى القلعة الدمشقية و قلة من المقاومين الميامين المؤمنين بأن أميركا و إسرائيل هما السم الزعاف المدسوس في كل رغيف و نقطة ماء و ذرة هواء, و لا بد من البقاء في جاهزية و يقظة دائماً و أبداً فالعدو عيناه لا تعرفان الرقاد أو النوم.
من هنا كان الدور الأساسي لمجموعة كبيرة من " كلاب الصيد و الحراسة " إذا جاز التعبير لتفعل كل ما تريده ال .CIA
حزب الله اللبناني يعلم أنه المستهدف رقم واحد و أن رأسه هو المطلوب لا لشيء إلا لكونه يمتلك ذهنية و دينامكية و عقائدية منفتحة تستفيد من كل التجارب و التحركات و حتى التطورات خدمة لهدف أكبر هو تحرير القدس.
فالمنطقة العربية من غير حزب الله و شمعة بلاد الشام " دمشق " لن تكن أكثر من بيت آمن للإسرائيليين.
الأميركيين يعشقون الكلاب " الحقيقية " ولا تجد بيت يخلو من كلب أو أكثر حتى أنهم يمنعون إظهار أي مشهد حتى في الأفلام السينمائية و المسلسلات التلفزيونية يحتوي على قتل الكلاب لمكانتها الخاصة لديهم.
وهو ما لا ينطبق على من يتبعون دورات الحراسة و الصيد من أهل العروبة الحالمين باهتمام و رعاية أوباما و خلفائه.
فالأمريكيون يعملون بهدي بيت الشعر العربي العريق ...
لا تشتري العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد
فياض يوسفان
ابن البلد / القاهرة