دام برس:
يقولون إن لم تستح فأصنع ما شئت , تلك المقولة باتت تنطبق اليوم على العديد ممن يعتبرون أنفسهم سياسيين فمنهم من باع ضميره ومنهم من بدأ باستثمار مجريات الأحداث كي يحقق مجدا أو شهرة سياسية لن أطيل عليكم لكن لابد لنا من أن نتحدث عن بعض من باع شرفه وضميره من أجل حفنة من الدولارات.
ما جرى يوم أمس في دولة الكويت يشكل مهزلة سياسية وإنسانية بحق كل إنسان وعلى مستوى العالم فمن اجتمعوا يوم أمس من أجل تقديم الدعم لما أسموه نازحين سوريين هم أنفسهم من قاوموا بتهجير السوريين وهم أنفسهم من قاموا بتمويل المجموعات الإرهابية المسلحة من أجل تدمير سورية حاضنة العرب وأم الحضارة.
اجتمعوا وأيديهم ملوثة بدماء السوريين ومنذ متى كانت دويلات النفط والغاز حريصة على قضايا الأمة وعلى مواطنين الدول الأخرى وهم من باعوا أرض فلسطين منذ أن نشأت دولهم ونحن نتحدث عنها عن الحكومات ولا نقصد الشعوب فتلك الشعوب تعاني الكثير من الظلم والقهر.
وبعيدا عن مشيخات الخليج وعن دول الغرب كان لابد لنا من أن نقف أمام مهزلة أخرى ومن نوع ثقيل وإليكم القصة دون لف أو دوران ولنسمي الأمور بمسمياتها الحقيقية.
لبنان كان ومازال وسيبقى الشقيق الأصغر لسورية ولن ندخل بتفاصيل العلاقات السورية اللبنانية فالجميع يعلم بأن سورية قيادة وجيشا وشعبا وقفت وقفات عز وقدمت الغالي والنفيس حرصا على سلامة لبنان ووحدة أرضيه ولولا سورية والمقاومة لكان لبنان تحول إلى دويلات طائفية يحكمها أمراء الحرب والطوائف والتاريخ سجل بحروف من ذهب ما قدمته سورية إلى كل العرب وعلى رأسهم فلسطين ولبنان.
في لبنان سياسيون أصيبوا بأمراض طائفية ومنهم من أصيب بالعمى السياسي ومنهم من أصابه جنون العظمة فنسي حجمه الطبيعي وتحول إلى عملاق على الورق وأمام عدسات التصوير.
أن يكون رئيس لحكومة مستقيلة فتلك مصيبة وأن يكون حليفا سابقا للمقاومة فالمصيبة أعظم ولكن أن يتحول هذا المدعي إلى ببغاء ناطق فتلك مهزلة سياسية.
سورية كانت الملجأ لكل عربي وفي كل وقت وسورية هذه ستبقى عظيمة بقيادتها وجيشها وشعبها وستبقى حليفة لكل مقاوم شريف أما من باع شرفه وضميره فعليه أن يمسح جبينه بنعل حذاء أصغر مقاوم في سورية ولبنان.
ومن أجل أن ننعش ذاكرة الميقاتي نقول بأن ارتدادات الحرب الأهلية في لبنان أصابت سوريا في ثمانينيات القرن الماضي ولولا سورية وجيشها لكان ميقاتي اليوم لاجئ في دولة أفريقية كما لابد لنا من القول بأن من وقف يوم أمس متشدقا بأنه يقدم الدعم للسوريين عليه أن يذكر بأن سورية قدمت الشهداء للحفاظ على وحدة لبنان.
ولكن ما نفع الحديث مع من نأى بنفسه عن ما تم ارتكبته المجموعات المتطرفة من قتل وتدمير طال بعض اللبنانيون الشرفاء في الضاحية الجنوبية وفي الهرمل ومن صمت عن ذبح جنود الجيش اللبنانيون لن يتوانى عن الظهور على شاشات التلفزة ليطلق الأكاذيب، رسالتنا لك يا ميقاتي ولكل من حاول النيل من محور المقاومة نقول بأن سورية منتصرة ولن تسقط والسوريون ليسوا بحاجة إلى المال لكنك أنت وأمثالك عبيد للمال وتحتاجون للكثير من الشرف.