دام برس :
الهجمة الوقائية، المنازلة المفصلية، الهجوم الاستباقي، هذه الصفات وغيرها أطلقت على عملية الجيش السوري الواسعة في الجولان ودرعا. الأكيد أن الأوراق في هذا المثلث درعا والقنيطرة وريف دمشق الغربي اختطلت نحو بداية العد العكسي لانتهاء الأزمة السورية على ما يرى محللون. المعلومات تشير إلى أن المجموعات المسلحة كانت تعدّ لهجوم واسع باتجاه العاصمة دمشق، فجاءت العملية بمثابة رد استباقي... إذاً الهدف الأول هو الدفاع عن العاصمة السورية، أما الأهداف الأخرى فتتخطى الأراضي السورية لتصل أولا إلى الأردن. فالمملكة التي لم تفك حزنها بعد على طيارها الكساسبة مدعوة إلى الحسم، تخضع لضغوط داخلية كبيرة بين مؤيدين لمكافحة الارهاب على أنواعه، ورافضين أو داعين إلى الاستنسابية في هذه المكافحة. يقول محللون في هذا الإطار "لا يمكن أن يستمر الوضع كسيارة لنقل النفايات ترمي بالمسلحين في سوريا، بعد اخضاعهم للتدريبات العسكرية اللازمة بالتنسيق الأميركي الدائم وتعود فارغة لتحميل المزيد"... الطرف الذي يراقب باهتمام وقلق: اسرائيل لطالما رددت القيادات العسكرية الإسرائيلية بأنها لن تسمح بفتح جبهة الجنوب السوري. الجبهة فتحت واسرائيل التي تحمي نفسها في تلك المنطقة الحدودية بشريط أمني من تنظيم القاعدة، تبدو اليوم وفق محللين أمام خيار لا ثالث لهما: إما أن تستعد لنشوء مقاومة في الجولان، أو أن تعود إلى ما يعرف بقواعد كيسنجر عن فصل القوات في تلك المنطقة والعائدة إلى العام 1972. العملية وفق محللين ناقضت كل ما يقال عن قدرات الجيش السوري. فهذا الجيش وفق هؤلاء أظهر جهوزية واضحة وقدرة على التحرك والمناورة والهجوم، وليس فقط الرد والدفاع عن النفس، وإلى أبعد من ذلك، يعتبرون أن العملية هي بمثابة أولى خطوات المقاومة في الجولان على قاعدة أن الجبهة هناك فتحت، ولن تغلق حتى التحرير.المعارك التي يخوضها الجيش السوري. في الجبهة الجنوبية تدفع جبهة النصرة وحلفاءها إلى التقهقر، لكنها تضع اسرائيل أمام مأزق التدخل المباشر أو قبول خسارة مراهناتها.