دام برس:
يزدحم التاريخ البشري بالعديد من مشاهد الثورات ضد الظلم و الطغيان و السعي لأجل تحقيق العدالة الإنسانية , و واحدة من أسباب إندهاش المجموعة البشرية بثورة هناك أو هناك ...هو تقيّدها بمنظومة الأخلاق و الشرف الذي يعطي شرعية لهذه الثورة و تلك ...
و قد جانبت الثورة السورية هذا النهج الأخلاقي و الإسلامي , فهي من جهة تدعي أنها إسلامية و إنسانية لكن في ممارساتها الكثير من الأداء الجاهلي و المنافي لأبسط شروط الإلتزام الإسلامي ..
( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) صدق الله العظيم
ما فعله بعض قراصنة الثورة السورية مع صور عوائلنا ونشرها دون الإشارة إلى أن صاحبة الصورة زوجة المعني بالهجوم عليه , يحسب عليهم , فهم لم ينالوا من هذا الشخص أو ذاك بنشر الصور الخاصة لهذا الإعلامي أو ذاك , بل نالوا من أدائهم الذي بات يفتقد لكل شروط الإستمرارية ..
فبعد القتل و الذبح و السلخ و الإغتيال و تأجيج الطائفية و الدعوة إلى قتل المخالفين و غيرهم , باتوا يصطادون في المياه العكرة ليحصلوا على صورة لزوجة هذا و ذاك من مخالفيهم ونشرها , و علما أن الكثير من خصومهم زوجاتهم ملتزمات و يرتيدين الحجاب ..
فهل يجوز شرعا و فقها نشر صورة زوجة إعلامي أو سياسي مخالف ...وهل يجوز في دين الإسلام بناء مجد ثوري بإنتهاك خصوصية المخالفين ...إن هذه الأساليب المنحطة تذكرنا بممارسات الموساد و المخابرات العالمية التي لا تلتزم بميثاق شرف ولا بأدبيات الخير ..تماما كما قال مؤسس المخابرات الأمريكية أن هناك شرا وخيرا و وكالة الإستخبارات الأمريكية لا تعرف إلا الشر ..
كيف تلجأ هذه الثورة السورية إلى سرقة محتويات خاصة لأشخاص محددين ثم تبتزهم أنسحبوا عن دعم محور المقاومة و تخلوا عن شرفكم الفكري و إلا نشرنا هذه الصور الخاصة بعوائلكم ..
هذا الفعل الإجرامي يؤكد أن الذين دافعوا عن شرف المقاومة و رجالاتها هم أقرب إلى الصواب , ولديهم آلاف السجلات اللاأخلاقية لخصومهم ولم ينشروها , فيما الطرف الآخر الذي يسمي نفسه ثائرا ..يتناول العرض بل ويهتكه عندما ينشر صور المحجبات الخاصة , هذا سقوط أخلاقي مريع يؤكد أن ما يعرف بالربيع العربي جاء ليهتك العرض الأمني و السياسي و الثقافي و الشخصي لناس يدافعون بالكملة عن أرئاهم وما يرونه مصيبا ...
عموما ...سيستمر الصراع , و العاقبة للمتقين ....