دام برس :
بالموازاة مع النصر السياسي الذي تحقّق بفعل الانتخابات الرئاسية السورية وفوز الرئيس بشار الاسد بولاية رئاسية ثالثة لسبع سنوات، يخوض الجيش السوري معارك في مناطق متعددة ويحقق انجازات مهمة برزت في الغوطة الغربية وريف دمشق الجنوبي.
وفي جديد الانجازات الميدانية، فقد أحكم الجيش سيطرته على بلدة الثورة في ريف الكسوة في الغوطة الغربية في ريف دمشق الجنوبي، تلك البلدة التي تبعد عن مدينة الكسوة حوالي 8 كلم باتجاه الجنوب، وتقع على طريق دمشق درعا القديم حيث تشكل إحدى المحطات الرئيسة ونقطة وصل مهمة في هذا الطريق والقطاع، وتحيط فيها عدة قرى تشكل معاقل للمجموعات المسلحة كدير علي والدرخبية وخان الشيح بالاضافة الى الكسوة المدينة.
الاهمية الاستراتيجية لبلدة الثورة تكمن باتصالها بالسهل الغربي، والأوسط الغربي في درعا والقنيطرة، حيث يبعد بحدود ٢٠ كيلومتراً، ما يشكل السيطرة عليها جزءاً من عملية شاملة، تتناغم مع العملية القائمة في ريف درعا الغربي والشمالي، والهدف من ذلك تطويق المسلحين في المنطقة المتاخمة لريف درعا، ومنع تسلّلهم إلى داخل الغوطة أو الريف الدمشقي، وقطع خطوط الامداد عنهم في ريف دمشق الجنوبي وصولاً حتى داريا، وفصلهم عن محيطهم الممتد حتى ريف درعا وريف القنيطرة.
هذه المنطقة الاستراتيجية من ريف دمشق الجنوبي، يتعامل معها الجيش السوري بهدوء ضمن الوقائع الجغرافية والميدانية، حيث تسعى القيادة العسكرية لفهم الواقع العسكري والتخطيط الجيد لدخول المعركة في ريف دمشق الجنوبي والغوطة الغربية وذلك لعدة اسباب، وأهمها، ان الجيش السوري يسعى من خلال تعاطيه الهادئ مع المعركة في هذا القطاع لتوجيه ضربة عسكرية ثلاثية للمجموعات المسلحة في ريف دمشق الجنوبي وريف ردعا وريف القنيطرة، ما سيعجل من اعادة بسط سيطرة الدولة على تلك المنطقة، بالإضافة الى توسيع جدار الحماية لمناطق ريف دمشق، وتضييق الخناق بحصار قوسي ثاني للمجموعات المسلحة في الغوطة الغربية والشرقية، الامر الذي جعل المسلحين في حالة تخبّط بالذات في بلدة الثورة ومحيطها، ما دفع بعض المصادر العسكرية الى توقع تقهقر المسلحين وفرارهم من مناطق قريبة من الكسوة في غضون الايام القادمة، وبالتالي حشرهم في بقعة جغرافية في وسط منطقة ريف دمشق الجنوبية وإنهاء وجودهم بسهولة.
والجدير ذكره، أن التكتيك العسكري الذي يتبعه الجيش السوري في معركة الغوطة الغربية، هو فصل المناطق جغرافياً عن بعضها، عن طريق استهداف جميع المناطق في نفس الوقت كما حدث اثناء تطهير بلدة الثورة في ريف الكسوة، حيث استهدف محيط بلدة زاكية ومزارع العباسة في خان الشيح والدرخبية واطراف الكسوة بالتزامن مع اقتحام وحدات الجيش للبلدة، لتلتقي كل وحداته خلال مدة زمنية معينة عند نقطة محددة في محور المنطقة، بالتزامن مع خوض الجيش السوري اشتباكات على أربع جبهات معاً، هي مجموع محاور منطقة الكسوة.
وهدفت خطة الجيش هذه المرة إلى إبعاد المسلحين عن مناطق يسيطرون عليها في ريفي دمشق الجنوبي اللصيق، حيث كانت عملية إطباق شاملة، تنجز في إطارها مهمة تطويق مناطق سيطرة المسلحين في ارياف دمشق ودرعا بغية إنهاء الوجود المسلح فيها بشكل نهائي.