Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 26 نيسان 2024   الساعة 01:27:55
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
المؤامرة المكشوفة ... بقلم: سامر يحيى
دام برس : دام برس | المؤامرة المكشوفة ... بقلم: سامر يحيى

دام برس :

التطوّر العلمي لا سيّما الإنسان الآلي "الروبوتات" سيؤدي إلى ازدياد البطالة... الهاتف النقّال يضرّ بالصحة.... الصبغات الصحية والأطعمة السريعة تؤذي الإنسان... هذا جزءٌ من دراسات ومصطلحات وأقاويل تحتمل الصواب والخطأ إلا أننا ننقلها دون بذل جهد التفكير والتمحيص بمصداقيتها، لا سيّما أصحاب التخصّص، بهدف التأكيد من مصداقيتها، وإيجاد الوسائل لتفادي سلبياتها وتعظيم إيجابياتها وخلق البدائل التي تساهم بإيجاد الحلول لها.
وفي كل المراحل الدراسية، يدخل المدرّس ـ لا سيّما المرحلة الجامعية ـ ليقرأ على تلامذته جزء من محاضرةٍ غالباً ما تكون نصوص محاضرات اعتاد على تقديمها خلال سنوات تدريسه لهذا المقرّر، وقد حصل عليه عن طريقٍ ما، بإجراء إعادة صياغة، وعند الامتحانات يبدأ النقاش والحديث عن الملخّصات وما هو محذوف وما هو مطلوب وما يجب التركيز عليه، لنبدأ مسيرة الحفظ البصم المقتطع، والتقيّد المطلق، بعيداً عن الإبداع وإثبات الذات والفهم ونيل المعلومة، ولا بد من الإشارة إلى أنّ الطبيعي والمنطقي أن تكون هناك دراسةٍ أكاديمية أو كتابٍ معرفي مدروسٌ بحكمةّ ومدقّق من أصحاب التخصص، لينطلق منه المدرّس، ليغنيه بتجاربه ورؤاه خلال سنوات تدريسه، بما يساهم بتحقيق الفائدة العلمية والعملية للطالب، ويؤدي بفعالية لتطوير المنهج الدراسي وإغنائه، لأنّ انخفاض نسبة النجاح والعلامة التي يحصل عليها متلّقي العلم، ليس دليلاً على عدم اهتمام المتلقّي وقلّة تركيزه، إنّما دليلٌ هامٌ على أنّ الملقي لم يقم بدوره الأساس في نقل المعلومة وتقديمها بالطريقة المثلى، وقد يكون المتلقي طالب علمٍ في مدرسةٍ أو جامعةٍ أو مركز تدريبٍ أو مؤسسة حكومية يخضع لتأهيل وتدريب، فالهدف ليس علامة يحصل عليها، إنّما المعلومة وكيفية التعامل معها، وإمكانية تطبيقها على أرض الواقع، ضمن إمكانات متاحة، وقدرات متوفّرة، وهدفٌ تصبو إليه المؤسسة، وبيئة نعيش فيها، هذه الطريقة هي الوحيدة التي نستطيع أن ندّعي أننا نواكب العصر وتطورّاته، ونعمل للاستفادة من جهد كل مواطن، سواءً كان طالب علمٍ أم موظّف حكومي أو قطّاع خاص أو عمل شخصي حر، ضمن إطار احترام التخصص والنص والمقرر والنظرية التي استندنا إليها.
التطوّر العلمي والتقني، والاستفادة من النصوص والكتب، لا يعني الطالب الجامعي فقط، وإنّما التركيز عليه لأنّه سيكون بعد فترةٍ زمنية عنصرٌ فاعل في كل مؤسساتنا الوطنية، خاصة أو عامة أو عمل شخصي مستقل، لن يكلّف شيئاً للمؤسسات سوى استنهاض الجهود، وتحمّل المسؤولية الوطنية، ضمن إطارٍ نظري أكاديمي مدروس ومحدّد، بعيداً عن الجمود والحفظ البصم، لأنّ لكلّ مقامٍ مقال، ولكل وقتٍ حكمه، إنّما البحث عن الأسلوب الأفضل لتقديم المعلومة، واستثمارها ضمن المتاح لنا، وتطوير ما بين أيدينا لتحقيق الشعار الجدي لضغط النفقات ومنع الهدر، للانطلاق نحو الطريق الصحيح المؤدي لزيادة الإنتاجية، المؤدية لتحقيق وفرٍ، يؤدي إلى زيادة موازنة المؤسسة، بما يعود للوطن ككل، فالإطار النظري هو الأساس، ولكنّه ليس الهدف والخاتمة، إنّما أرضية خصبة للتطوّر والحيوية والنشاط والإبداع، بما يناسب إمكاناتنا وقدراتنا ومواردنا، آخذين بالاعتبار التحديّات والمعوقات التي قد تعترضنا، فلن تفيدنا النصوص إن لم تنطلق من حاجاتنا وأهدافنا، ولن تفيدنا تجارب الآخر إن لم تنطلق من واقعنا وإمكاناتنا، ولن نستفيد من الأبحاث العلمية والعملية في جامعاتنا ومراكز الأبحاث والدراسات ومراكز التدريب حتى طلبتنا خارج سوريتنا إن لم ترتبط بواقعنا المعاش والرؤى لتطويره ضمن إطار عملٍ جماعي ضمن كل تخصص، لا سيّما في المجال الإعلامي، فنحن لسنا بحاجةٍ لتقليد الآخر لأنّها تعني التبعية، ولا تنفيذ ما يريده البعض مما يعني الغوص في رمالٍ تعرقل العمل المؤسساتي والوطني تحت حججٍ مختلفة، إنّما صناعة رأي عام عبر مواكبة التطوّر العلمي والتقني، وابتداع أفضل السبل انطلاقاً من الأرضية التي نعيش بها والهدف المنشود لنا، لربط العلم بالعمل بالمعلومة، واستقطاب الرأي العام وفق الرؤى والتوجّهات والمبادئ الثابتة الراسخة التي نؤمن بها، بما يؤدي للاستثمار الأمثل للموارد المادية والبشرية بشتّى أشكالها وأنواعها وتخصصاتنا.  
إن الانفتاح الذي يدّعيه البعض ويطالب به ليس إلا شكلاً من أشكال التبعية، إن لم يكن مدروساً، وتفعيل التفكير الجدي المنطلق من امكاناتنا وقدراتنا والمهام المطلوبة منا، والقدرة على خلق التحديّات والارتقاء بكلّ مؤسسة للهدف المنشود، لاستمرار صمودها والتطوّر بأدائها، والحريّة والتحرّر من العادات والتقاليد لا يعني أبداً الانقلاب على الواقع، إنّما الانطلاق منه لتحقيق الهدف المنشود المدروس بدقّة وحكمة، والنشاط والإبداع في المؤسسات الوطنية، لا يعني أبداً مخالفة القرارات والقوانين والأسس الناظمة للعمل إنّما بذل الجهد واستثمار كل طاقاتنا لإنجاح المهام الموكلة إلينا، وتحقيق التوازن الفعلي والحقيقي بحكمةٍ وحنكةٍ، لا بتطرّف أو إهمال.
المؤامرة مكشوفة، فعلينا ألا نسير في ركابها، وأن نبدأ كل منا بذاته مستفيدين من تجاربنا، منطلقين من إمكانياتنا وقدراتنا وحاجاتنا، نتعلّم الدروس من حكمة وحنكة قيادتنا السياسية، وجيشنا العربي السوري البطل، الذي يضع نصب عينيه تطهير ثرى سوريتنا من الإرهاب، ضمن خطط وقواعد تؤدي إلى التحرّر الكامل عبر القضاء على بؤر الإرهاب وقطع موارده، والحفاظ على حياة أبناء الوطن.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz