دام برس:
الداء السكري diabetes هو  المرض الذي يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم حيث يعتبر السكر (الغلوكوز -  glucose) مصدراً هامة للطاقة بالنسبة للخلايا المكونة للعضلات و الأنسجة ، وهو مصدر طاقة الدماغ الوحيد.
تنظم مستويات السكر في الدم عن طريق الأنسولين ، حيث يبدأ هذا التنظيم بتناول الطعام (و هو المصدر الرئيسي للغلوكوز ) ثم امتصاص السكر من الأمعاء إلى مجرى الدم ، و عندها  بواسطة الأنسولين المفرز من البنكرياس يدخل السكر إلى الخلايا أو يتم اختزانه في الكبد مما يسبب انخفاض مستويات السكر المرتفعة بعد تناول الطعام إلى المستوى الطبيعي .  و عندما تنقص مستويات السكر بفعل الصيام أو الجهد الفيزيائي ، يقوم الكبد بعملية تحرير للسكر المختزن فيه حتى تعود المستويات لوضعها الطبيعي و بذلك يحافظ الجسم على مستوى ثابت من السكر يتراوح بين 90-110 مغ / دل.
يكتنف الداء السكري  ارتفاعاً في سكر الدم لأسباب مختلفة تسبب اختلالاً في تنظيم السكر ، ويقود هذا الارتفاع إلى مشاكل صحية  خطيرة وعديدة
ما هي أنماط الداء السكري ؟؟
يصنف الداء السكري إلى عدة أنماط  :
• الداء السكري من النمط الأول : يسمى أيضاً النمط المعتمد على الأنسولين بسبب غياب إفراز الأنسولين من البنكرياس .  قد يتطور في أي عمر ، و لكنه يظهر على الأغلب في الطفولة أو المراهقة و تظهر أعراضه بشكل مفاجئ.
• الداء السكري من النمط الثاني : يسمى أيضا ً النمط غير المعتمد على الأنسولين  ، هو الشكل الأكثر شيوعاً  يتطور في أي عمر و لكن بشكل خاص بعد سن 40 سنة و تظهر أعراضه بشكل تدريجي  .
• الداء السكري الحملي الذي يظهر خلال الحمل و قد يزول بعد الولادة.

ما هي أعراض الداء السكري؟
تتنوع الأعراض حسب شدة ارتفاع سكر الدم و أهمها :
1. العطش .
2. كثرة التبول.
3. الجوع الشديد.
4. خسارة الوزن.
5. التعب.
6. عدم الارتياح.
7. الرؤية المشوشة.
8. البطء في شفاء الجروح .
9. حدوث الإنتانات .

ماهي أسبابه ؟
لم ُيعرف السبب الدقيق للإصابة بالداء السكري من النمط الأول  ، لكن ما عُرف أن  الجهاز المناعي يهاجم الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس مما يؤدي إلى غياب الأنسولين و بالتالي ارتفاع سكر الدم ، ويعتقد أن أسبابه هي مزيج من العوامل الوراثية و البيئية التي مازالت حتى الآن غامضة.
لوحظ في النمط الثاني من الداء السكري زيادة في مقاومة خلايا الجسم لتأثير الأنسولين ، و يصبح البنكرياس عاجزاً عن إنتاج المزيد من الأنسولين لتخطي هذه المقاومة  مما يؤدي أيضاً إلى ارتفاع سكر الدم . عُزي ذلك إلى أسباب وراثية و بيئية كما يعتقد أن زيادة الوزن لها علاقة كبيرة في تطور الداء السكري و لكن العكس ليس صحيحاً ، أي ليس كل مريض سكري من النمط الثاني  يعاني من زيادة الوزن.
أما في الداء السكري الحملي  فيحدث ارتفاع في سكر الدم ناتج عن زيادة مقاومة خلايا الجسم للأنسولين بفعل التبدلات الهرمونية التي تخضع لها الحامل ، حيث تؤدي هرمونات المشيمة الضرورية لاستمرار الحمل إلى زيادة مقاومة الخلايا للأنسولين ،  يستجيب البنكرياس عادة إلى  ذلك من خلال إفراز كميات إضافية من الأنسولين مما يؤدي إلى ضبط السكر على مستوياته الطبيعية و استمرار الحمل بأمان  ، لكن في بعض الحالات يصبح البنكرياس عاجزاً عن القيام بإفراز المزيد من الأنسولين و هو ما يسبب حدوث الداء السكري الحملي.

ما هي عوامل الخطورة للإصابة بالداء السكري ؟
تختلف عوامل الخطورة حسب نمط الداء السكري .
أولاً : النمط الأول :
1. القصة العائلية.
2. العوامل البيئية المحيطة : كالإصابة ببعض أنواع الإنتانات الفيروسية.
3. وجود قصة مناعية ذاتية : حيث توجد في الجسم خلايا مناعية و أضداد تهاجم الخلايا المفرزة للأنسولين في البنكرياس.
4. العوامل الغذائية : نقص فيتامين D  و عدم الاعتماد على الإرضاع الطبيعي.
ثانياً : النمط الثاني :
1. الوزن .
2. نقص النشاط الفيزيائي.
3. القصة العائلية.
4. العمر حيث كلما تقدم الشخص في العمر كلما زادت خطورة الإصابة.
5. الإصابة خلال الحمل بالسكري الحملي تؤهب للإصابة لاحقاً بالداء السكري من النمط الثاني.
6. متلازمة المبيض متعدد الكيسات PCOS .
7. ارتفاع ضغط الدم.
8. المستويات المرتفعة من الشحوم الثلاثية و الكوليسترول.
ثالثاَ : السكري الحملي :
1. العمر : تزداد الخطورة مع تجاوز المرأة عمر 25 سنة.
2. التاريخ الشخصي أو العائلي.
3. الوزن : زيادة الوزن قبل الحمل قد تؤهب إلى حدوث السكري الحملي.

ما هي مضاعفات الداء السكري ؟
تتطور مضاعفات الداء السكري على المدى الطويل و بشكل تدريجي ، وهذه المضاعفات قد تكون مهددة للحياة أو تؤدي إلى عجز معين لدى المريض و منها :
• الأمراض القلبية الوعائية  (التصلب العصيدي ، الذبحة القلبية )
• الاعتلال العصبي : حيث تؤدي زيادة السكر في الدم إلى الإضرار بالأوعية الدموية الدقيقة المغذية للأعصاب لاسيما في القدمين مما يؤدي إلى الإحساس بالوخز أو الخدر أو الألم لاسيما في أصابع اليدين و القدمين ثم الانتشار إلى الأعلى ، و بإهمال العلاج قد يفقد المصاب بالداء السكري الإحساس في الطرف المتأثر ، و قد يؤدي تأثر الأعصاب المتعلقة بوظيفة الهضم إلى حدوث الغثيان و الإقياء و الإسهال أو الإمساك ، كما يقود الاعتلال العصبي لدى الرجال إلى حدوث ضعف الانتصاب الوظيفي.
• الاعتلال الكلوي : يخرب الداء السكري نظام التصفية الدقيق في الكلية و المكون من أوعية دموية و نفرونات مما يسبب حدوث القصور الكلوي .
• اعتلال شبكية العين : تخرب الأوعية الدموية المغذية لشبكية العين قد يقود إلى ضعف الرؤية ، بالإضافة إلى أن الداء السكري قد يزيد من احتمال الإصابة بالساد Cataract أو الزرق glaucoma .
• القدم السكرية : تحدث بفعل نقص التروية الدموية و ضعف الأعصاب مما يسبب الإصابة ببعض الأنتانات الجرثومية أو الفطرية التي تكون صعبة الشفاء و قد تؤدي إلى بتر الطرف المصاب.
• نقص السمع.
• الألزهايمر.

كيف ُيشخص الداء السكري ؟
بالإضافة إلى الأعراض توجد مجموعة من الفحوصات المخبرية التي يجب إجراؤها لتشخيص المرض ومنها :
• فحص الخضاب الغلوكوزي A1C   : و هو اختبار يقيم متوسط مستويات سكر الدم خلال الأشهر الثلاث الأخيرة السابقة للفحص من خلال قياس النسبة المئوية لسكر الدم المرتبطة مع خضاب الدم في الكريات الحمراء . يجب ألا يزيد عن 6.5 % خلال فحصين متتاليين و إلا كان المريض مصاباً بالداء السكري.
• فحص سكر الدم العشوائي : تؤخذ عينة من الدم  في أي وقت من النهار و تقاس مستويات سكر الدم ، إذا كانت نتيجة الاختبار 200 مغ / دل أو أكثر يعتبر المريض مصاباً بالداء السكري .
•  فحص سكر الدم الصيامي : يجرى الاختبار صباحا ً بعد الاستيقاظ و قبل تناول الطعام أي بعد صيام الليل ، إذا كانت نتيجة الاختبار 125 مغ / دل أو أكثر يعتبر المريض مصاباً بالداء السكري.
• اختبار تحمل السكر :  في هذا الاختبار يقاس سكر  الدم الصيامي  ، ثم يعطى المصاب كمية  من محلول سكري ليشربها و تقاس مستويات السكر كل نصف ساعة لمدة ساعتين . إذا كانت نتيجة الاختبار أكثر من 200 مغ/دل بعد ساعتين يعتبر المريض مصابا ً بالداء السكري أما إذا كانت النتيجة بين 140-199 مغ / دل  فيشير ذلك إلى أن المريض حاليا ً في مرحلة التحمل و من الممكن أن يتطور الداء السكري لاحقا ً و يجب متابعته.

ماهي العلاجات الدوائية و المنزلية  التي يمكن إتباعها ؟
• المراقبة المنتظمة لسكر الدم .
• ممارسة النشاط الفيزيائي الذي يساهم في خفض سكر الدم
• الحفاظ على الوزن الصحي من خلال  الاعتماد  على الحمية الغذائية التي تركز على الخضار و الفواكه و الحبوب الكاملة  و الألياف و تمتنع عن السكريات و الدسم
• تناول الأدوية الخاصة بتدبير الداء السكري. و التي  تشمل :
o حقن الأنسولين  أو مضخة الأنسولين  مع المراقبة الدائمة لمستويات سكر الدم بالنسبة لمرضى السكري من النمط الأول
o  مرضى السكري من النمط الثاني فيعالجون بخافضات السكر الفموية أو الأنسولين أو كليهما معا وفقاً لتقدير الطبيب .

كيف تتم العناية بمريض السكري ؟
• التعريف عن الذات : من خلال حمل بطاقة أو سوار يدل على كون المريض مصابا ً بالداء السكري في حالات الطوارئ.
• الزيارات المتكررة للأطباء لإجراء الفحوصات اللازمة :المتعلقة بالعين أو الكلى أو القلب.
• أخذ اللقاحات : يضعف الداء السكري المناعة و لذلك يجب على مريض السكري أخذ اللقاحات مثل لقاح الانفلونزا أو لقاح ذات الرئة .
• الانتباه إلى صحة القدمين : من خلال غسيل القدمين و تجفيفهما بشكل جيد و رقيق و التحقق من عدم وجود أي جروح أو قرحات أو احمرار أو توذم.
• الحفاظ على ضغط الدم و مستويات الكولسترول مضبوطة : كما ذكرنا بممارسة الرياضة و الحمية الغذائية و في بعض الحالات الأدوية.
• العناية بصحة الأسنان :  حيث أن الداء السكري يسيء إلى اللثة بشكل خاص.
• التوقف عن التدخين.
• التوقف عن تناول الكحول.
• الابتعاد عن أسباب التوتر.

كيف تتم الوقاية من الداء السكري ؟
يمكن من خلال خطوات بسيطة أن نقي نفسنا من الإصابة بالداء السكري من النمط الثاني أو نخفف من احتمالية الإصابة به و ذلك من خلال :
• تناول أغذية صحية  : قليلة السعرات الحرارية و الدسم و غنية بالألياف مثل الخضار و الفواكه و الحبوب الكاملة.
• ممارسة الرياضة :  من خلال 30 دقيقة من الفعالية الفيزيائية المعتدلة مثل المشي أو ركوب الدراجة  أو السباحة.
• خسارة الوزن .

مع تحيات شركة حلب للصناعات الدوائية – ألفا
المكتب العلمي – دمشق