دام برس _ ريتا قاجو :
برعاية وزارة الثقافة استضاف المتحف الوطني في دمشق صباح اليوم طلاباً من مركز أدهم اسماعيل للفنون الجميلة حيث قاموا بجولة للتعرف على الآثار بإشراف رواق العرفي للثقافة والتراث.
المبادرة التي قام بها الفريق تهدف إلى تعريف الطلاب بالقطع الأثرية وتاريخها كي يرسموا من وحي مشاهداتهم لوحاتهم بأفكارهم الخاصة تحت عنوان "تحية إلى تدمر" تزامناً مع الأحداث الإرهابية التي تشهدها المدينة وتهديد تراثها الإنساني وفي لقاء مع وسائل الإعلام أكد معاون وزير الثقافة الأستاذ بسام أبو غنام أن هذه الفعالية توصل رسالة لأعداء سوريا مفادها أن "تراث سوريا وحضارتها خالدة وستسمر عبر العصور والبلد الذي صنع الحضارة وصدرها للعالم لن يقوى على تدميره الإرهاب" ويضيف أبو غنام أن لوحات الأطفال المشاركين وإبداعاتهم تعكس ثقافة السوريين وتاريخهم العابق بالإنجازات والحضارة والعلم والتراث الأصيل.
الفريق الذي تطوع من أجل هذه المبادرة ضم مجموعة من الشباب والشابات الذين تفرغ كل منهم لمجموعة من طلاب المركز حيث يؤكد الشاب أبي أن العمل في هذه الفعالية كان ممتعاً خاصة أن للفعالية قيمة معنوية كبيرة يعبر من خلالها الأطفال بألوانهم وريشتهم عن تراث بلدهم وحضارته التي يحاول الإرهاب تشويهها.
دام برس التقت أيضاً مجموعة من طلاب مركز أدهم إسماعيل الذين حضروا الجولة بأعمارهم المختلفة وافكارهم المتنوعة التي انعكست على الأوراق وكانت البداية مع الطفلة جودي التي أرادت رسم الزخارف الأثرية وحدثتنا عن استمتاعها بالجولة واستفادتها من المعلومات الجديدة التي عرفتها وتقول جودي : " أجمل ما تعلمته اليوم أن تراث وأثار تدمر سيبقى في قلوبنا حتى لو دمرها الإرهاب " .
الطفل مظهر بقدونس يقول أن سوريا بلد الحضارة والتاريخ وبلدنا أقوى من كل الإرهاب وسنرسم اليوم ونوجه رسالتنا لكل العالم أن تدمر الحضارة ستبقى حية ماثلة في قلوبنا .
مايا محمد إحدى الفتيات اللواتي شاركن في الجولة وتقول في لقاء مع دام برس : " ما يحصل في تدمر يحزننا جميعاً ويجب الحفاظ على هذا الإرث العظيم كذاكرة على الأقل " ، وأضافت مايا أن الفعالية كانت ممتعة وحفزت مواهبنا في الرسم .
أغلب طلاب المركز الذين شاركوا في الفعالية كانوا من فئات عمرية صغيرة وهو ما يطرح سؤالاً عن مدى قدرتهم فنياً على رسم ما يتعلق بالتراث والآثار وفي هذا الصدد حدثنا الأستاذ حسن وهو مدرس في مركز أدهم إسماعيل ويشير إلى أن قيمة الفعالية والرسومات التي ستنتج من خلالها تهم من الناحية المعنوية أكثر من الناحية الفنية ، لافتاً إلى أن معظم الطلاب يغلب على أسلوبهم البساطة والتميز بنفس الوقت.
في نهاية الجولة جلس الطلاب في حديقة المتحف وباشروا برسم بلوحاتهم أمام كاميرات وسائل الإعلام وسيتم تجميع الأعمال تحت عنوان " تحية إلى تدمر" .