Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 09 أيار 2024   الساعة 00:34:06
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
معركة الزبداني ... خارج مرمى توقعات الارهابيين

دام برس :

تفاجأ الجميع..  مضى قرابة الشهر على بدء معركة الزبداني ومحيطها، ولم يتم تحريرها بعد من أيدي الجماعات الإرهابية المسلحة والتي على رأسها "حركة أحرار الشام الإسلامية". بدأت التكهنات السياسية والعسكرية الموجّهة، خاصة من إعلام "المعارضة السورية" والجماعات الارهابية وإعلام  وكتّاب 14 آذار حول ما يجري في مدينة الزبداني (انتصرت الجماعات المسلحة، هزم حزب الله، تزعزعت صورته العسكرية، انتهى حُلم الدخول الى الجليل … ..). وكلما طالت مدّة المعركة اشتد معها سعير الحملة الإعلامية على المقاومة ومجاهديها.

لكن حزب الله وقيادته دائما متيقّظون، هم الأقوى، هم الأقدر والأذكى. بصيرتهم نافذة، والخطط لديهم تقرأ دائما بشكل استراتيجي قبل أن يبدأ تطبيقها ميدانيًّا، وهي خطط تحيط  كامل الساحة السورية بنظرة واحدة.

تخطت الأهداف المرسومة حدود منطقة الزبداني، أهداف أقل ما يقال عن واضعيها بأنهم ذوو "عقول نَيّرة". أرادوا لعملية الزبداني أن تحقق انتصارين: الاول تمثل بإخلاء منطقة الزبداني من الجماعات الإرهابية واستكمال حماية خاصرتي دمشق الغربية والشمال الغربية بالإضافة إلى حماية ما تبقى من الحدود اللبنانية السورية. أما الانتصار الثاني فيختصر بتحرير أكبر عدد ممكن من السكان المحاصرين في بلدتي كفريا والفوعة في شمال إدلب، دون أن تكلّفهم الكثير من التضحيات البشرية والمادية في حال حصلت عملية عسكرية لفك الحصار عنهم، والتي ستأخذ وقتا طويلا بسبب بعدها الجغرافي عن أماكن انتشار القوات السورية وقوات المقاومة هناك.

وحسب مصدر خاص، مطلع على سير المعارك في منطقة الزبداني، فان "حسم المعركة كان غير مطلوب بشكل سريع، بل كان عبارة عن عمليات محدودة وفق ما هو مخطط لها، من أجل تضييق الخناق على المجموعات الإرهابية، ومفاوضتهم في مرحلة لاحقة على منطقتي كفريا والفوعة".

وبالفعل هذا ما حصل، فمنذ بداية العملية كانت قوات المقاومة والجيش السوري تتقدم، واضعة نصب أعينها أن ترتبط بإخراج سكان بلدتي كفريا والفوعة من شمال ادلب حتى لا يكونوا فريسة للإجرام التكفيري. ومعها بدأت عملية فرض حصار خانق ومماثل على مسلحي وأنصار حركة "أحرار الشام" في المنطقة.

وبعد مرور نحو 25  يوما على بدء القتال غير المجدي من جانب المجموعات الإرهابية، لاحت مؤشرات النصر "المسلحون يطلبون فتح طريق آمن لهم من أجل الإنسحاب باتجاه السلسلة الشرقية للزبداني بعدما فشلت عملية فك الحصار عنهم من قبل المجموعات الارهابية المنتشرة في السلسلة الشرقية للزبداني، ونجاح مجاهدي المقاومة في تكبيدهم الكثير من الخسائر البشرية والمادية".  ولكن هذا الطلب قوبل بالرفض لأنهم دُعيوا إلى السِّلم ولم يقبلوا به في البداية.  بالإضافة إلى أن عين المقاومة والجيش السوري كانت شاخصة إلى الشمال السوري.

بدأت المعركة تطول أكثر في ظل تعنت المسؤولين المركزيين في حركة أحرار الشام ومن ورائهم تركيا رفض إخراج الإرهابيين مقابل أهالي كفريا والفوعة من شمال ادلب. وعندما كانت تصمت اصوات المفاوضات كانت ترتفع اصوات المدافع التي كان يرافقها دائما تقدم محدود مقصود من قبل قيادة المقاومة على كافة محاور المدينة وسهلها. ليعود ويرتفع بعدها صراخ المجموعات داخل الزبداني وتعود معها المفاوضات من جديد.

ومع اشتداد الخناق بشكل كبير على إرهابيي الزبداني، وإدخال بلدتي مضايا وبقين ضمن المعادلة. وفشل كل المحاولات في فك الحصار عن المدينة من داخلها وخارجها، في ظل استبسال أهالي كفريا والفوعة في الدفاع عن بلدتيهما وتكبيد "جيش الفتح" خسائر بشرية ومادية جسيمة فاقت المئة قتيل ومئات الجرحى، اضطرت "أحرار الشام" ومن يقف خلفها الى الرضوخ والتسليم بعملية اخراج مسلحي الزبداني وعوائلهم مقابل اخراج حوالي ثلث سكان بلدتي كفريا والفوعة في المرحلة الأولى من الاتفاق.

واذا ما كتب للاتفاق الأخير النجاح الذي تبدو نسبة نجاحه عالية جدا، تكون المقاومة والجيش السوري نجحت في إنجاز الهدف الأول وهو تحرير مدينة الزبداني من أيدي المجموعات الارهابية، والذي ستنعكس نتائجه بشكل سلبي على معنويات باقي المسلحين في مضايا وبقين وسرغايا الذين بدأت تعلو أصواتهم خوفا من المستقبل.، كما حقق الجيش السوري والمقاومون جزءا مهما من الهدف الثاني.

عليه، أثبتت عملية الزبداني مرّة أخرى أن الأمور بخواتيمها، وأن المنتصر هو من يضحك في النهاية. وأن السريّة والكتمان في التخطيط أساس النجاح.  والأهم من ذلك أن ثقة جمهور المقاومة والجيش السوري بقياداتها وبصيرتها النافذة تكبر يوما بعد يوم.  لأنهم كانوا الأقدر والأذكى في هذه المعركة.  وهذا ما ستثبت نتائجه الأيام المقبلة بشكل أوضح.

العهد - علي نور الدين

الوسوم (Tags)

المسلحين   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz