دام برس :

في دليل على تردّي العلاقة بين الاطراف العسكرية الاسلامية في منطقة إدلب، بدأت “جبهة النصرة” وبعض الفصائل التي تدور بفلكها الهيمنة على الساحة التي تمكنت من السيطرة عليها قبل اشهر من الان.

منطقة ريف إدلب التي ومن المتوقع ان تكون قاعدة إمارة جبهة النصرة المواجهة لتلك التي اعلنها “داعش” في المناطق الشرقية من البلاد، تشهد إختقاناً في الوقت الراهن وصراعاً خفي بين الاذرع العسكرية لما يعرف بـ “جيش الفتح” الذي تتحالف ضمنه المجموعات الاسلامية المدعومة من تركيا وقطر. حركة “أحرار الشام” التي يبدو انها تتمايز عن “جبهة النصرة” كثيراً في الايام الماضية، رأت ان تكون بعيدة عن سياسة “البلطجة” التي تقوم بها “النصرة” وحليفها “جند الاقصى” في الريف الالدلبي عبر عمليات المداهمة والاعتقال والتعدي العشوائية.

التسريبات من إدلب تتحدث عن توتر في العلاقة بين مكونات “جيش الفتح” لا سيما النصرة – احرار الشام، بضوء قرار الاخيرة ان تعزل نفسها عمّا يجري. التردي في العلاقة نتج عنه الاسبوع ما قبل الماضي عملية تفجير في مسجد “سالم” في مدينة أريحا اثناء تحضر قادة وعناصر من “جبهة النصرة” لتناول طعام الافطار والصلاة بعدها. التفجير الذي بقيَ مجهول التفاصيل حتى الساعة، أكدت أوساط مراقبة وجود حالة من التخبط بصفوف التنظيمات المسلحة فيما بينها بريف إدلب ووجود أطراف بدأت مشوار التصدي بالقوة العسكرية لجبهة النصرة خاصة بعد التسريبات التي تتحدث عن نيتها “تثبيت ركائز الامارة والشريعة في ريف إدلب بالقوة العسكرية” وفق نفس السياق الذي سار فيه تنظيم “داعش”. الاشارة هذه، زادت من عمق الفجوة بين التنظيمات المسلحة وهذا ما إنعكس امس الأحد على الحالة العسكرية جنوب جسر الشغور حيث شاركت “النصرة” في الهجوم على مواقع الجيش السوري في “تل خطاب” دون مؤازرة “احرار الشام” الرفيق الدائم لـ “النصرة” في هذه العمليات.

تفجير مسجد “سالم” الذي فجّر الخلاف، لم تشر “النصرة” في ىسياق تعليقها على التفجير لأي دور او مسؤولية لحركة “احرار الشام” حتى ان الوقائع الميدانية لا تظهر اي مؤشر على هذا الامر، لكن الوقائع الميدانية تكشف عن خلافٍ حاد بين الاطراف المكونة لـ “جيش الفتح” مرده إلى “نوايــا النصرة في إدلب”.

وفي سياقٍ يكشف حالة التأزم في العلاقة بين هذه المكونات، داهم عناصر من “جبهة النصرة” ولواء “جند الأقصى” الأربعاء الماضي قسم الشرطة الحرّة (التابع للجيش الحر) في مدينة كفرنبل بريف إدلب، واعتقلوا عدداً من عناصره، ليفرجوا عنهم لاحقاً.

وقال نشطاء، أنّ “عناصر مما يعرف في جبل الزاوية، باسم فصيل عقاب، التابع لجبهة النصرة، وآخرين من فصيل جند الأقصى، داهموا قسم الشرطة الحرة في مدينة كفرنبل بريف إدلب، واعتقلوا عدداً من عناصره”.

وأضافت أنّ “القوة التي داهمت القسم، استولت على جميع المعدات الموجودة فيه، فضلاً عن شاحنة وسيارات جديدة، تسلّمها منذ مدة، كما أغلقت كلّ المحلات التجارية في محيط المنطقة، واعتدت بالضرب على أصحابها”، مشيراً إلى أنّ “عناصر جبهة النصرة وجند الأقصى، داهموا أيضاً قسم شرطة بلدة كفرسجنة ومدينة خان شيخون، دون صدور أي بيان من التنظيمين، حول أسباب هذه الحملة”.

وكان قد سبق ذلك حملة مداهمات نفذها مسلحو “جبهة النصرة” لمقرات تتبع لـ “حركة أحرار الشام الإسلامية” بالقرب من بلدة مدايا بريف إدلب واعتقلت مسلحين وصادرت أسلحتهم، في وقتٍ إقتحم آخرون مقر يتبع للواء “101” في ميليشيات الجيش الحر. وتعود اصل الخلافات بين “حركة أحرار الشام” و “جبهة النصرة” إلى عمليات الاقتحام والاعتقال هذه، لكن مصادر تسرب ان عمليات تهريب المازوت من تركيا والصفقات التي تدور حوله، يعتبر عامل تفجير بينهما.

ومن المعلوم، ان العلاقة ككل بين “جبهة النصرة” و “احرار الشام” ليست كسابق عهدها ايام وجود القيادة الاساسية التي ترأسها “الحموي”، وبعد نسف صف قيادة “احرار الشام” وحلول قيادة بديلة عنها، إنقلبت العلاقة وباتت تتكسّر على أمواج القيادة الجديدة التي تتخبط في الاصل فيما بينها نتيجة ظهور تيارات متضاربة في داخل الحركة نفسها ذات الدعم القطري الكامل.

الحدث نيوز - يوسف الشيخ