Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 01 أيار 2024   الساعة 22:39:07
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
بلومبيرغ: الولايات المتحدة تبالغ في ضحايا داعش

دام برس :

أسفرت الحرب ضد داعش عن مقتل آلاف المقاتلين بل وبعض القادة الميدانين، لكن قيادة التنظيم العليا ومركز سيطرته يظلان مصونين إلى حد كبير، وذلك وفقاً لمسؤولين عسكريين واستخباراتيين أمريكيين.

ونقلت شبكة بلومبيرغ الإخبارية عن هؤلاء المسؤولين وخبراء آخرين يتابعون التنظيم الإرهابي أن "مجلس شورى داعش وهيئتها الشرعية، وهما الكيانان الاستشاريان اللذان تسترشد بآرائهما القرارات المهمة التي يتخذها زعيم الجماعة أبو بكر البغدادي، يظلان مصونين من الأذى، على الرغم من الضربة الجوية التي كادت تودي بحياة البغدادي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وعلى الرغم من تسبب الضربات الجوية والحملات العسكرية في مقتل العديد من المسؤولين الإداريين الإقليميين ومن عيّنهم البغدادي (ولاة)، سارعت داعش إلى إحلالهم، فضلاً عن احتفاظها بقدرات القيادة والسيطرة".

تضارب
وبحسب تقرير بلومبيرغ، فإن هذا التقييم للتقدم المحرز ضد داعش يختلف اختلافاً حاداً عن التصريحات العلنية التي أدلى بها كبار مسؤولي إدارة أوباما والتي كان آخرها الشهر الماضي، بمن فيهم وزير الخارجية جون كيري، والمنسق الخاص للرئيس الأمريكي للائتلاف ضد داعش، الجنرال المتقاعد جون ألين، ففي فبراير(شباط) الماضي، قال ألين إن نصف قادة الجماعة في العراق قتلوا.

وفي معرض حديثه في مؤتمر ميونخ للأمن المنعقد أيضاً في فبراير (شباط)، توسّع كيري في ذلك الزعم ليشمل بالإضافة إلى ذلك قيادة الجماعة في سوريا.

وقال كيري: "لقد عطّلنا هيكل قيادتهم، وقوّضنا دعايتها، وقتلنا نصف قيادتها العليا، وضيقنا على مواردها المالية، ودمرنا شبكات إمدادها، وشتتنا أفرادها، وأجبرناهم على التفكير مرتين قبل التحرك في قافلة مكشوفة".

ومنذ ذلك الحين لم يكرر كيري ولا ألين هذا الزعم بشأن القيادة العليا للجماعة، بحسب التقرير. وتنقل بلومبيرغ عن مسؤولين عسكريين أمريكيين قولهم إنه "لا توجد تقديرات استخباراتية متَّفق عليها تؤيد زعم القضاء على نصف قيادة الجماعة".

غياب الإحصاءات
وعندما سألت الشبكة الإخبارية النقيب بالجيش جون جيه. مور، أحد المتحدثين الرسميين باسم القيادة المركزية الأمريكية، عن زعم كيري مقتل نصف قيادة الجماعة، قال: "ليس لدينا الآن نسبة مئوية فيما يتصل بتلك الإحصائية".

كما تنقل بلومبيرغ عن خبراء قولهم إن تقدير كيري يصعب فهمه، لأن تعريف قيادة داعش ليست مسألة موضوعية. وقال  الباحث المتخصص في دراسات الشرق الأدنى بجامعة برنستون، كول بونزل، إن "هيكل قيادة الجماعة مبهم، ولا يعرف أحد الكثير عن القيادة الحقيقية لمجلس شورى الجماعة وهيئتها الشرعية، واللذين يلعبان دوراً مهماً في التنظيم"، وأضاف بونزل قائلاً إن "داعش عندما أعلنت عن قرارات مهمة، مثل قرارها التوسّع في سوريا أو إعلان نفسها دولة خلافة، أوضحت أن البغدادي استشار أحد هذين الكيانين أو كليهما".

وأضاف بونزل: "يراودني شك كبير في زعم أن الاتئلاف قتل 50 % من قيادة داعش، مهما كان معنى ذلك".

وتابع فيما بعد قائلاً: "عند موت أعضاء كبار بالجماعة، فإن داعش أعلنت هذا على الملأ، لكنها لم تعلن قط موت أي عضو في القيادة المركزية منذ 2010".

ومن جهته أفادلمدير بشركة كرنونوس أدفايزوري لاستشارات مكافحة الإرهاب،  مايكل سميث، عن ظهور بعض التقارير التي تحدثت عن مقتل مسؤولين بداعش في الضربات الجوية. كما ذكر الصحفي ومنتج الأفلام الوثائقية اللبناني على هاشم أن "البغدادي أصيب في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) في ضربة جوية ضد القافلة التي كان يسير فيها".

لكن سميث قال إن "شركته التي تتابع البلاغات الرسمية لتنظيم داعش وحساباته على وسائل الإعلام الاجتماعي، لم تصادف بعد أي اعتراف بمقتل أي عضو بمجلس شورى الجماعة"، وأضاف سميث لبلومبيرغ إن "الجماعات الجهادية نمطياً تؤبن من يقتلون من قادتها".

الانضمام للتنظيم
وقال سيمث: "إذا كانت الإدارة واثقة من هذه المزاعم، فلا بد أن تذكر أسماء، لأن تسليط الضوء على هؤلاء القتلى يبرهن على فعالية حملتنا المضادة، وهذا من شأنه أن يثني الأفراد عن الانضمام إلى داعش أو تأييدها. لكن الكذب بشأن إنجازاتنا يصبّ في مصلحة لعبة العلاقات العامة التي يمارسها داعش".

وكان كيري أكثر حذراً مؤخراً، إذ اعترف في جلسة استماع عقدها مجلس الشيوخ يوم الأربعاء بأن داعش سسظل يستقطب الأنصار، وبأن هجماته الوحشية ستستمر (مؤخراً أعلن قادة التنظيم الإرهابي النيجيري بوكو حرام عن مبايعتهم البغدادي).

لكن كيري لم يكرر زعمه السابق بشأن قتل الولايات المتحدة نصف قيادة الجماعة أو استعادة الأرض التي استولت عليها. وقال مسؤولون بوزارة الخارجية إن "تغيّر نبرة كيري عند الحديث عن فعالية الضربات الجوية لم يدل على أي تبدّل في ثقته في أن المهمة تحقق نجاحاً".

وتنقل بلومبيرغ عن أحد مسؤولي وزارة الخارجية قوله إن "زعم كيري أن نصف قيادة الجماعة قتلوا استند إلى مداولات داخلية في وزارة الخارجية". وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية جين ساكي إن "تعليقات كيري على التقدم المحرز ضد داعش التي أدلى بها في ميونخ وتصريحه حول الموضوع نفسه هذا الأسبوع (متسقان تماماً)".

وبحسب تقرير الشبكة الإخبارية، يصعب الحصول على إحصاءات موثوقة عن وفيات قيادات داعش، نوعاً ما بسبب عدم اتفاق مختلف عناصر الحكومة على تعريف "القائد الكبير". ففي أعين البعض داخل دوائر الاستخبارات الأمريكية، يشير مصطلح كبار القادة إلى أعضاء مجلس الشورى وغيرهم من الوزراء الذي عينتهم داعش، لكن هناك محللين آخرين يعتبرون أن القادة الإقليميين والولاة المحليين هم أيضاً من بين كبار قادة الجماعة.

ومنح تنظيم داعش هؤلاء القادة الإقليميين قدراً كبيراً من الاستقلالية، لكنهم مسؤولون يسهل إحلالهم. فكما قال أحد المسؤولين العسكريين الأمريكيين لبلومبيرغ: "لقد قتلنا أمير الموصل عدة مرات، وقد تم إحلاله عدة مرات".

معلومات مضخمة
ثمة قضية أخرى تتعلق بالإحصاءات التي تتناول كبار القادة، وهي أن الولايات المتحدة تعتمد بشدة على الأجهزة الأمنية العراقية والكردية في الحصول على المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك استجواب من يقعون في الأسر من مقاتلي داعش. يقول بونزل: "إذا كنا نحصل على كثير من معلوماتنا الاستخباراتية من العراقيين، فمن المحتمل أن تكون هذه المعلومات مضخّمة. وينبغي أيضاً أن نتذكر أن العراقيين ظلوا لسنوات يقولون إن زعيم داعش ممثل يلعب دور شخصية خيالية، وقد تبين أن هذا ليس بصحيح".

وأضافت الشبكة "بعد ستة أشهر من بدء الحرب، يقال إن الولايات المتحدة كانت ستلحق ضرراً أكبر وأوضح للعيان بقيادة داعش لو أن إدارة أوباما كانت أقل تردداً في الانخراط على الأرض في سوريا.

واختتمت بلومبيرغ تقريرها بقولها إن "سوريا هي مقر معظم قادة داعش، وإذا كان الولايات المتحدة تريد حقاً قتلهم، فهناك بعض المتمردين السوريين الراغبين في تقديم المساعدة".

الوسوم (Tags)

داعش   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz