Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 03 أيار 2024   الساعة 01:13:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
المثلث الحدودي واحلام العدو الاسرائيلي

دام برس - الاعلامي حسين مرتضى :

هو حلم لم يولد حتى قتل، بعد أن استطاع محور المقاومة والجيش السوري تبديد كل ما زعمت به الدول الداعمة للمجموعات المسلحة انه اصبح واقعا، انه الجدار الطيب الذي هدّ فيه كل حجر، واصبح احد شواهد الانتصار للجيش السوري، وعمالة وخيانة المجموعات المسلحة.

سعد حداد جديد كان يحضر في جنوب سورية، هو خيال الكيان الاسرائيلي الذي ادى لرسم خطوط تمتد لأكثر من 70 كيلو متر على امتداد جغرافيا ريف دمشق وريف درعا وريف القنيطرة، وتطور حتى وصل الى ريف السويداء، الا ان هذا الحلم اصبح كالهباء امام ريح تقدم الجيش السوري وحلفائه في المنطقة.

القصة بدأت منذ زمن، فبعد القرار باشتراك الكيان الاسرائيلي رسميا بدعم المجموعات المسلحة في الجنوب، وهبوط اول طائرة محملة بالمساعدات الغذائية في مطار المفرق العسكري الاردني، كان قادماً مع الطائرة امر نقل غرفة العمليات من تركيا الى مدينة الرمثا الاردنية، وبمشاركة اسرائيلية واسعة، وازداد التقاطع بين المجموعات المسلحة والمسؤولين الإسرائيليين المشرفين على الإمدادات التي نقلت من المفرق الى مستوطنة اروم والتي تدار فيها العمليات العسكرية لإنشاء ما اسموه الجدار الطيب.
 

الا ان بعض المصادر تحدثت أن الامريكي احتاج لمشاورات مع قادة الكيان الاسرائيلي لفعالية هذا الجدار، وبالفعل اقتنع الامريكي، وبدأ بحث العدو حول تقديم السلاح والعتاد وتدريب المقاتلين في القنيطرة ودرعا، حيث لم تعد مسألة علاج الجرحى من جبهة النصرة واخواتها في الكيان عملية انسانية كما حاول الاسرائيلي تسويقها، بل اصبحت عملية دعم لوجستي مضاف الى ما يقدمه للمسلحين، وبدأ التسخين في الجبهة الجنوبية والذي تنبأ به روبرت فورد السفير الامريكي السابق في دمشق في ذلك الوقت، لتأتي بعدها زيارة علنية لكمال اللبواني، والذي طمأن قادة العدو ان مشروع الجدار الطيب يمضي كما يشتهي الكيان.

في هذه الاثناء، ورغم اتساع رقعة الاشتباكات والمعارك، الا ان قيادة محور المقاومة لم تكن غافلة عما يدور في الخفاء عبر الاذرع المخابراتية لكيان الاحتلال التي اعتمدت تكتيك عش الدبابير لالهاء الجيش السوري عما تفعله في تلك المنطقة. المشروع بدأ بتأمين خطّ ربط الجولان السوري المحتل مع الجزء المحرر الاخير، عبر الاشراف الاسرائيلي على ما يسمى بلواء شهداء اليرموك و لواء الحرمين الشريفين، عبر قائده النقيب الفار شريف صفوي، ويساعده أحد قادة ما يسمى جبهة النصرة المدعو خالد نصار، والذي كان يعمل سابقاً مع الوحدة 504 التابعة لجيش العدو، ما حوّل منطقة جنوب القنيطرة المحاذية لريف درعا الغربي لقاعدة أمنية استخباراتية إسرائيلية، وتشرف عليها شبكة أمان وبعناية مباشرة من ضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي يتقنون اللغة العربية.

انهيارات

وبالفعل بدأت الحرب وكان الرد على كل انتهاكات الكيان الاسرائيلي، بالذات بعد غارة مزارع الامل، من خلال عملية عسكرية واسعة ودقيقة، أحرز فيها الجيش السوري وحلفاؤه تقدماً سريعاً واستراتيجياً على عدة جبهات، وسيطرعلى الكثير من التلال والبلدات، وسط ما يشبه الانهيار الكامل للمجموعات المسلّحة، وعلى رأسها جبهة النصرة، في مختلف قطاعات مثلّث درعا ـــ القنيطرة ـــ ريف دمشق الغربي، بعد أن احكم سيطرته على بلدة دير ماكر وتلة العروس وتلة السرجة، وذلك بعد يوم من سيطرته على بلدة دير العدس الإستراتيجية. في الوقت الذي اكد فيه مصدر مطلع أن هدف العمليات التي يقوم بها الجيش في ريف درعا والقنيطرة هو تأمين الحدود مع الدول المجاورة وكسر الشريط الذي يحاولون إقامته، مع توسيع نطاق البعد الامن حول غوطة دمشق الغربية ما يعني فصل المناطق الجغرافية عن بعضها وقطع اوصال المسلحين في تلك المنطقة.

وهكذا فقد الكيان الاسرائيلي المتخبط القدرة على السيطرة في الميدان، حيث تبخر حلمه بعد فشل المجموعات المأمورة منه مباشرة كجبهة النصرة ولواء الفرقان وألوية فلوجة حوران ولواء اليرموك، بالرد السريع بسبب الكثافة النارية للجيش السوري في محيط بلدة الحارة و تلها الاستراتيجي، وعلى محور خربة غزالة الصنمين، ما شكل عبءً اضافيا على الكيان، ليندثر الحلم قبل ان يولد، وتضيع جهوده مع الريح، وينتقل لمرحلة الصراخ والمطالبة عبر مندوبه في الامم المتحدة بعودة قوات الفصل الدولية الى القنيطرة .

ومع هذا التخبط الميداني والثقة الكبيرة في التقدم الثابت لمحور المقاومة في جنوب سورية، كان للإعلام الاسرائيلي رأي اخر، حيث اعتبر المحلل الإسرائيلي إيهود ياري عبر القناة الثانية في الكيان، " أن تقدم الجيش السوري في المنطقة سيخلق مشكلة لإسرائيل"، لتتحدث باقي الوسائل الاعلامية عن عدم قدرة المسلحين على وقف التقدم للجيش السوري، وأنّ الهدف المقبل سيكون السيطرة على تل الحارة.

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz