دام برس :

ربما يذهب بعض الأشخاص لتنظيف المراحيض وجلب الماء لمقاتلي "الدولة الإسلامية"، ولكن "الجهادي" الهندي الذي سافر إلى العراق للقتال الى جانب الجماعة المسلحة عاد الى وطنه تسبقه خيبة أملٍ كبيرة، بعد اكتشاف أنّه كان مجرّد "بوّابٍ مجيد" بدل أن يكون "مقاتلًا مجيدًا".

أريب مجيد، وهو طالب هندسة يبلغ من العمر 23 عامًا من مدينة مومباي، انضمّ الى صفوف "الدولة الإسلامية"، التي تعرف أيضًا باسم "داعش"، مع ثلاثة من أصدقائه في أيار مايو الماضي، وقد عاد الى منزله نهار الجمعة الفائت، حيث اعتقل على الفور من قبل السلطات الهندية بتهمة الإرهاب. ومنذ فترة ليست بقليلة، يثير المتشددون الإسلاميون الذين يعبرون الحدود من باكستان المجاورة المشاكل للحكومة الهندية، التي أصبحت أكثر قلقًا بشأن التهديد الذي يشكله المتشددون المحليون، الذين يصعب تحديد أماكن تواجدهم وإلقاء القبض عليهم.

تمّت "تعبئة" مجيد وأصدقائه الثلاثة، جميعهم من منطقة مومباي، بشكلٍ متطرف على الانترنت، حيث أُعطوا معلومات الاتصال برجلٍ يدعى أبو علي، تواصلوا معه بمجرد وصولهم الى الموصل. بعد أن تسلّمهم بعض مسلحي "الدولة الإسلامية" قرب مسجدٍ هناك، توجّهوا بمجيد ورفاقه خارج المدينة الى مكانٍ مجهول حيث خضعوا لدورة تدريبية استمرت 25 يومًا، والتي كانت، حسب ما أفاد مجيد، باللغة الإنجليزية.

وقال للمحققين أنه تمّ تدريبه ورفاقه على AK-47S وأسلحة أخرى، إلّا أنّ الجماعة المتشددة تعتبر أنّ الهنود ضعيفون جسديًا وليسوا على مستوى هذه المهمة القتالية. ولم يستغرق مجيد وقتًا طويلًا كي يدرك أنّ قد غُرّر به، وأنه بالنسبة له، سيقتصر "جهاده" على القليل من الروتين الممل كالتنظيف ومساعدة أولئك الذين يقومون بالقتال الفعلي.

ووفقًا لصحيفة تايمز أوف إنديا، نقل مسؤولون في الهند عن مجيد قوله إنّ "ليس هناك لا حرب مقدسة، ولا تتلى أيّ من المواعظ من الكتاب المقدس". مضيفًا أنّ مقاتلي داعش اغتصبوا امرأةً هناك مراتٍ عديدة."

وبعد إصابته بخيبات أملٍ من نمط الحياة في "الخلافة"، قرّر مجيد العودة إلى داره بعد إصابته برصاصةٍ وبقائه دون علاج لمدة ثلاثة أيام. ولا يزال من غير الواضح كيف أُصيب إذا كان يعمل كمجرّد بوّاب. وأبلغ مجيد المحققين أنه فقط بعد أن توسّل اليهم، تمّ نقله إلى المستشفى، مضيفًا: "لقد كنت أعالج نفسي، ولكن الإصابة كانت تزداد سوءًا حيث لم يكن هناك علاج مناسب أو حتى أغذية متاحة في المخيمات."

بعد ذلك اتصل بوالده، وهو طبيب في منطقة مومباي، من تركيا في منتصف شهر تشرين الثاني نوفمبر وطلب منه المساعدة. أبلغ الوالد عن المكالمة الهاتفية لوكالة التحقيق الهندية الوطنية (NIA) والجهات الحكومية الأخرى، التي ساعدت في ترتيب عودة مجيد الى المنزل. وما زال المحققون الهنود يبحثون عن تفاصيل الأسباب التي دفعت به للانضمام إلى هذه الجماعة المتطرفة.

سلاب نيوز