Logo Dampress

آخر تحديث : الأحد 28 نيسان 2024   الساعة 23:47:43
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
عائلة الشهيد نزار حسن تشغل وسائل الإعلام العالمية .. والاندبندنت تفرد تحقيقاً خاًصا عنها تنشره دام برس لقرائها

دام برس - بلال سليطين - ترجمة - علياء محفوظ علي :

مع وصول الجهاديين إلى بابهم ،  اختارت  ميسون و  نزار و كريم و بشر  الموت باستخدام القنابل بدلا من التعذيب والموت المحتوم على يد جبهة النصرة (باتريك كوكبرن، صحيفة الاندبندنت).

ماتزال قصة العائلة السورية التي فضلت الشهادة على أن تسمح للإرهاب أن يمسها محط اهتمام الصحف المحلية والعالمية، ومؤخراً أعدت صحيفة الانتدبندنت البريطانية تحقيقاً خاصاً عن هذه الحادثة التي شهدتها مدينة عدرا العمالية قبل حوالي شهرين، واستشهد على اثرها "نزار حسن، ميسون محلا، كريم وبشر حسن".

تحقيق الإندبندنت وصف قصة هذه العائلة بأنها رهيبة لكنها تلقي الضوء على أهوال الحرب السورية.

التفاصيل:

نصير محلّا  موظف حكومي في منتصف العمر روى القصة المرعبة بصوت هادئ و دقيق، ولكن خنقته الدموع في  النهاية وهو يتحدث عن اللحظات الأخيرة لشقيقته ميسون وزوجها مع طفليهما كريم و بشر .

يقول أن العديد من السوريين الآخرين عانوا مآسي مماثلة، ولكن في حالات قليلة  جداً يتم معرفة  كيف فكّر الضحايا  بدقة حول مصيرهم المحتوم.

نصير ، رجل يرتدي بأناقة  بدلة بنية اللون، يقول أن مكالمة هاتفية  في الصباح الباكر 6:30  من جيران شقيقته كانت من أعلمه أن عائلة شقيقته في خطر، حيث قالوا له أن  المسلحين، الذين كان يدعوهم دائما "الإرهابيين"،  قد دخلوا المدينة الصناعية في عدرا - والتي تقع 12 ميلا إلى الشمال من دمشق- و كانوا يأخذون الرهائن.

حدث هذا في 11 كانون الأول عندما سيطر مقاتلون من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة  و جماعة جهادية أخرى تدعى الجبهة الإسلامية، على المجمع السكني الرئيسي  للموظفين  في عدرا باستخدام المجاري القديمة للالتفاف على  القوات الحكومية.

يتذكر نصير: " اتصلت على الفور  مع أختي و طلبت منها أن تخرج و تأتي إلى بيتي في المزة.

عمل نزار كأخصائي بالعلاقات العامة لشركة النفط الحكومية في حين كانت ميسون مهندسة خريجة جامعة دمشق، وعملت  كمديرة للإسكان في عدرا، وباعتبارهما موظفين حكوميين فقد كانا عرضة للقتل من قبل المتمردين الجهاديين، ولكن ما جعل  قدرهم المرعب  محتوماً _ على الرغم من نمط الحياة العلماني جدا – هو انتمائهم للطائفة العلوية ، وهي فرع من المذهب الشيعي  و ينتمي إليها  الرئيس بشار الأسد و كثير من النخبة الحاكمة السورية .

ضحايا الحرب:

يتم إجلاء سكان عدرا خلال قتال عنيف، يعتقد الجهاديون الذين سيطروا على عدرا أن العمل لدى  الدولة أو الانتماء إلى  أي أقلية دينية - العلويين والمسيحيين والدروز .-  هو سبب كافي للموت . أخبرت ميسون شقيقها أنها لم تجرؤ على إتباع نصيحته لمغادرة منزلها  لأن المتمردين كانوا "أمام باب المبنى و هم أيضا على الأسطح" وحتى مع ذلك ، اقترح نصير أن  تذهب مع الطفلين - كريم 16 عاما و بشر 5 أعوام- فقد يسمح لها الجهاديون بالمرور .

أجابت ميسون " يبدون مرعبين جداً و أنا خائفة، نظرت من  النافذة و رأيت أن  الإرهابيين قتلوا شخصاً من قوات الدفاع الوطني ( قوات موالية للحكومة ) بسكين كبيرة، شرحت ميسون لنصير أنهم أوصدا باب منزلهم بقوة و لكن  اذا اقتحم الجهاديون المنزل فحينها ستنفذ  الأسرة بأكملها قرارا بالغ الأهمية : بدلا من التعذيب و الموت المحتم على يد جبهة النصرة  فسوف يموتون كأسرة واحدة  بتفجير قنابل حصل عليها نزار الذي لم يبدو أنه يملك بندقية .

وفقا لـ نصير فقد سادت الفوضى بقية اليوم، اتصل جميع أقارب الأسرة المحاصرة بهم  على الهواتف الأرضية والمحمولة في محاولة لتهدئتهم والتخفيف من روعهم ، وفي حوالي منتصف الليل ، اتصل وليام - ابن نصير البالغ من العمر 25 عاما و يعيش في حلب - بعمته و ردا على سؤال حول الوضع أجابت ميسون : " إنهم يحاولون الوصول إلى المنزل"، سمع وليام طلقتين  ناريتين، كررت ميسون ما قالته سابقاً  أنهم سيفجرون أنفسهم اذا دخل المسلحون إلى المنزل. ثم صرخت : " هم داخل المنزل ، وليام، هم داخل المنزل وعلينا أن نقول وداعا . اغفروا لنا" ، ثم سمع انفجار.


توقف نصير عن رواية القصة و وضع يديه على عينيه وهو يحاول كبت  تنهداته، وبعد لحظات قليلة  تابع القصة  اتصل وليام  به و قال : "هم الآن في يد الله". حاول  نصير مكالمتهم عبر الهاتف الثابت و الهواتف النقالة و لكن لم يكن هناك أي رد،  مكث في المنزل مع عائلته في دمشق وقال لهم " لا نستطيع أن نفعل أي شيء ، وهم الآن الشهداء".


يعطي نصير بعض المعلومات الأساسية حول نزار و ميسون : "لقد كانوا عائلة رائعة وكانوا مثل الديمقراطية الصغيرة فاعتادوا على مناقشة أي أمر  يريدون فعله  و إذا عارضهم بشر ذو الخمس سنوات بشيء ما فلا يقومون به " . كان نزار  شديد العلمانية - " اعتدت أن أسميه بالمتطرف العلماني " – و تظهر  صورا للعائلة فيها  كريم ذو الشعر الطويل و والدته بشعرها الأشقر وبدون الحجاب. لقد كانت تعمل جاهدة في محاولة للحصول على السكن للاجئين من دوما وهي معقل للمتمردين و  ليست بعيدة عن عدرا. وكان الكثير من  أماكن الإقامة الطارئة  في مجمع سكني لم يكتمل بناءه بعد  فلم يكن هناك زجاج على  النوافذ و أي أثاث يقول نصير ، ومن الواضح  أنه كان مقرّباً جدا من شقيقته ، : " اعتدت أن أتصل بها كل ليلة و كانت تقول : أنا متعبة جدا من إعداد هذه المنازل التي ليست معدّة للسكن"

لم تنتهي  القصة بالانفجار  وموت الأسرة الواضح .  في 3:00 صباحاً من  اليوم التالي  تلقى نصير مكالمة من شقيق نزار، الذي قال : " اتصل  نزار  بي ولكن تم قطع الخط  . " نصير على الفور اتصل  بالشقة المنكوبة و تم الرد عليه. وسأل: "ماذا حدث ، نزار ؟ " أجاب نزار بصوت مغمغم متألم  : " بشر توفي و أصيبت ميسون وكريم بجروح بالغة و نزيف و هي لا تتحرك. أعتقد أنني لن أنجو ولكن من فضلك حاول أن تفعل شيئا لهم، حاول نصير تشجيع نزار  ولكن تحدث " أخيرا  لا بد أن الهاتف سقط من يده . كانت تلك كلماته الأخيرة التي سمعتها"

كما أن ما حدث بعد ذلك ، ويقول نصير التفاصيل غير واضحة. وقال بعض الجيران في عدرا في مكالمة هاتفية وحيدة  كانوا قادرين على إجرائها  أنهم ذهبوا إلى الشقة و جدوا نزار ، كريم و بشر موتى، ورجل ميسون قد قطعت و لكنها كانت على  قيد الحياة  فأخذوها إلى شقتهم .


ثم يأتي تطور رهيب نهائي  لهذه القصة . سناء ابنة نصير تدرس في دمشق و كذلك يدرس هناك أطفال الأهالي الذين تمكنوا من الفرار من عدرا. سألت سناء احد الأطفال إن كان يعرف ميسون  فقال " إنها المرأة التي قطع المتمردون رجلها و سحلوها بالسيارة ". أغمي على سناء حالما سمعت ذلك . 

تزداد وحشية الحرب الأهلية السورية سوءا كل أسبوع. يستخف  كل جانب بالفظائع التي يرتكبها  ويدعي  بأنها انتقام لشيء أسوأ قام به أعدائهم. يشرح نصير لماذا قررت  شقيقته و زوجها و أطفالهما  قتل أنفسهم : إنهم يعتقدون أن " الجهاديين سيقتلون الطفل  الأصغر أمام أمه ويغتصبون  الأم أمام الزوج.  إنهم سيعذبون الرجال ومن ثم يقتلونهم  جميعا على أية حال. من الأفضل أن يموتوا بأيديهم".

ما زالت الروايات عن ما حصل لباقي سكان عدرا مختلطة.  . لقد تحدثت إلى بعض من 5،000 لاجئ  غادروا بموافقة  جبهة  النصرة و الجبهة الإسلامية في 30 كانون الاول و يوجد  بعضهم الآن في مصنع الاسمنت الكبير.  قالوا أن الجهاديين أمروهم  بالنزول إلى الأقبية و البقاء فيها.  يتراوح عدد الأفراد الذين أعدموا بين 32 و 80.  هناك بعض الروايات أن طبيبا محليا مسيحيا يدعى الدكتور جورج قد تم قطع رأسه، أما عمال المخابز الذين حاولوا الدفاع عن آلاتهم و حمايتها من السرقة فقد تم شوائهم في الأفران.

يتساءل العديد من السوريين الذين يعملون لحساب الحكومة أو ينتمون إلى أقليات ماذا سيفعلون لو وصل  الجهاديون إلى  بابهم.

المصدر

صحيفة الاندبندنت البريطانية:

الأحد 9 شباط 2014

باتريك كوكبرن
الصراع  في سوريا : عائلة عادية ... حرب رهيبة

http://www.independent.co.uk/voices/comment/syria-conflict-an-ordinary-family-a-terrible-war-9117079.html?fb_action_ids=785326291497335&fb_action_types=the-independent%3Astrongly_agree&fb_source=other_multiline&action_object_map=%5B1423693391202298%5D&action_type_map=%5B%22the-independent%3Astrongly_agree%22%5D&action_ref_map=%5B%5D

 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz