Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 09 أيار 2024   الساعة 00:34:06
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
أين أصبحت هدنة الفوعة – الزبداني؟

دام برس :

بعد مرور ما يقارب الشهر على التوصّل لإتفاق يقضي بترسيخ هدنة طويلة الأمد في مدينة الزبداني تكون مقدّمة لحل الأزمة والقتال في سلّة واحدة متكاملة تجمع معها مدن الفوعة – كفريا في ريف إدلب الشمالي، لا زالت الهدنة تراوح مكانها دون أي تقدم او تطوّر، ما يطرح علامات إستفهام حول مصيرها خاصة في ظل الغيوم الملبّدة في سماء منطقة إدلب ومحيطها.

الهدنة ذات الـ “6 أشهر” طرحت إنقساماً عامودياً بصفوف مسلحي إدلب بين من هو مؤيد ومعارض لها، وصل ذلك إلى حلب مع دعوات ما يسمى “حزب التحرير” المتشدّد برفضها وطلب إسقاطها عبر إصدار فتاوى دينية تُجيز ذلك تحت ذريعة “عدم جواز الصلح مع النُصيريّة والروافض”، كلام سُمع صداه في العديد من مناطق إدلب ذات النفوذ الخاضع لـ “جبهة النصرة” وكتائب إسلامية متحالفة معها أعلنت رفض الإتفاق علناً، وأخرى تابعة لـ “الجيش الحر” رفضت إستبعاد مناطقها عن الهدنة مطالبين بضمّها وإلا فـ “لا هدنة ستمر”.

التخبّط في صفوف جماعات الميليشيات المسلحة دفع إلى تأزيم الوضع وتأخير تنفيذ بنود الهدنة التي تمّ تقسيمها لعدة بنود ومرحلتين تبدأ بتفيذ البند الأوّل وهو إخراج الجرحى والمدنيين من الزبداني – الفوعة – كفريا، وفي حال نجاح ذلك يصار للانتقال إلى البند الثاني المتضمّن إخراج المسلحين من مناطق النزاع نحو منطقة ريف إدلب على ان يطبّق الثاني في حال تطبيق الأول. ما زاد الطين بلّة هو تذرّع المسلحين بالتدخّل الروسي لإتخاذه للهروب من تنفيذ البنود، ما أدخل الهدنة في حالة مراوحة كاملة الهدف منه إبعاد الرأي العام عن المشاكل الداخلية التي عصفت بهؤلاء جراء الإتفاق ورمي فشلهم في التوصّل إلى رأي موحّد على التدخّل الروسي.

“الهدنة في ركود” تجمع مصادر “الحدث نيوز” “الوسطية” على ذلك. المصادر التي كانت قد شاركت في عملية التفاوض سابقاً في الميدان، ترى ان تأزّم الموقف لدى المسلّحين عرقل إستكمال تنفيذ البنود، وبعد شهر نحن “مكانك راوح”. المشكلة تلخّص في أساسها برفض فتح طريق بلدة “سراقب” بعد أن أبدى مسلحيها معارضةً شديدةً لتنفيذ الإتفاق بحجة “عدم شملهم بالإتفاق”. محاولات عديدة جرت لإقناعهم عبر الوسطاء، للتراجع عن إغلاق الطريق أمام الجرحى من الفوعة – كفريا، ما زادتهم إلا تعنّتاً وصل حد التهديد بتفخيخ الطريق ونسف أي حافلة تخرج. “لا يمكن لأهل سراقب ان يقدموا على هذه الفعلة لول التحريض من قبل النصرة” يقول مصدر في “لجنة تطبيق بنود الهدنة” لـ “الحدث نيوز ويضيف: “هؤلاء ليسوا من النصرة، لكنهم إسلاميو الهوى”. لغاية اليوم، لم يتم التوصّل لحل بديل لإخراج الجرحى تطبيقاً للبند الأول.

يُلمّح المصدر إلى “الدور الروسي”، فالجماعات المسلحة إستغلّته في محاولة الإستمرار في عدم تطبيق بنود الهدنة، وما زاد الأمر تعقيداً، ان منطقة ريف حماة الشمالية، وهي المقر الذي كان من المفترض ان يصله أهالي الفوعة – كفريا، تشهد حالياً معركة عسكرية أسهمت في زيادة العرقلة من طرف المسلحين ومحاولة إتخاذها ذريعة لوقف تقدم الجيش السوري وإيقاف نزيفهم على جبهة يخسرون فيها المناطق تدريحياً.

عدة “مصائب (كما يقول المصدر) إجتمعت في واحدة” على الرغم من النوايا السليمة التي رافقت عملية الإتفاق، هنا يلمّح إلى ما حصل من تبادل بين حزب الله – الجيش السوري من جهة، وبين مسلحي أحرار الشام في الزبداني بعد يومين من التوصّل للهدنة، يومها قام حزب الله بإخراج جريحين من المسلحين نحو لبنان مقابل الإفراج عن جثث تعود لجنود في الجيش السوري ومقاتلين من حزب الله بينهم الشهيد “عماد إسماعيل” الذي سقط في الأيام الأولى للمعركة.

مصير الهدنة إذاً “ليس في دائرة الخطر، لكن الأمور ملبدّة”، وعليه، يمكن للتنفيذ أن يأخذ وقتاً. يخشى المصدر هنا أن يقوم المسلحين بإسقاط الإتفاق في حال وصول المعارك إلى أرياف إدلب الحساسة والإنتقال إلى الهجوم على الفوعة – كفريا في سيناريو يندرج نحت خانة “الضغط” لإيقاف تقدم الجيش السوري، كما انه يُلمّح إلى إمكانية تمرير فترة الـ 6 أشهر من قبل الجيش السوري والمقاومة في حال عدم إلتماس جديّة في تنفيذ البنود، ومن ثم العودة إلى القتال، وهنا تكون الذريعة ان الجماعات المسلحة هي المسؤولة عن إسقاط مساع الحل وهي من ضرب الهدنة عرض الحائط.

حال الزبداني:

تؤكد مصادر “لجنة تطبيق الإتفاق” لـ “الحدث نيوز”، ان هناك أعداداً كبيرة من الجرحى في صفوف المسلحين دخل المدينة فضلاً عن وجود آخرين من المدنيين الذين باتوا جوعى. وتؤكد المصادر، ان المباحثات مع طرف حزب الله – الجيش السوري، سمحت قبل أيام بإدخال مساعدات إنسانية – طبية إلى الداخل في ل الحصار بعد إتفاق على إدخال قوافل شبيهة إلى الفوعة – كفريا، لكن ذلك لا “يسد من جوع” كما قالت.

حال الفوعة – كفريا:

الأمور أسوأ، هناك حالات خطيرة من الجرحى الذين يحتاجون لعناية طبية خاصة، هؤلاء يرقدون بين الحياة والموت علماً ان قسماً منهم توفي فعلاً بعد عدم التمكّن من إخراجهم نتيجة العراقيل المستحدثة على طريق سراقب، وآخرين يحتاجون لعمليات جراحية وعملية التأخير زادت أوضاعهم سوءاً بعد النقص الحاد في الأدوية الطبية نتيجة توقف إمداد الطيران المروحي منذ إعلان الاتفاق، بالإضافة إلى نقص بالمواد الغذائية الذي أدى إلى انتشار أمراض التهاب المعدة بين الأطفال بسبب نقص التغذية.

عسكرياً، تتقاطع المصادر حول خروقات المسلحين “شبه اليومية للإتفاق” خاصة مسلحي “سراقب” الذين يعمدون بشكلٍ دور للتسلّل وإطلاق الرصاص على دشم اللجان الشغبية، يبادلهم بهذه الافعال مقاتلون من “جيش الفتح”، لكنه لا يصدر اي رد من قبل “اللجان الشعبية” حفاظاً على ما تمّ التوصّل إليه ولعدم ترك ذريعة للمسلحين.

الحدث نيوز - عبد الله قمح

الوسوم (Tags)

المسلحين   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz