Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 14 أيار 2024   الساعة 13:00:35
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
’’النصرة لاند’’ في عرسال؟

دام برس :

بعدما شارفت مواجهته لـ «جبهة النصرة» على نهاياتها الحاسمة غرب القلمون، لا يبدو أن «حزب الله» سيستغرق وقتاً طويلاً في حسم معركته ضد تنظيم «داعش» في شرق السلسلة الشرقية. إعلان الحزب عن بدء المعركة ضد هذه الأخيرة، لا يعني بالضرورة الدخول في جولات طويلة من المواجهات المفتوحة. فكلام السيد نصرالله عن عدم الالتزام بسقف زمني في الحرب، التي يخوضها حزبه ضد المسلحين في منطقة القلمون، لا يتعارض البتة مع سرعة الحسم واقترابه.

المعلومات الموثوقة تفيد أن معركة الحزب مع «داعش» في جرود القاع ورأس بعلبك وما يحيط بهما، ستكون أكثر يسراً وأقل كلفة من معركته مع «النصرة». أسباب ذلك عديدة، منها أن التنظيم أقل عددا (600 الى 800 مقاتل) من الجبهة (1200 مقاتل)، وأن التجربة الميدانية قد كشفت عن حقيقة كون مقاتلي «داعش» أقل شراسة وضراوة في القتال من مقاتلي «النصرة». إضافة الى أن التموضع الجغرافي للدواعش أكثر صعوبة، حيث أنهم محشورون بين فكي كماشة مقاتلي الحزب غرباً والجيش السوري شرقاً عند الحدود السورية على أطراف بادية حمص، بخلاف تموضع مقاتلي «النصرة» الذين يتخذون من عرسال البلدة، ومخيمات اللاجئين السوريين خارجها، ملاذاً لهم للاختباء والتموين.

اقتراب الحسم في الجرود على جبهتيها الداعشية والنصرتية، يضع تواجد المسلحين في عرسال برسم السؤال عن معالم المرحلة المقبلة، وكيفية تعامل الحكومة اللبنانية مع معضلة تحول البلدة الى ملجأ آمن للإرهابيين؟

لا شيء يوحي بجدية الحكومة اللبنانية في معالجة المعضلة العرسالية عسكرياً. ثمة فريق في لبنان لا يريد للجيش أن يستكمل في عرسال ما بدأه الحزب في الجرود. المرجح أن تتحول البلدة الى أرض لبنانية خارج السيادة اللبنانية على غرار المخيمات الفلسطينية، وليس على طريقة إعلان الإمارة، منعاً لاستهدافها عسكرياً. وبالتالي من المستبعد «توريط» الجيش في معركة لاستعادتها، بذريعة الحساسيات المذهبية، وبحجة عدم تكرار تجربة مخيم نهر البارد.

لكن مهما يكن، فإن تطهير القلمون من الإرهابيين يجعل من عرسال ورقة ضعيفة التوظيف بالاتجاه السوري، وبؤرة مقطعة الأوصال عن محيطها اللبناني، حيث سيتم التعامل مع المسلحين فيها بحزم سواء من قبل «حزب الله» او الجيش في حال أرادوا التمدد الى خارجها. فإنهاء الحزب للتواجد الإرهابي في الجرود سينتج عنه عزل عرسال عسكرياً والحؤول دون تحويلها الى «نصرة لاند» على طريقة العرقوب. ذلك أن فريقاً لبنانياً كان يطمح الى شرعنة وجود «النصرة» في لبنان وتحويل البلدة الى منطلق لعمليات المسلحين بوصفهم معارضة سورية «شرعية» ضد النظام السوري غير «الشرعي»، على غرار ما كانت عليه حركة «فتح» في عملياتها ضد الإسرائيليين انطلاقاً من العرقوب تحت غطاء اتفاقية القاهرة.

ثمة ما لا يقبل اللبس في المشهد اللبناني، بأن إبقاء عرسال بمنأى عن المواجهة العسكرية مع الجيش، يمهد الى جعل تواجد الإرهابيين فيها أمراً واقعاً ومألوفاً. بعض الساسة اللبنانيين يعمل على حسن «استضافة» «جبهة النصرة» في لبنان، ويصر على نزع صفة الإرهاب عنها. وليد جنبلاط اختزل مجزرة الجبهة بحق الدروز في إدلب الى إشكال فردي، فيما لم ينقص سمير جعجع سوى القول بأن من قام بالمجزرة هم عناصر غير منضبطة من «النصرة»، حيث طالب باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار ما حصل. هذا ولن يكون مستغرباً اذا ما سمعنا قريباً أحد مسؤولي «تيار المستقبل» وهو يعلن أن «ثوار» النصرة ارتكبوا المجزرة.. وهم في حال الدفاع عن النفس!

السفير - حبيب فياض

الوسوم (Tags)

النصرة   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-06-13 16:35:15   حكومة لبنانية
هل يوجد حكومة لبنانية اصلا ؟؟
حسين  
  2015-06-13 16:23:19   النصر
نصر الله ابطال المقاومة حزب الله
دريد قاسم  
  2015-06-13 08:49:33   المقارنه خطأ! !!
فتح كانت تقارع العدو الصهيوني بينما النصره تدمر يلد عربي و النظام اللبناني تلك الأيام لم يكن أفضل من نظام الملك عبدالله ابن اليهوديه اليوم.
علي أحمد ناصر  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz