Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 08 أيار 2024   الساعة 14:04:40
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
بانقلاب ميليشياوي .. أجناد الشام لـ زهران علوش: «كش طرطور»

دام برس :

أعلن ما يسمى الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام انتقال قيادة الميليشيات في غوطة دمشق الشرقية من الإرهابي «زهران علوش» إلى نظيره «أبو محمد الفاتح»، في خطوة تقصي زعيم الميليشيات الأكثر جدلية في الغوطة من منصبه بعد غيابه لمدة شهرين متنقلا بين تركيا ودول أخرى منها السعودية، لشحذ همم الداعمين لرفع سوية التسليح للميليشيات المسلحة في الداخل السوري، فعلوش الذي أعلن نفسه في وقت سابق «خليفة» للغوطة، مستعدياً في سبيل ذلك كل من جبهة النصرة و تنظيم داعش وعدد من الميليشيات التي رفضت "البيعة"، سقط في فخ لا يغيب الدور السعودي عنه، فعلى ما يبدو ثمة تنسق غير مرغوب به من قبل السعوديين ما بين علوش والمخابرات التركية، الأمر الذي يهدد المصالح والمكتسبات السعودية في الملف السوري إذا ما تم تحول ولاء علوش وزمرته إلى الجانب التركوقطري، خصوصاً وإن السعودية غير مرتاحة بالمطلق لمجريات الحدث في الشمال السوري، حتى مع مشاركتها في تمويله، فالميليشيات المقاتلة في الشمال ضد الدولة السورية ذات ولاء يدين بمجمله إلى قطر وتركيا، بكون هذا المحور الثنائي يملك نفوذا واضحاً في صفوف كل من جبهة النصرة والإخوان المسلمين، وكلهما تنظيمين غير مرحب بهما من قبل آل سعود.

وفي صورة أخرى، يمكن القول إن كل من تركيا وقطر تمكنتا من اختراق ميليشيا علوش وتوصلتا إلى شراء ولاء قيادات الصف الثاني الذين انقلبوا على زهران مخرجين بذلك آل سعود من المشهد الساخن في الريف الشرقي لدمشق، وهذا احتمال أقرب للصواب، بكون الصراع بين الميليشيات، هو انعكاس لواقع الصراع بين المحور الثنائي الذي تشكله قطر وتركيا من جهة، ونظام آل سعود من جهة أخرى.

ما جرى في الغوطة إن منافسي علوش، أجبروا المدنيين في الخروج في مظاهرات تطالب بتنحية زهران علوش، وهذا المشهد يخدم التعبئة الشعبية ضد رجوع زهران إلى الغوطة، الأمر الذي يستفاد منه من قبل المنافسين للصعود إلى الضوء بعد أن هيمن علوش على المشهد الميليشياوي في الغوطة، من خلال تصفية البعض واعتقال الآخر، في حين رضخ بقية عناصر الميليشيات للأمر الواقع، وعلى الرغم من إن السكان في الغوطة -بنسبة كبيرة منهم – مجبرين على البقاء في المناطق الساخنة ليكونوا دروعا بشرية تحمي الميليشيات من تقدم القوات السورية برياً، وبكون الصراع على تزعم الميليشيات في الغوطة لا يعنيهم بقدرما يعنيهم البقاء على قيد الحياة، وسط ظروف صعبة على المستوى المعاشي نتيجة لتحكم الميليشيات وخصوصاً جيش الإسلام التي كان يقودها «زهران علوش» ببيع المواد الغذائية وأسعارها الخيالية، إلا أنهم كانوا مجبرين على المشاركة في التظاهرات التي تنادي بعزل علوش وتنصيب "أبو محمد الفاتح".

الانقلاب الميليشياوي الذي أكده بيان "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" جاء مؤكداً لما تم تداوله قبل مدة قصيرة من تنحية علوش، إلا أن قيادة جيش الإسلام سارعت إلى نفي الأمر وقتها، وإن كانت نتائج هذا الانقلاب على زهران غير واضحة الآن، إلا أن المنطق يفرض بأن الاقتتال سيعود قريباً إلى الساحة بين مؤيدي علوش وخصومه، ما سيمنح كل من جبهة النصرة وداعش الفرصة للاصطياد في الماء العكر، من خلال الدعوة للانخراط في صفوف التنظيم أو التمدد نحو المناطق المتواجدة فيها ميليشيا علوش والسيطرة عليها بالاستفادة من الفوضى الميليشياوية الموجودة في الغوطة الشرقية.

مصير زهران علوش بعيد الانقلاب سيكون بسيطاً، شقة سكنية إلى جوار "جمال معروف" قائد ما كان يعرف بـ "جبهة ثوار سوريا"، والذي أقصته جبهة النصرة من المشهد بعد القضاء على قوته وإجباره على مغادرة ريف إدلب وعدم العودة، وإذا ما كان معروف قد خرج مهزماً في حربه تلك، فإن زهران بات أشبه بالمنفي من قبل زمرته، الأمر الذي يثير السخرية من مصير قادة الميليشيات المسلحة في سوريا، خصوصاً المحسوبين على المخابرات السعودية، ليقول خصوم علوش للأخير: «كش طرطور»

عربي برس - محمود عبد اللطيف

الوسوم (Tags)

المسلحين   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz