دام برس :

قد يكون عددهم قليل اولئك الذين لم يسمعوا بما يسمى (سجن التوبة), لكن الغالبية ليسوا كذلك. كثيرة هي الاراء التي اجتمعت على ان السجن الداعي للتوبة والتابع للمدعو "زهران علوش" قائد ما يسمى جيش الاسلام ومعقله مدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق , من افظع معتقلات المجموعات المسلحة وأكثرها بطشاً وعنفاً والذي اكتسب صيتاً ذائعاً لشدة ما يلحقه بالمعتقلين من ظلم وتعنيف, سواء أكان السجين كبيراً أو صغيراً أم كان عسكرياً أو مدنياً وحتى النساء لهم نصيب من بطشه, هذا ما نقله بعض الفارين والذين كتب لهم ولادة جديدة بخروجهم منه.  ومن المعروف ان سجن التوبة هو احد اكبر واخطر المعتقلات في الغوطة الشرقية, حيث نقلت تقارير تقول أن القائمين على السجن لا يسمحون لأحد بالدخول إليه أو التصريح عن موقعه إلا إذا كان من التابعين لهم حتى لا تتم مهاجمته من فصائل مسلحة أخرى, وقالت مصادر أن هذا الحرص الشديد على إبقاء مكان السجن سرياً ينبع من قيام "زهران علوش" باعتقال بعض قيادات الجماعات المسلحة فيه بعد أن وجهت لهم عدة تجاوزات, لذل وخوفاً من هجوم أنصارهم وعناصرهم المسلحة أُبقي مكان السجن من الأمور السرية.

40 مسلحا يفرون من التوبة :

اللافت في الموضوع هو خبر كانت قد تناقلته "التنسيقيات" عن هروب 40 مسلحا مما يسمى "جيش الامة" من سجن التوبة في مدينة دوما منذ يومين مضوا, ممن اعتقلهم "زهران علوش" في حربه الأخيرة على الفصيل المسلح التابعين له , ذاك المعتقل الذي يفرض على منافذه حراسة لا تسمح لاي معتقل ان يكون بمقدوره التفكير بالهرب فكيف السعي له وتنفيذه!

ما يثير التساؤل هو الكيفية التي استطاع فيها المسلحون السجناء من الهرب خارج القفص المحكم الإغلاق, حيث قال متابعون أن ذلك يعني تواطؤ بعض القيادات إلى جانب الحراس في السجن من داخله وخارجه مع هؤلاء المعتقلين وإلا فلا يمكن مغادرة "سجن التوبة الحصين".

أقسام المعتقل :

ويشرف على ادارة "سجن التوبة" كل من "جيش الاسلام" و "جبهة النصرة" و "لواء أجناد الشام", هذا المعتقل الذي يتألف من /6/ مبان يعرف منها كل من "التوبة" و "الهداية" و "النساء" و "الباطون" , والذي يقبع بداخلهم الكثير من أبناء دوما وبقية مدن وبلدات الغوطة من رجال ونساء وقادة مجموعات  "الجيش الحر" بعدة تهم منها السرقة والزنا والإتجار بالمخدرات,فضلاً عن سجناء من جنود الجيش السوري تم اعتقالهم خلال معارك دارت مسبقاً مع المجموعات المسلحة.  المتهمون يساقون إلى "التوبة" بشكل تعسفي ودون دليل قاطع على إدانتهم, من قبل محكمة خاصة يديرها المدعو / زين العابدين بن الحسين/ نائب رئيس المجلس القضائي الموحد في مدينة دوما . ونقلت تقارير اعلامية أن السجن يضم أكثر من 500 معتقل من الغوطة الشرقية بينهم نساء أُسرن مع عوائلهن منذ بدء المعارك في مدينة عدرا العمالية. ومن وصل إلى سجن التوبة كان مقدرا له ان يجول بكافة معتقلات "جيش الإسلام" في الغوطة الشرقية قبل نقله إلى سجنها الأكبر , ففي مزرعة التوبة في منطقة العب معتقل آخر يمارس فيه أيضا شتى أساليب التعذيب , وغيره في مزرعة البطة , إضافة لمعتقل في أحد الطوابق الأرضية لمقر "جيش الإسلام" في بناء البحوث العلمية الزراعية والذي يشهد حراسة مشددة من قبل عناصر "زهران علوش".

كيف يعذب المعتقلون في "التوبة" :

في سجن "التوبة" أو بغيره يتفنن مسلحو "جيش الإسلام" بتعذيب المعتقلين بشتى أنواع الأساليب من الصعق بالكهرباء إلى الضرب بمختلف الوسائل وربطهم وهم واقفين لتقضي أجسادهم أشهراً معاقبة بهذه الوضعية, فضلا عن ممارسات التجويع ومنع المساجين من الخروج إلى الحمامات لقضاء حوائجهم إضافة لحرمانهم من الاستحمام, وكان يكتفي العناصر المسؤولون عن التعذيب برش المعتقلين بالمياه مرافق لهذا الفعل قولهم "هذا حمامكم في الغوطة" !   وتخصص ثلاث ساعات يومياً لتدريس المعتقلين الشريعة الإسلامية وتحفيظ القرآن الكريم ويعاقب بالجلد من لا يستطيع الحفظ , حيث يقوم الشيخ المسؤول عن تلك الثلاث ساعات بالتسميع للتلاميذ السجناء بشكل أسبوعي . إلى جانب كل ما سبق, يُجبر معتقلي "التوبة" على حفر الأنفاق منذ الساعة السادسة صباحاً حتى ساعات المغرب, بينما هناك من المساجين ممن يتم انتقائهم ليكونوا كبش فداء لسحب جثث قتلى المجموعات المسلحة الذين يسقطون في المعارك, بعد أن يكبلوا أقدامهم بحبل معدني موصول إلى مأخذ كهربائي ففي حال محاولة المعتقل الهرب يسمح المسلحون للكهرباء بالمرور خلاله إلى جسد الشاب لمعاقبته صعقاً بالكهرباء على فعلته.

وأخيراً, ومن الحوادث التي ارتكبتها "العناصر الأمنية لسجن التوبة" والتي أثارت جدلاً واسعا ، كانت في إلقائه القبض على / الشيخ أبو ثابت /، الذي يعد واحداً من أهم الشخصيات المؤسسة للهيئة القضائية في ريف دمشق والعضو في الهيئة القضائية في الغوطة الشرقية، حيث تم اقتياده إلى سجن التوبة ووجهت له تهمة المساس بسمعة ما يطلق عليه "لواء الاسلام".