دام برس :

تلك اللحظات التي تمنينا أن يتوقف فيها الزمن .. كنا نخشاها .. نخشى أن نعيش ألماً يفوق تصور إمكانية احتماله .. رحيلك يا أبتي كان صعباً لا بل كان توأم المستحيل . وفي وجداننا كان هو المستحيل عينه .. لأننا زرعنا صورتك وصوتك فينا شجرة خلود لا تموت .. دائمة الزهر قيماً ومثلاً ونبلاً وشجاعة .. زرعنا في ذاتنا مفردات أبجديتك الأبدية .. كم نستحضرك اليوم أيها البدر المنير في ظلماء حياتنا تضيء مع كل لحظة انتصار يفجرها حامل رسالتك والامين المؤتمن عليها .. بشارك .. بشارنا .. بشار الأمة العربية التي آمنت بها وناضلت من أجلها وعاهدناك ان نحفظ الرسالة ونؤدي الامانة .. في اللحظات الصعاب اليوم نراك ونستشعر هيبتك الإلهية .. نصغي في داخلنا لبحة صوتك الشجي القوي الذي يدخل فينا الطمأنينة للمستقبل ..
سيدي الخالد .. لم تمل العين دمعاً لفراقك .. ولم تفارق ذاكرتنا وصيتك .. لم ولن يمر يوم الرحيل عابراً فقساوته لم تلن رغم مرور السنين أيها المناضل الصنديد .. يا بطل أمتي وفارس أحلام ابنائك الذي لن يترجل .. عهدنا باق ما بقيت الشمس والقمر وتوالى الليل والنهار وتصاعدت الأنفاس من صدرونا .. سيدي الخالد .. لن نضل الطريق .. سنتحدى الألم والصعاب كما علمتنا ونمتشق سيف قيمنا الأصيل في وجه العابثين بها .. لروحك السامقة ألف سلام وتحية ترقى لتليق .. سيدي وأبتِ .. قد نال منا الشوق مقتلاً .. لكن وحق قداستك فينا .. لن نضل الطريق .

عفيف دلا