دام برس - غزل الموسى - جبلة :
أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً، تلك هي العبارة التي رددها أهالي جبلة كثيراً بعد أن تم تجهيز مكتب للشهداء في المدينة مؤخراً، هي الخطوة التي لطالما انتظرها الأهالي هنا في نفس المكان الذي تغص جدران شوارعه بصور أبنائهم مشكّلةً مدخلاً مهيباً للمدينة.
يختصر المكتب الكائن داخل مبنى بلدية جبلة الكثير على ذوي الشهداء، لكنه لا يتحمل عنهم كل الأعباء والمشقات إذ تقتصر وظيفته على تجديد العقود للوظائف وتجديد بطاقات الإعانة والشؤون الخدمية، كما أوضحت مديرة المكتب المهندسة رجاء العلي لموقع دام برس: "نحن نعمل على أن يكون هذا المكان قادر على خدمة ذوي الشهداء بكل شيء كعقود السنوية ووثيقة الاستشهاد وألا يقتصر فقط على بعض الخدمات، و لكننا لا نزال في البداية والمكتب الحديث يحتاج للعمل المضاعف، بالإضافة إلى أن المعدات الإلكترونية ليست كاملة بعد ولكننا نحاول إيجاد الحلول إلى أن يتم تجهيزها".
وعن آلية العمل وضحت العلي لدام برس: "نحن نقوم بتلقي الطلبات من ذوي الشهداء ونقدمها للجهة المعنية في اللاذقية لتتابع باقي الإجراءات اللازمة لكي لا يضطر الأهالي سواء بالريف أو المدينة للذهاب إلى مكاتب أخرى".

العدد غير المكتمل للموظفين لم يكن عائقاً أمام بداية هذا العمل الذي يداوم موظفوه المنتدبون من الخدمات الفنية بشكل يومي إلى أن يصل العدد الكامل المخصص للمكتب (20 موظف)،  على أن يأخذوا الأوامر الإدارية في الأيام القليلة القادمة.
 وحول مسألة أن معظم المنتدبين إلى المكتب من المهندسين يوضح أحدهم لموقع دام برس: "نحن أيضا لدينا شهداء، وجئنا إلى هنا برغبة منا لأننا نشعر بما يعاني منه الأهالي هنا وسعيدين لأننا نقدم شيء لهؤلاء الذين قدموا أغلى ما لديهم".
أم وليام هي أحدى المراجعات تحدثت لدام برس عن مشقة الذهاب إلى اللاذقية والسير بالمعاملات المطلوبة هناك: "أنا أم شهيد وقمت بالتقديم على وظيفة وهذه الأوراق اضطرتني لأذهب عدة مرات إلى مكتب الشهداء المتواجد في اللاذقية ولكنني الآن أقدم الأوراق المطلوبة هنا في جبلة بعد أن عانيت لأكثر من أربع سنوات من المعاملات في اللاذقية".
أما أم يوسف التي حملت صورة ولديها الشهيدين على صدرها  والتي جاءت لتجدد بطاقة الإعانة، أكدت لدام برس على أن هذه الخطوة وفرت الكثير من العناء على الأهالي لاسيما الكبار في السن والذي يضطرهم تجديد بطاقة أو أي ورقة مطلوبة لرحلة طويلة ذهاباً وإياباً إلى اللاذقية و قد لا تنتهي المعاملة بأكثر من أسبوع.
الاهتمام البارز الذي يحظى به من يراجع مكتب الشهداء يبشّر بتفادي المعاملة السيئة لأهالي الشهداء والتي واجهوها بأكثر محفل كان الغرض منه تكريمهم، إلا أن التكريم الوحيد الذي يطلبه هؤلاء هو أن يلتفت المعنيين إلى معاناتهم وأن يجدوا الحلول لمشكلاتهم التي كان مكتب الشهداء في جبلة واحداً منها.