Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 06 حزيران 2024   الساعة 23:52:15
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
عناق مجاني يثير الجدل في جامعة تشرين
دام برس : دام برس | عناق مجاني يثير الجدل في جامعة تشرين

رشا ريّا - دام برس - اللاذقية :
في زمن الغبار نادراً ما تمتدُّ الأيدي للعناق، أيدٍ مشغولة بحمل السلاح، أخرى بتضميد الجراح، والبقية برفع الركام، وفي سابقةٍ لم يشهدها المجتمع السوري، قامت جمعية سوق الضيعة، يوم الأربعاء 10/أيار/مايو، بنشاطٍ أسمته "free hugs" في جامعة تشرين باللاذقية.

نشاطٌ ولّد جدلاً بيزنطياً على أرض الواقع، كما على صفحات العالم الافتراضي، في الجامعة أقبلَ الشباب والشابات على هذا الكمّ من المشاعر المجانية، أمّا على الفايسبوك فقد انبرى "المشرعون الإنسانيون، والمصلحون الاجتماعيون" للهجوم متسلحين بتاريخٍ فيسبوكي يشهدُ لهم بالكثير من الترهات، والفراغ، منهم من استخدم الكليشيه المعتادة "شو مفكرين حالهون بأوروبا"، آخرون تطرقوا إلى أنَّ العناق كان أحياناً بين فتاتين أو شابين، وآخرون يصبّحون كلَّ يوم بإنسانية مزعومة وصل بهم الأمر حدَّ اختلاق إشاعات مفادها أنَّ الأمن الجنائي تعرض للقائمين على الفعالية، هذا ما دحضته السيدة زينة وليد "لم يتعرض لنا أحد أبداً، فنحن كجمعية لا نُقدم على أي نشاط دون موافقة، ولذا فقد قمنا مسبقاً بأخذ الموافقات المطلوبة من الجهات المعنية، منهم فرع حزب البعث في جامعة تشرين، والاتحاد الوطني لطلبة سورية، وكانوا خير داعم لنا في هذه المبادرة التي تهدف لتغليب الإخّوة الإنسانية على أي شيء آخر".

لم تكن فعالية "free hugs" أُولى فعاليات هذه الجمعية والتي تقوم منذ أربعة أعوام ضمن مبادرة "yes to life" بالعديد من النشاطات الإنسانية، والتي بدأت مع زياراتهم المتكررة لقسم مرضى السرطان (كباراً وصغاراً) في مستشفى تشرين الجامعي، لزرع ما أمكن من الضحك في القلوب المتعبة، وقد توسّع نطاق العمل ليشمل المسنين و ذوي الحاجات الخاصة، أمّا هذا العام وحسب السيدة زينة: "الشريحة التي يستهدفها نشاط هذا العام هم الطلبة الجامعيون، كونهم الأقدر على تقبّل هكذا فعاليات تبتعد عن محدودية الرؤيا"، وفي سؤال دام برس عمّا إذا كان القائمون قد أقدموا على هذه الخطوة وهم يحملون توقعات مسبقة، أجابت وليد بأنهم كانوا قد أصرّوا على القيام بهذه الخطوة ولو كان الإقبال لا يتجاوز اثنين بالمئة، ولكنهم ذُهِلوا بدرجة الإقبال حتى أنَّ بعض الطلاب شاركوهم وحملوا لافتات free hugs.

كما أضافت : "لم نفكر في أية ردة فعل أو رأي من الممكن أن نتعرض له، فكان أقصى اهتمامنا هو أن نتشارك المحبة، نحن بتنا في زمنٍ نخاف البسمة، فإذا ما ابتسم شخص لآخر سيشعر بالرعب ليسأل كيف يبتسم وهو لا يعرفني؟، الفكرة أتت من الكون والعناصر الطبيعية، فالعصافير تزقزق مجتمعة، الورود تنشر العَبَق باجتماعها، أمّا التواصل الإنساني بات محدوداً فلذا قررنا، بلفتة بسيطة وراقية نشر المحبة".

اتخذ الشارع  السوري في الأعوام الماضية منحى الهجوم على أي حدث يجري مهما بلغت إيجابيته، في حين أنَّ هؤلاء أنفسهم يهللون لكلّ ما يجري في أوروبا وبقية بلدان العالم، واصفين إياها بالتقدم، ومتعجبين من عدم قدرة المجتمع السوري على تجاوز عقلية الحرملك، وإنَّ المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي، والتي غدت مرآة حقيقية يلتمسُ أنَّ أغلب منتقدي هذه الفعالية هم على عكس التوقعات من أبناء جيل العشرينيات، الذي فقد في هذه الحرب أدنى مقومات الشخصية الإنسانية.
 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz