دام برس ـ طرطوس ـ سهى سليمان :
تحت عنوان: "رسالة الجامعة في الحياة الثقافية والاجتماعية" وبرعاية وزارة الثقافة استضافت مديرية الثقافة في طرطوس الملتقى المعرفي الأول للأكاديميين السوريين خلال الفترة ما بين 29 كانون الثاني ولغاية 1 شباط 2017، وذلك في المركز الثقافي بطرطوس.
بدأت فعاليات الملتقى بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء الأبرار والنشيد العربي السوري، ثم ألقيت عدد من الكلمات أكدت على الدور القيادي والريادي للجامعة في الحياة الثقافية والاجتماعية، وعلى أهمية الثقافة ودورها في التقدم والنهضة والتنمية البشرية.
جامعة طرطوس تحرز مراكز أولى على مستوى القطر
وأثنت الكلمات على تفوق طلبة جامعة طرطوس, حيث أحرزت الجامعة المركز الأول على مستوى القطر العربي السوري في اختبار السنة التحضيرية للعلوم الطبية, كما أحرز الطلاب العديد من جوائز مسابقات البرمجة الجامعية ومعرض الباسل للإبداع.
تلا ذلك فقرة موسيقية متميزة بعنوان  (حب بلادي يجمعنا) لفرقة كورال حنين صافيتا بقيادة الأستاذ عمر زنكوان, قدموا من خلالها مجموعة أغاني متنوعة من إنسانية وعاطفية ووطنية وتراثية، ثم افتتح معرض الأدب العلمي التابع لجامعة دمشق حيث تتضمن كتبه عناوين أدبية وعلمية وإبداعية.
تجدر الإشارة إلى أن الملتقى حضره معاون وزير الثقافة ورئيس مجلس محافظة طرطوس ونائب المحافظ وأعضاء من المكتب التنفيذي، وعدد من أساتذة الكليات في جامعة طرطوس وأعضاء مجلس الشعب، إضافة إلى حشد كبير من المهتمين والباحثين.

تخصصية المناهج ووظائفيتها
وفي الجلسة الأولى للملتقى والتي كان عنوانها "تخصصية المناهج ووظائفيتها"، والتي تناول فيها مجموعة من الباحثين محاور عدة تمحورت حول (فلسفة جمهورية أفلاطون والقوانين التي حكمتها، الجغرافية والهوية المكانية – أهميتها ودورها الوطني والعلمي، تصور خطة لتطوير السياحة التراثية في سورية، وبعض الخطط الدراسية في جامعاتنا وفي قسم اللغة العربية أنموذجاً، إضافة إلى تخصصية المناهج ووظائفها تحدث الباحثين عن مشكلة المفاهيم ووظيفتها وعن النظرة الحديثة للمنهاج الذي تعتبره نظاماً تعليمياً وجزء من نظام اجتماعي فيه محتوى معرفي, له عمليات ومخرجات).
كما استعرضت الجلسة الأولى الصعوبات التي تواجه البحث والباحث في العلوم الإنسانية من حيث المنهج والأدوات والموضوعات أهمها نقص التمويل وسرية الأرقام واعتبار البحث العلمي ترفاً إضافة إلى صعوبة جمع البيانات ونقص المصادر والعينات، إضافة إلى المنهجية في دراسة الثقافة وتحليلها، الاغتراب والثقافة المكونة من عادات وتقاليد وأعراف وقيم انتقالها من جيل لآخر، إضافة إلى الحاجة إلى رؤية نقدية مبرمجة وعن الاستشراق الذي يهدف إلى أخذ الثقافة العربية إلى الغرب.
البحث العلمي وآفاق تطويره
وتحت عنوان "البحث العلمي وآفاق تطويره" أقيمت الجلسة الثانية والتي أدارها د.مدين الضابط الذي اعتبر هذا النشاط نوعياً وتعبيراً عن إرادة الصمود والاستمرار والبقاء للدولة السورية بشعبها وكوادرها، مقدماً لمحة موجزة عن البحث العلمي في الجامعات العالمية.
وناقشت الجلسة الثانية في فعالياتها موضوعات عدة أهمها: (مشكلة المعلم بين الأمس واليوم وأهم المقترحات في التعليم والتعليم العالي والمشاكل التربوية اليوم, دور البحث العلمي في تنمية رأس المال المعرفي – الموارد البشرية واستثماره المهارات والمعارف التي يمتلكها الفرد).
وطرح عدد من الباحثين العديد من الأسئلة تمحورت حول ما هي وظائف الجامعة وهل تقود المجتمع وهل تنجح في أداء رسالتها ومن المسؤول عن نجاحها أو فشلها؟ إضافة إلى الأسباب التي تقف في وجه التطور العلمي ومنها الكتاب الجامعي السبب في قلة جودة المنتج الجامعي والمطالبة بمواد مفتوحة بدل النوتة, والعملية الامتحانية الفاشلة، بعض المقترحات في تطوير الكتاب وفي امتحان يقيس قدرات الطالب وربط الجامعة بالمجتمع ووضع المكتبات الجامعية تحت الرقابة وتعديل آلية القبول الجامعي.

كما تحدث بعض المشاركين عن استراتيجية وخطة وأهداف البحث العلمي, والأسس والمعايير لوضع البحث، ودراسة عن البحث العلمي في سورية، ودور التعليم العالي المعاصر في المصطلحات العلمية ـ جوهر التعليم العالي والجودة والاعتماد على اللغة القومية، مطالبين بالتعاون مع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية لتنفيذ خطط البحث العلمي وإيجاد آلية للتنسيق والتعاون مع القطاعات الخدمية وتحقيق التوازن وإيجاد أجهزة متخصصة, وتوجيه رسائل الماجستير والدكتوراه نحو موضوعات تلبي احتياجات المجتمع والتعاون مع القطاع الخاص، إضافة إلى استخدام المصطلح العلمي العربي مع ضرورة تعلم اللغات الأجنبية وتعميمها وربط مجمع اللغة العربية بدمشق بالجامعات، واعتماد المصطلحات الصادرة عن المنظمات, والمجامع اللغوية العربية , واستخدام المصطلح الأجنبي مع العربي وغيرها.
رأس المال المعرفي واستثماره... التنمية الاقتصادية والبشرية
أما في فعاليات اليوم الثالث وتحت عنوان: "رأس المال المعرفي واستثماره" فقد تناول عدد من الباحثين مجموعة من العناوين تمحورت حول: (التنمية الاقتصادية والثقافية وتنمية الموارد البشرية، المخاطر والأزمات وأثرها على قطاع السياحة والفندقة، رأس المال الاجتماعي، رأس مال المعرفة ... العلم والمستقبل، المعرفة ومثلت التنمية.. المعلومات ـ الإعلام ـ التربية، إضافة إلى البيئة الحاضنة لرأس المال المعرفي.
وفي ختام الملتقى عقدت الجلسة الرابعة الخاصة بطلبة الدراسة العليا تحت عنوان: "رسالة الجامعة في الحياة الثقافية والاجتماعية"، حيث نوقشت الجلسة مجموعة من الأبحاث والمشكلات والصعوبات التي تواجه الأبحاث.