الرئيسية  /  كتاب وآراء

معبد اليهود في جزيرة جربة.. وهْمُ التعايش السلمي .. بقلم : فوزي بن يونس بن حديد


دام برس : معبد اليهود في جزيرة جربة.. وهْمُ التعايش السلمي .. بقلم : فوزي بن يونس بن حديد

دام برس :
ليس هناك ما يثبت وجود معبد يهودي في جزيرة جربة التونسية، وانما هي مجرد تكهنات بنيت عليها عقيدة اليهود البالية، كما هي عقيدتهم حول هيكل سليمان المزعوم في القدس الشريف، يزعمون أن معبد الغريبة هو أقدم معبد في شمال إفريقيا، يهجّ إليه اليهود من كل بقاع العالم وليس يحج كما يقول الناس والإعلام، لأن لفظ الحج ورد في القرآن الكريم يقصد به شعيرة الحج المباركة وهي فريضة وعبادة فرضها الله تعالى على المسلمين يؤدون مناسكها وفق ما علمنا إياها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ولا حج غير حج المسلمين، أما ما يقوم به اليهود كل سنة من زيارة لمعبد مشكوك في تاريخه ومشكوك في صحة وجوده أصلا في الجزيرة فهو عين الخرافة.
صحيح أن اليهود استوطنوا جزيرة جربة من قديم الزمان، لكن ذلك لا يعني أنهم يملكون معبدا وكنيسا يمكنهم من خلاله أن يفرضوا علينا طقوسهم، ويتسببون كل سنة في معركة مع المواطن في الجزيرة، حيث تشديد إجراءات الأمن غير المسبوقة وتقييد حركة المواطنين بشكل تعسّفي، والسهر على راحة اليهود الآتين من إسرائيل ومن بعض دول العالم، إذ ليس هناك ما يبرر هذه الحملة الأمنية المشددة، وهذا التزاحم حول أمن اليهودي وهو يؤدي طقوسه الغريبة في الغريبة، يأتي ليفسق في شهر الصيام وينتهك حرمة الشهر والإسلام، والدولة تسخّر كل إمكاناتها من أجل راحة اليهود فقط.
كنيس الغريبة يقع في بلدة صغيرة في جزيرة جربة، احتفل فيه اليهود هذه السنة في شهر رمضان، فلم يراعوا حرمة الشهر ولم يحترموا المسلمين القاطنين بجانبهم، وفعلوا ما فعلوا بمباركة من الحكومة التونسية، حيث شهد الشاهد احتفالاتهم مصفّقا، بينما مُنع جامع قريب من الكنيس من إقامة سهرة دينية احتفالية بمناسبة شهر رمضان الكريم، بدعوى الاحتياطات الأمنية، أليس الأجدر بالسلطات السماح للمسلمين بالاحتفال بالشهر الكريم كما سمحوا لليهود بالعبث في الكنيس اليهودي، وأين هو التعايش الذي يتحدثون ويتشدقون به وقد ألغت السلطات التونسية سهرة دينية كانت ستقام في العرس اليهودي، فكل ما يتعلق باليهود تقام له الحواجز  الأمنية وتمنع فيه التجمعات وتلغى جميع السهرات في المساجد المحاذية وبعدها يقولون إنهم يريدون التعايش،  فالتعايش مع من؟
إن اليهود وحسب تاريخهم الأسود وتلمودهم القديم لا يعيرون العرب والمسلمين أي قيمة، يحتقرونهم ويزدرونهم ويستغلون ضعفهم، ولا يرحمونهم ولا يلتزمون بعهد ولا ميثاق لعنهم الله تعالى وطردهم من رحمته وبين في كثير من آياته أنهم يستعلون على الخلق والخالق، يجحدون وينكرون ويبتزون ويستغلون ويغتصبون ولا يبالون بما يفعلون والدليل أوضح من الشمس الساطعة في فلسطين، نستقبلهم هنا بحفاوة وهم يقتلون أهلنا في فلسطين المحتلة، كيف يستقيم المعنى وهل يستوي هذا؟
ثم إن عقيدتهم البالية كلها بنيت على الخرافات والأوهام، من اول عهدهم حينما ظنوا أنهم شعب الله المختار، وأن بقية الناس عبيدا لهم وفي خدمتهم ومازال حاخاماتهم يصرحون بذلك ولا يتوانون عن ذكر ذلك، ويعتبرون الأراضي العربية ملكا لهم ولذلك بنوا خرافة أخرى هي ما يسمى إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، ويزعمون أن تلك المناطق ملكهم لا يشاركهم فيها العرب، ومن الخرافات أيضا هيكل سليمان المزعوم تحت أنقاض القدس الشريف، وهم يعملون الآن ويعمدون  إلى هدمه والبحث عن الهيكل الخرافي، ومن أوهامهم أيضا أن معبد اليهود  في جزيرة جربة له جذور تاريخية، والحقيقة أن هذا وهم وخيال ليس له أساس من الصحة لتضارب الروايات عنه آخرها أن امرأة يهودية إلى الجزيرة واستوطنتها وكانت غريبة على أهل المنطقة فسمي المكان الذي قطنت فيه الغريبة، والاسم موجود إلى الآن.
 استغل اليهود الحادثة واحتلوا المكان بدعوى وجود معبد كدعوى هيكل سليمان على أنقاض القدس الشريف وبقوا يتوافدون عليه كل سنة متحدين كل الأعراف والتقاليد الجربية والإسلامية، ومعتبرين أن ذلك حق من حقوقهم، وسيأتي اليوم الذي يعترف فيه اليهود بأنها خرافة وأن ما قيل عن هذا المعبد غير صحيح، وستنتهي قصتهم إلى الأبد، بل سينتهي ربما وجودهم ككتلة ودولة أيضا لأن ما يقومون به هو عين الباطل.

abuadam-ajim4135@hotmail.com

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=94155