الرئيسية  /  كتاب وآراء

التتريك .. والخلافة الضائعة في سورية .. بقلم: محمد فياض


دام برس : التتريك .. والخلافة الضائعة في سورية .. بقلم: محمد فياض

دام برس :
تقاطعت أحلام أردوغان مع المصالح الأمريكية في المنطقة .ولم يكن غريباً وقد صنعته واشنطن ودعمته للوصول إلى الحكم في أنقرة قناعة من مراكز صناعة القرار الأمريكي برأي السيناتور مارتن أبراموفيتش . بإعطاء دوراً إقليمياً لنظام يرفع عنواناً إسلامياً يتسرب من خلاله تحت جلد المنطقة ودون مقاومة حتى يتمكن من لعب الدور المحوري لتوجيه الدفة صوب صيانة المصالح الأمريكية .ولا مانع من توجيه بوصلة انتقاد مفتعل _ وفق الدور المرسوم _ نحو تل أبيب ليتعاظم تأييده من الشعوب العربية انتصارا لقضيتهم المركزية _ فلسطين_ وقد نفضت القاهرة بكامب ديفيد ريادتها وتقلص بالتالي المشروع العروبي عبر سلسلة من التنازلات بدأها الأستاذ أنور السادات .وتم تسليط الكاميرا على أردوغان لصناعة البطل _المفتقد _عند العرب...
ولرغبة أردوغان وحلمه في الإنضمام الكامل للإتحاد الأوروبي وطلبه للدعم الأمريكي ..هنا تقاطعت المصالح ..ومنذ إتيان الربيع العربي_ المزعوم_ للعواصم العروبية _ بلدان الحضارات وفناءاتها الخلفية.تعاظم حلم الفتى وظن _ والظن إثم_ أن حلم الخلافة أشرف على التحقق .ورأت تركيا أردوغان أن بمكنتها تتريك المنطقة وأنها قادرة على جني ثمة ثمار رأتها _ بالغباء الأردوغاني_ قد دان قطافها في ظل حضور البلطجي الأمريكي إلى المشهد وأن المنطقة باتت على الطاولة التركية تقدّر تتريكها وتوزع أنصبة المصالح .ومع صعود الإخوان إلى سدة الحكم في القاهرة حضر أردوغان بملابس الخلافة التي ظن أن جماعة الشيخ النصاب _ والتي هتفت للطاغية اسماعيل صدقي_"" واذكر في الكتاب إسماعيلا"" .سوف تنصبه رئيسا لمكتب الإرشاد الذي يقرر ويرسم السياسات .وأن القاهرة عما قريب سوف تبايعه خليفة للمسلمين .وجماعة البنا ومنتوجاتها لاتقدم نموذجاً للخلافة دون العثمانية . وتتفق مصالح واشنطن مع تدشين خلافة بذات النسق وتتريك المنطقة لدفعها اقترابا وبعداً.من تل أبيب وعن المشروع العروبي..بل وامتداداً لدعم مابدأته بريطانيا بتخليق الجماعة ودعمها في مصر وتخليق دولة ل آل سعود ..لتكونا بمثابة الحضّانة الدافئة _ تدين بدين المنطقة الغالب _للجنين الوليد على أرض فلسطين فيما بعد.
لكن ماحدث في مصر 30 يونية قطع الطريق على أردوغان .فكان الإتجاه بقوة إلى الحلقة التالية .في سورية والعراق ..
لعبت تركيا ولازالت دوراً عدائياً قذراً في الدعم بكل اشكاله للتنظيمات الإرهابية في سورية ..تسليحا وتدريباً ولوجستياً..وإن كانت الرياض قد تكفلت بدفع الفواتير وذهاب أردوغان إلى الإبداع في تجريف عشرات المليارات الخليجية فضلا عن سرقة النفط السوري وقيام التنظيمات الإرهابية بتفكيك المعامل من حلب _ العاصمة الإقتصادية السورية _ ونقلها إلى تركيا..
ولم ينسى أردوغان وبدعم من أمريكا توجيه رسائل قوية إلى القاهرة بإيواء قيادات جماعة البنا في اسطانبول ..وتوجيه أبواق إعلام معادي تحت إدارتهم وبدعم مفتوح لوجستيا من أنقرة وممولا من فوائض مبيعات البترول العربي بتوجيه من الإدارة المركزية للإرهاب العالمي .
 ويمثل أردوغان الزراع الطويلة في المنطقة والتي تعمل لدي الشركة العالمية للإستثمار في الإرهاب والتي مقر قيادتها البيت الأبيض وترسم خيوطها وخطوطها المخابرات المركزية..
ويستمر مخطط التتريك ينمو في أحضان الصهيونية وتستمر الصهيونية في استخدام أردوغان المتشوق لتحقيق التتريك وجبر المنطقة إلى مبايعته الخليفة.
اعتقد رعاة الإرهاب أن مصر وسورية والعراق قد تحقق فيها الحلم ..أو قارب على التحقق.
وعلى غير رغبة من المخطط وفي غفلة من قدرة الرئيس السوري على إدارة الأزمة ميدانياً وسياسياً ..هذا على جانب .
وعلى الجانب الآخر الخروج الجارف للمصريين والذي فاق قدرة المتلقي في واشنطن على الإستيعاب وأفقده توازنه النمطي . وتقارب القيادة في بغداد مع نظيرتها في دمشق ..والإصرار على النصر وهزيمة المشروع الأمريكي للمنطقة .
وعلى الصعيد العالمي تقدم السيد بوتين لدعم انتصارات الجيش العربي السوري وبناء على طلب من رئيس الجمهورية العربية السورية ..ليدفع بوتين ببسالة الجندي السوري وإبداعاته في الصمود والنصر إلى دفع العالم إلى حظيرة النظام العالمي الآخذ في التعددية والمنفلت بإرادة الصمود السوري ومحور المقاومة من الأحادية القطبية التي أعلن ترومان في يالطا أنها _ أمريكا _ تتسيد العالم القرن الحالي ..
وينقذ بوتين أردوغان من الإنقلاب ويأتي به تحت الخيمة لتقليم أظافره الملوثة بالفيروس الأمريكي .وإن ظل الخليفة الواهم يعتقد أن لديه قدرة ومقدرة على تتريك المنطقة العربية مستغلاً عمالته للأمريكان ووهم انتسابه إلى أوروبا واتحادها وبرهانه بقاعدة الناتو على أراضيه...ويعتقد أنه قادر على الإستفادة الخلاف الحاصل بين وجهتي النظر وبالتالي موقفي موسكو وواشنطن في العديد من القضايا وأخصها في سورية..
ويرى أن حلم تتريك المنطقة واصطيادها إلى مراحل مايسبق البيعة للخليفة بات ممكناً وأن حزمة من المعلومات التي لايمكن حصوله عليها في جريمة مقتل خاشقجي ضد نظام آل سعود ألا بتوجيه ومعلومات أولية حقيقية من المخابرات المركزية بأن بن سلمان ابتلع الطعم وذاهب إلى ارتكاب الجريمة والتي يجب توثيقها للإستخدام المشروط ..وأن ذلك _ في ذهنية الخليفة الواهم _ سوف يؤدي على المسرح إلى دهشة المتفرجين من جمهور العرب بما يصنع منه شيئاً يتماثل مع صناعته مؤديا ضد تل أبيب أمام الشاشات وهو العميل المنصاع لمشروع إسرائيل العظمى ..وبات أردوغان يحلم أكثر ومن خلال إشتباكه المخطط له مركزيا وصهيونياً أن تتريك المنطقة ومبايعته الخليفة باتت وشيكة..
ومع انتصارات الجيش العربي في سورية وفي مصر بالإمسالك القوي على الحدود الغربية والجنوبية التي نقلت اليهما العديد من قيادات داعش وتولت المخابرات التركية نقل أبو بكر البغدادي ومجموعة من عتاة الإرهابيين وقادة الإرهاب من الرقة إلى ليبيا ..
كادت أن تهزم أحلام أردوغان أردوغان وهو يرى الجيش العربي السوري الذي أعلن أوباما عن مهلة عدة أسابيع وينهزم الجيش السوري ويسقط الأسد..
ينهزم الجميع ويتساقطون ويسقطون وآخرهم منذ سويعات عادل الجبير..الذي لم يكن يشغله شيء إلا رحيل الأسد وظل يتعاطى عبارة " لابد من رحيل الأسد "
قبل الأكل وبعده عشر مرات في اليوم والليلة بعدد نهمه في تعاطي الطعام وممارسته شهوة الأكل.
....ولم يتخذ ترامب القرار بالإنسحاب من سورية وبهذه الطريقة _ التويترية_ عبر وسائط التواصل إلا لأنه ترامب لديه مشكلات إنسداد سياسي في نظام حكمه أزعجت بعض العاملين في دولاب نظامه وقد رأينا ماتيس يقدم استقالته كوزير للدفاع ...بما يؤكد أن مراكز صناعة القرار في نظامه مرتبكة أو أنها طريقته وأنه المرتبك..وفي الحالين يحتاج ترامب وتحتاج الولايات المتحدة الأمريكية من يلعب الدور لصالحها ...وقناعتنا أن واشنطن ربما تقرر الإنسحاب من الأرض والميدان لكنها لاتنسحب من المصالح ..والأخيرة هذه هي مايستوجب على الإدارة الأمريكية الترامبية إسناد الوكالة فيها مع كل الدعم بالتأكيد إلى عاصمتين ..أنقرة وتل أبيب.
الأخيرة المدعومة بلا حدود من واشنطن تحاول من وقت لآخر وخاصة بعد إعلان ترامب وتوقيعه قرار سحب الألفين عسكري من شرق الفرات في سورية ..وتتصدى لها قوات الدفاع الجوي السورية ببسالة وتفوق ال s300 .
وتتقدم أنقرة بقوات ومعدات إلى الشمال السوري لملء الفراغ .بتلك الحجة يحاول أردوغان مساعدة تل أبيب في تعطيل الإعلان النهائي للنصر السوري.ولإطالة أمد الأزمة وإعطاء بعض فرصة للمحاصرين في إدلب والمؤجل حسمها عسكرياً.وهو قادم وقائم لاشك فيه.
الأمر الذي يعطل لبعض الوقت أيضا اتخاذ قرار الحسم العسكري شرق الفرات وقد مهدت لذلك القرار دمشق في كل مناسبة ووثقت ذلك لدى المنظمة الدولية ومجلس الأمن بأن التواجد العسكري التركي وكذا الأمريكي على الأراضي السورية هو تواجد محتل ..وأن الجيش العربي السوري ماضٍ في تحرير كل شبر من الجغرافيا السورية بما فيها الجولان والتي أكد الجعفري منذ أيام أمام المنظمة الدولية أنها أرضاً سورية محتلة وستستعيدها سورية سلماً أو حرباً..
ويترك ترامب الميدان ليحل محله أردوغان المجنون بوهم الخلافة ليواجه مصيره مع روسيا والجيش العربي وإيران ..وتدعمه إن هلك فقد هلك وإن حقق شيئاً يتماس مع ماتسعى إليه تل أبيب خشية الأخيرة ورعبها من فائض القوة للجيش العربي السوري وخطر ذلك على إسرائيل.
ويقرر الإنسحاب من سورية تماشياً مع مكينمارا نيلسن عند انسحابه من فيتنام _ برغم الهزيمة_ "" أعلن النصر ثم نسحب ""
لكن أردوغان الغارق لحلقومه في وحل المؤامرة ضد سورية والمشروع العربي سعياً إلى تتريك البلدان العربية ومبايعته الخليفة على أنقاض تقسيم المنطقة وتدميرها وتكريس إفقارها لإدخالها بيت الطاعة..قد فقد حلمه الواهم تحت البوط العسكري السوري..
وإن ظل سعيه منفذاً لإملاءات المنسحب سيستقر في وجدانه والذهنية التركية كلها أن تتريك بلداننا بات وهماً..وأن حلم الخلاقة قد ضاع في الجغرافيا العربية السورية.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=91540