دام برس :
نعم لقد دخلت العولمة الى كل منزل ، وتحولت الكرة الارضيه الى قرية صغيره، وأصبح الاعلام هو اكبر قوة خفيه استثمرت فيه كل القوى من دول وشركات و أجهزة مخابرات و أحزاب .
العالم يتغير من حولنا والجدبان و الهبل والزعران لايذالون يعيشون قصص وحروب داعس والغبراء وقصص الصراع السني الشيعي وصراع المذاهب والطوائف منذ أكثر من الف واربعمائة عام.
أمريكا تصنع لنفسها أعداء وهميين تنفخهم ثم تحاربهم هي اكثر دولة دخلت الحروب في العالم ، كل الحروب و دون ان يعتدي عليها أحد وهذا يعود لسبب رئيسي وهو ان الحروب هي التي تدير لهم طاحونة الاقتصاد وهي التي توصل الأحزاب الى مواقع السلطة والقرار ،
أمريكا الحلم كما يسوقون لها في الاعلام هي شر لابد منه! و هي كذلك ولاشك مدرسة للعلم والاقتصاد ولكنها كذلك مدرسة للنفاق السياسي القذر وهي مدرسة للديكتاتورية المقنعة بحقوق الانسان والانتخابات...إنهم يجيدون اللعبة ويحاول الكثير من القاده السياسيين أن يتعلم منهم فن المراوغة والنفاق .
ولقد تعلمت الحكومه المجريه منهم ومن إعلامهم إعلام ربيع بني صهيون المستعرب الكثير الكثير.
فلقد سعت الحكومه المجريه وعبر وسطائها ورجال اعمال محسوبون عليها سعت للسيطره على وسائل الاعلام بمختلف أوجهها حتى تتحكم بالشارع المجري كما تريد وتحول اهتماماته بالاتجاه الذي ترغب به وتريد خاصة وأنها رأت كيف تحكمت بعض المحطات الناطقه بالعربيه بالشباب العربي أو بقسم لايستهان به من شباب فعّال نشط حولته الى شريحة مجرمة أو عميله من حيث لاتدري وأصبحت تلك الشريحة تشكل حملاً ثقيلاً وقاتلاً على وطنها و أهلها وعلى المجتمع الذي تنتمي اليه بأسره .
و مع ثورات الناتو الخبيثة والقذرة ومع الربيع الصهيوني صُنع الاعلام المستعرب (والذي استوطن في الخليج العربي تحت يافطات مختلفه ) صنع لشريحة لايستهان بها من الناس صنع لهم عدو وهمي وذلك عبر ضخ إعلامي رهيب ومخيف فتحول الجار والصديق و القريب الى عدو يجب تكفيره وقتله! ووصل أعداء الامه عبر هذه السياسات الاعلاميه اللعينه والمدعومة في مرحلة لاحقه بالمال والسلاح الى تدمير العالم العربي كله دولة تلو الاخرى......
وكذلك فعل الاعلام في المجر فلقد أستفاد مما يحدث من مآسي وحروب في الشرق الأوسط وصنع من مآسي المهاجرين والمشردين الفقراء عدو وهمي مخيف استنفره في وجه كل القوى التي تعاديه في الداخل المجري والخارج الاوروبي ، والمحزن ان هذا العدو الوهمي والذي صنعته واعتمدت عليه الحكومه المجريه للوصول ثانية الى السلطه وتحويل أنظار الناس عن همومهم ومشاكلهم الأساسيه وعن الفساد الذي يجري خلف الكواليس هو عدو ضعيف عاجز حتى عن شرب كأس ماء او شراء كسرةِ خبز . فلقد رأينا كيف تحولت أنظار الناس الى عدو غير مرأي اسمه المهاجر ، و حيث أننا لم نشاهد ولا مهاجر واحد استقر في المجر ، ومع ذلك فإنك عندما تحاور أي مجري في قضايا الهجرة فإنك سترى نفسك امام شخص قد غُسِلَ دماغه بطريقة بارعه تشابه ألطريقه التي غسل بها رؤوس الكثير من الشباب العربي في بدايات مؤامرة الربيع العبري على ثوابت الامه وتاريخها ، بل ولقد اصبح الانسان المجري العادي والبسيط والطيب الى حدٍ ما عنصريا متطرفاً ، أمور لم نعهدها من المجريين في الثلاثين عاماً الماضيه !!
فالإعلام قادر على صناعة كل شي !!!
يصنع العدو ويصنع الصديق ، ويصنع الكافر و المؤمن ويصنع الخائن والندل والجبان ، الاعلام قوة لايستهان بها وهو يدخل اليومً الى كل بيت وكل حارة ومدرسه بلا أية حواجز أو معيقات إنه القوة الخفيه التي تحرك العالم اليومً ولقد كان هذا الاعلام من أهم أسلحة ثورات الناتو في العالم العربي ومن اهم الداعمين للربيع العبري، وقد رأينا كيف كان هذا الاعلام في الخليج العربي قبل ثورات زعران النانو بسنوات كيف كان له يد طويله بأسقاط بغداد اعلامياً قبل أن تسقط فعلياً بيد الأمريكان وكيف عملو المستحيل لاسقاط دمشق وبنفس ألطريقه الاعلاميه الخبيثه(مئات المحطات الاعلاميه المستعربة ) ولكن هذه المره عبر عملائهم الذين لبسو عباءة العروبة والعلمانية والإسلام كذباً ونفاقاً ، إذ بينما كانت الحرب في العراق حرب مباشره بين الأمريكان والجيش العراقي فإنها في الحرب على سوريا أخذت منحى خبيثاً وذكياً جدا إذ استخدمت أساليب الحرب بالوكاله عبر من عرفو فيما بعد بزعران ثورات الناتو و داعش والنصره وجيش لحد المستعرب و ذلك بعد ان تكشفت جميع الأسرار ولَم يعد شيئاً مخفياً .
أنتَ تملك الاعلام إذاً أنتَ قادر على ان تحرك كل شيء وان تصل الى السلطه وأن تقلب كل الحقائق وتضع كل المعايير والتي تتناسب مع مفهومك في خدمة مشاريعك المختلفه ، واللاسف الشعوب ألعربيه هي أكبر ضحايا هذا الفلتان الإعلامي المخيف و ذلك يعود لسبب جوهري و أساسي وهو ان الانسان العربي دخل عصر التكنولوجيا الاعلاميه ولايذال هو المُستهدَف الأساسي بينما هو لم يخرج بعد من عصر التخلف الثقافي والديني ! إذ كيف سيواجه هذا الشاب العربي هذا السيل الضخم من المعلومات المتضاربة والتي تصله عبر هاتفه الذكي وهو لم يتعاطى بعد مع الثقافة التقليدية ولَم يفهمها ولَم يفهم القوى المؤثرة في صناعة الرأي والإعلام وفِي صناعة الحدث والترويج له .
التحدي لايذال كبيراً لهذه ألامه ونحن لأنذال في بداية الطريق ، والخوف ليس فقط على سقوط الانظمه الوطنيه واختفائها وحسب وإنما الخوف من المشروع القادم لما بعد سقوط هذه الانظمه وهو مشروع الدمار النهائي لكل ثوابت الامه من اجتماعية و ثقافية وتاريخية و دينيه، أي اننا سندخل في مرحلة مشابهه لمرحلة مابعد سقوط الأندلس وهي مرحلة الاختفاء عن الخارطة والعودة بالتاريخ الى مرحلة ماقبل العروبة والإسلام ، أي العودة الى مرحلة العصر البيزنطي وهو المرادف اليومً للعصر الامريكي ، فهل تكسرت بوادر هذا العصر الامريكي بعد سبع سنوات من الحرب القذرة والعنيفة على صخرة الصمود السوري ؟ وهل سيتقبل الأمريكان ومعهم الخونة وعربان الذل والهوان هذه النتيجه المدمره لهيبتهم و عنجهيتهم اللعينه ؟
سؤال ستجيب عنه الأيام القادمة ولاشك .
ملاحظه ؛كتبت هذا المقال قبل ايّام قليله من إعلان الولايات المتحدة الامريكيه عن نيتها الانسحاب من الراضي السوريه!
ما دواعي هذا الانسحاب المفاجىء للجميع ؟
هل انكسرت شوكتهم ؟
أمً أنهم يجهزون لربيع قذر جديد بعد أن تكشفت أوراقهم ؟