دام برس – غزل الموسى – اللاذقية :
ردَّدَ الناس أغانيها وهم في الطريق إلى المركز الثقافي في اللاذقية، ولم يمنعهم مطر كانون الغزير عن الاحتفال بشريكة صباحاتهم، فقد أصبح عيد ميلادها محطتهم الثابتة، و كانوا "سنة عن سنة " يزدادون قرباً من "جارة القمر" حتى أصبحت جارتهم التي يحتفلون بعيدها و ينتظروه بفارغ الصبر، واتجهت أنظارهم كالعادة نحو المقهى المنظّم فكان على الموعد كما كلّ عام.
حيث قدّم مقهى صباح ومسا في اللاذقية وتحت رعاية وزارة السياحة  للسنة ال15 على التوالي الاحتفالية الخاصة بعيد ميلاد السيدة فيروز ال83، و التي أحيتها الفنانة ميس حرب في لقاء هو الأول لها مع جماهير المدينة الساحلية، الذين فاقوا بعددهم مقاعد المدرج المخصص للاحتفالية ما اضطر المنظمين لوضع مقاعد إضافية تتسع لشغف الحضور وإقبالهم.
بإعجازِ عزفه وصوته افتتح الملحن غابي صهيوني الاحتفالية مُكرماً من قبل المنظمين، و أطرب الحاضرين بغناءه " سهار بعد سهار " ليعايد بعدها على "الماما" كما أحب دائماً أن يسمي السيدة فيروز، حيث وضّح صهيوني لدام برس :"نحتفل اليوم بالصوت الذي ارتبط بمجتمعاتنا و ثقافتنا الإنسانية " ، وأضاف:" فرحت بالمشاركة بعيد ميلاد السيدة فيروز والتي أحب أن ألقبها " أمي" فهي شاركت كثير من الأمهات بتنشئة الأجيال عبر فنها ، وأغانيها التي أصبحت مرتبطة بحياتنا اليومية، وأنا أتيت اليوم لأٌعايدها وأتمنى لها العمر الطويل  ".
لفتت فرقة سيد درويش الموسيقية بقيادة رشيد هلال انتباه الحاضرين لكل عازف فيها عبر موسيقى "مقدمة ميس الريم "، ليبدأ بعدها تفاعلٌ لم يهدأ من قبل الجمهور مع دخول ميس حرب .."سلملي عليه " كانت البداية ليسلم الجمهور بدوره على ابنة السويداء التي تمالكت غصتها عند ذكر الجنوب في أغنية "أسوارة العروس "، بعد أن وجهتها بإهداءٍ منها لسورية التي عزفت بها الحياة على إيقاعات الأزمة المتعبة طيلة السنوات الفائتة.

لامست أغاني فيروز التي أدتها ميس حرب كل جيل، فقد شاركوها الغناء بمختلف أعمارهم، لاسيما عندما تدخلت أغنية زياد الرحباني "بلا ولاشي " وذكّرت الحاضرين أن الحب البسيط لابد أن يكون موجوداً في مكان ما، و من التصفيق الحار سيؤكدون لك أنهم يثقون بتنبؤات الرحباني.
" سعيدة جداً بالمناسبة التي جمعتني بجمهور اللاذقية للمرة الأولى" تحدثت ميس حرب لدام برس و أضافت :" عيد ميلاد السيدة فيروز يشكل خصوصية كبيرة لدينا نحن السوريين، وأشعر أحياناً أن المحبة التي نخبئها لفيروز ليست موجودة بمكان آخر، وإقبال الجمهور اليوم حمّلني مسؤولية كبيرة و بنفس الوقت افرحني لشعوري بأن الجهد المبذول لهذه الاحتفالية كان بمكانه ".  
"هون السما قريبة وبتصير أقرب بكل سنة باحتفالية فيروز " يتحدث منظم الحفل الإعلامي سومر حاتم للجمهور الحاضر، الذي بات ينتظر هذه الاحتفالية بكل سنة، حيث شرح حاتم لدام برس : " بات الحفل كتقليد سنوي لدى جمهور اللاذقية و على سنواته ال15 حجز مكانه بين الفعاليات الهامة التي تقام في المحافظة، بالإضافة لكونه حفل غير ربحي و نعمل بكل سنة أن يكون سعر البطاقة ملائماً قدر الإمكان لمختلف شرائح المجتمع".

أما عن الإقبال الكبير لهذا العام وضح حاتم :" لقد عرفنا جمهور اللاذقية على الكثير من المغنيين السوريين و استطعنا أن نقدمهم بطريقة صحيحة، وهذا ما جعل الجمهور يثق بخياراتنا وتنظيمنا و بالنهاية محبة فيروز هي الأساس ".
لم يستطع التقنين الكهربائي أن يتغلب على "هدير البوسطة"  التي كانت آخر أغنيات الحفل، فهدير الجمهور الحاضر طغى على عتمة المكان الذي فضّل أن يوقظ الحاضرين على طريقته الخاصة من الحلم الذي أخذتهم إليه ميس حرب بساعتين من سحرِ صوتٍ لم يستطع سامعوه الخروج من تأثيره، وبإشارة منها في نهاية الحفل أنصت الحاضرين لتقول لهم " عنجد اليوم كانت السما قريبة".